*صبرا أيها المهموم بسبب الوضع الذي تعيشه، من الشِّدَّة والبؤس، فسَلِّ نفسك هاهي التجارة الرابحة!* *تأمَّل وتدَّبر:* قال تعالى: *{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ • تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ • يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}* [الصف: 10-12]. فسَّر ابن القيِّم هذه الآيات في «طريق الهجرتين»، ثم قال: *"فلله ما أحلى هذه الألفاظ!* *وما ألصقها بالقلوب!* *وما أعظمها جذبًا لها وتسييرًا إلى ربِّها!* *وما ألطف موقعها من قلب كلّ محبّ!* *وما أعظم غنى القلب وأطيب عيشه حين تباشره معانيها!* *فنسأل اللَّه من فضله إنَّه جوادٌ كريم.* وقال ابن سعدي بعد أن فسَّرها: *"لولا أنَّ الله خلق أهل الجنة، وأنشأهم نشأةً كاملة لا تقبل العدم؛ لأوشك أن يموتوا من الفرح؛ فسبحان من لا يحصي أحد من خلقه ثناء عليه، بل هو كما أثنى على نفسه، وفوق ما يثني عليه أحد من خلقه، وتبارك الجليل الجميل، الذي أنشأ دار النعيم، وجعل فيها من الجلال والجمال ما يبهر عقول الخلق، ويأخذ بأفئدتهم، وتعالى من له الحكمة التامة، التي من جملتها أنه لو أرى العبادَ الجنة ونظروا إلى ما فيها من النعيم؛ لما تخلف عنها أحد، ولما هناهم العيش في هذه الدار المنغصة، المَشوب نعيمها بألمها، وفرحها بتَرَحها".* https://whatsapp.com/channel/0029Va8tkcf5EjxtqTROPu2m