*من الأعذار المبيحة للفطر: السَّفر (بعض المسائل المتعلقة به):* قال شيخنا العلامة الفقيه عبدالرحمن العدني رحمه الله: *"المسافر -أيضا- له أن يفطر، سواء كان السفر فيه مشقة أو لم يكن فيه مشقة؛ لعموم الآية: {فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ}[البقرة:184]، فالسفر في نفسه قطعة من العذاب، ومظنة لحصول المشقة، ولكن المشقة ليست شرطا لجواز الفطر للمسافر، بل لو كان مرفَّهاً في سفره، يسافر على الطائرات، أو على المراكب الفارهة، أو على الحافلات، أو على السيارات المريحة، فربنا -تبارك وتعالى- أباح له الفطر".* *"ذكر العلماء منهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أنَّه من قال: لا يجوز للمسافر أن يفطر إلا إذا وجد مشقة في الصوم في السفر؛ فعليه أن يستتاب، فإن تاب وإلا قُتل، ومن اعتبر المفطر في نهار رمضان مع عدم المشقة وهو مسافر ملامَاً أو ناقصاً في دينه؛ قال: فإنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل".* *وهذا السفر لا يُشترط أن يكون سفر طاعة، بل ولو كان سفراً مباحاً لتجارة أو لزيارة؛ فيجوز له أن يفطر لعموم الأدلة".* *"ويبتدئ السفر بمفارقة البنيان؛ لأنَّ الله -سبحانه وتعالى- يقول: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ} [النساء:101]، فما يكون مسافراً إلا إذا فارق البينان، إذا كان في قرية فبنيان قريته، وإذا كان في مدينة فبنيان مدينته، وإلا قبل مفارقة البنيان لا يُقال له مسافر، لا شرعاً ولا عرفاً، هذا هو الراجح".* *"ومن تحمَّل المشقة[مشقة المرض] وصام ولم يخش على نفسه الهلاك فصيامه صحيح، وهكذا المسافر يرخَّص له الفطر، وإذا تحامل وصام في سفره فصومه صحيح؛ لثبوت ذلك عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه صام في السفر في رمضان".* *"ومن كان مريضاً فعافاه الله في نهار رمضان، أو من كان مسافراً وقدم في نهار رمضان فهل يجب عليهما إمساك بقية اليوم؟ الجواب: لا؛ لأنهما أفطرا بالدليل الشرعي؛ لكن إذا كانا عند من لا يعرف عذرهما فيُستحسن لهما الاختفاء بالفطر".* *"أمَّا بالنسبة للمسافر فإذا كان بين قومٍ يتحرَّجون من الفطر في حال السفر في رمضان؛ فيُشرع له أن يفطر وأن يعلن وأن يظهر هذا الإفطار تعليماً لهم حكم الشرع".* (شرح منهج السالكين، كتاب الصِّيام، صوتية٧٥، د: ٢١.٢٧) https://whatsapp.com/channel/0029Va8tkcf5EjxtqTROPu2m