*مسائل في رؤية هلال رمضان:* قال شيخنا العلامة الفقيه عبدالرحمن العدني رحمه الله: *"إذا رأوا الهلال صاموا، إذا لم يروا الهلال هل يصبحون مفطرين على أنه يوم الثلاثين من شعبان، أم أنهم يصبحون صائمين؟ الجواب: أنه على حالتين: الحالة الأولى: إذا تراءوا الهلال في هذه الليلة وكان الجوُّ صحواً، لم يحل بين الناس وبين السماء أي مانع: لا قتر، ولا أتربة، ولا دخان، ولا جبال، ولا ضباب، ولا أمطار، ولا غَيْم، إذا كنا في هذه الليلة نريد أن نتراءى الهلال ننظر إلى الأفق ونرى الأفق صافيا، كان الجوُّ صحْوا، فتراءينا الهلال لم نرَ الهلال، ففي هذه الحالة نصبح في اليوم الثاني مفطرين تكملة لعدة شعبان ثلاثين.* *[الحالة الثانية] لكن إذا كان الجوُّ ليس صحْوا، هناك ما يحول بين الناس وبين الرؤية من قتر: وهي الأتربة، أو ضباب، أو أمطار، أو غَيْم، أو جبال، أو نحو ذلك؛ فالراجح من أقوال أهل العلم أنهم يصبحون مفطرين على أنه يوم الثلاثين من شعبان؛ لظاهر الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا رأيتموه فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غُمَّ عليكم فاقدروا له»، ما معنى: «فاقدروا له»؟ يفسِّره الرواية الثانية: «فأكملوا عدة شعبان ثلاثين»، فإذن في الحالتين يكملون العدة".* *"إذا تراءى الناس الهلال فلم يروه ولكن رأوه من اليوم الثاني في النهار قبل الزوال، هناك خلاف بين أهل العلم والراجح أنَّ رؤية الهلال نهاراً لا يُعتبر بها، بل هي لليلة المستقبلة، بمعنى أنه لا يختلف الحكم، إذا أصبحنا يوم الاثنين مفطرين تكملة لعدة شعبان ثلاثين، ورأينا الهلال قبل الزوال في يوم الاثنين، فرؤية الهلال نهاراً لا تُعتبر فهي لليلة المستقبلة، بمعنى: لا نحكم -إذا رأينا الهلال قبل الزوال- على أنَّ يوم الاثنين هو أوَّل يوم من رمضان، بل نستمر مفطرين على أنَّ يوم الاثنين هو تكملة الثلاثين من شعبان".* *"الراجح من أقوال أهل العلم أنَّ صوم رمضان يكفي فيه رؤية عدْلٍ واحد، سواء كان ذكراً أو أنثى؛ وذلك لحديث ابن عمر قال: «تراءى الناس الهلال فرأيته وأخبرت النبي -صلى الله عليه وسلم- فصامه، وأمر الناس بصيامه".* *"من هو العدل؟ هو المسلم البالغ العاقل... وأيضا: يكون عدْلا، بمعنى: أنه يكون مؤتمن في دينه، قد أدَّى الواجبات وترك المحرمات، وغلب خيره على شره، ولم يُعرف بفسق".* *"أمَّا بقية الشهور فالراجح من أقوال أهل العلم أنه لا تُقبل الشهادة فيها إلا بشهادة عدلين".* *"وإذا رأى الشخص الهلال وحده ولم تثبت به الرؤية، ذهب إلى القاضي فلم يقبل شهادته، أو لم يجد أحداً يخبره بهذه الرؤية، فهل يكتفي برؤية نفسه؟ الجواب: بالنسبة لدخول رمضان نعم، وإن لم تُقبل شهادته فعليه وجوباً أن يصوم".* (شرح منهج السالكين، كتاب الصِّيام، صوتية٧٥، د: ٤.٥٥) https://whatsapp.com/channel/0029Va8tkcf5EjxtqTROPu2m