*مسائل في نيَّة الصِّيام:* قال شيخنا العلامة الفقيه عبدالرحمن العدني رحمه الله: *"النيَّة واجبة في صوم رمضان؛ لقول الله تبارك وتعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}[البينة:5]، وأيضا: لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إنما الأعمال بالنيات»... فبالنسبة لصيام الفرض لابد من نيَّة، فمن صام بدون نيَّة لا يصح صيامه، والنية محلها القلب، فمن حدَّث نفسه أنه يصوم غداً فهذا قد نوى الصوم، ولا يحتاج أن يتلفظ بالنية بل هذه بدعة وليست سنة".* *"ويكفي نية واحدة لجميع الشهر، من عزم على صيام رمضان فقد نوى، وهذه النية كافية، ولا يحتاج أن ينوي لكل ليلة، يكفي أن ينوي وهو مقيم نية واحدة في صوم رمضان كله".* *"فلا يصح صوم الواجب إلا بنية قبل طلوع الفجر".* *"أما بالنسبة للنفل فقد اختلف في ذلك أهل العلم والراجح: أن النفل كالفرض لا يصح صوم النفل إلا بنية قبل طلوع الفجر؛ لعموم الأدلة وقد تقدمت، وأمَّا ما استدلَّ به الجمهور على عدم وجوب النية في صوم النفل بحديث عائشة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دخل عليها ذات يوم فقال: «هل عندك من شيء»؟. فقالت: «لا». فقال: «إني إذن صائم»، ثم دخل عليها في يوم آخر فقالت: «أُهدي لنا حيس». فقال: «أرينيه فلقد أصبحت صائما»، فأكل. رواه مسلم، فليس فيه دلالة على عدم وجوب تبييت النية في صيام النفل، وذلك لأنَّ ادعاء أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم -في هذا الحديث- لم يكن ناوياً للصيام يحتاج إلى دليل... قالوا: أنشأ نية الصيام من ذلك الوقت. والجواب: لا، هذا ليس فيه أنه لم يكن صائما، يُحتمَل أنه أصبح صائماً فاحتاج إلى الأكل فسأل فلم يكن هناك أكل؛ فعزم على مواصلة الصوم، قوله: «إني إذن صائم» إخبار عن الحال. فالراجح أن صيام النفل يحتاج إلى تبييت النية".* (شرح منهج السالكين، كتاب الصِّيام، صوتية٧٥، د: ١٤.٣٢) https://whatsapp.com/channel/0029Va8tkcf5EjxtqTROPu2m