قال الإمام التقي تقي الدين السبكي: ووجدتُ الصلاح كله في كلمتين من الحديث النبوي، قوله ﷺ «وعليك بخويصة نفسك وليسعك بيتك». أمَّا قوله: «وعليك بخويصة نفسك»: فإن في الاشتغال بنفسه يهذيبها وتنقيتها من الدنس ويكسبها الصفات الجميلة التي يجاور بها ربَّ العالمين والاشتغال بالناس لا خير فيه. وأمَّا قوله: «وليسعك بيتك»: فالسلامة في العزلة، ومتى خرج الإنسان من بيته تعرض للشقاءِ، وانظر إلى قوله تعالى {فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى} [سورة طه: 117]، وقد نظمت هذا المعنى في قولي: كِبرُ القلب مانعٌ من قبولٍ ... لرشادٍ فَكُن صَغِيراً حَقِيرا والزَم البَيتَ لا تُفارقه شِبراً ... تَلقَ عِندَ الخُرُوجِ شَراً كَثِيرا انتهى.