الصارم المسلول على أعداء الصحابة والرسول
الصارم المسلول على أعداء الصحابة والرسول
February 13, 2025 at 01:45 PM
منشور ثمين | الفرق بين ( مصدر الإعتقاد عند السلفي ) و ( مصدر الإعتقاد عند المبتدع والمنحرفين ) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ قال تعالى : { إِنَّ هَـٰذَا ٱلۡقُـــــــرۡءَانَ یَهۡـــــــدِي لِلَّتِي هِیَ أَقۡوَمْ }[سُورَةُ الإِسۡرَاءِ: ٩] قال تعالى :﴿ وَمَاۤ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُـــــــولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُوا ﴾[سُورَةُ الحَشۡرِ: ٧] 🖋️ قال شيخ الإسلام ابن تيمية : أما الإعتقاد : فلا يُؤخذ عني ولا عمن هو أكبر مني؛ بل يُؤخذ عن الله ورسوله وما أجمــــــع عليه سلــــــف الأمــــــة؛ فما كان في القـــــــرآن وجب اعتقاده وكذلك ما ثبت في الأحاديـــــــث الصحيحـــــــة مثل صحيح البخاري ومسلم. [مجموع الفتاوى، ١٦١/٣] قال تعالى : { وَمَن یُشَاقِقِ ٱلرَّسُولَ مِنۢ بَعۡدِ مَا تَبَیَّنَ لَهُ ٱلۡهُدَىٰ وَیَتَّبِعۡ غَیۡرَ سَبِیـــــــلِ ٱلۡمُؤۡمِنِیـــــــنَ نُوَلِّهِۦ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصۡلِهِۦ جَهَنَّمَۖ وَسَاۤءَتۡ مَصِیرا }[سُورَةُ النِّسَاءِ: ١١٥] 🖋️ قال الإمام الألباني : { ويتبّع غير سبيل المؤمنين }. فأول ما يدخل في عموم الآية هم أصحــــــاب الرسول صلى الله عليه وسلم. [فتنة التكفير، ٣] ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 🖋️ قال العلامة أ.د. عبد الرزاق البدر : فيتعيَّن على المسلم أن يقف على المعتقد الحق الصحيح، الذي أخذ من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ذلك المعتقد المبارك الذي سمعه الصحابة من النبي صلى الله عليه وسلم، وبلغوه للتابعين، وبلغه التابعون لمن بعدهم، ولا يزال محفوظا بحفظ الله تبارك وتعالى، له أنصاره وأعوانه ومؤيدوه، إلى أن يرث الله عز وجل الأرض ومن عليها. وفي الحديث: " لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله، لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس " 1. فالعقيدة باقية محفوظة بحفظ الله تبارك وتعالى. ومن الوسائل التي هيأها الله عز وجل لعباده لحفظ هذا المعتقد: هذه الرسائل التي كتبها أهل العلم ـ رحمهم الله ـ في بيان العقيدة، والدفاع عنها، والرد على أهل الباطل فيها. فلهم مؤلفات كثيرة في الاعتقاد تقريرا وتأصيلا، وردا على الباطل وإزهاقا للشبهات التي يثيرها أهل الباطل، ولكثير منهم متون مختصرة، وكتابات مطولة في بيان عقيدة أهل السنة والجماعة. جهود متضافرة، وأعمال مباركة، ومساع مشكورة قام بها هؤلاء العلماء، وكان هذا من الأسباب التي قيضها الله عز وجل لعباده لحفظ هذه العقيدة. وعندما يؤلف الواحد منهم مختصرا في الاعتقاد أعني ـ من كان على سنن أهل السنة وطريقتهم ـ يؤلفه مبنيا على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم؛ لأن أمر العقيدة عند السلف ليس للناس، وإنما هو لله تبارك وتعالى. لم يكن أحد من أهل السنة والجماعة ينشئ للناس اعتقادا من قبل نفسه، بل هم يتبعون ولا يبتدعون: يتبعون ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يبتدعون، ويقتدون ولا يبتدون، كما وصفهم بذلك عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، فقال: " إنا نقتدي ولا نبتدي، ونتبع ولا نبتدع، ولن نضل ما تمسكنا بالأثر " ، فكلمة عقيدة أو اعتقاد تصدق على هذا المعنى، وتدل عليه بأبلغ ما يكون، والألفاظ قوالب المعاني، وإذا دل اللفظ على المعنى المراد فما ثمة إشكال. ولهذا درج كثير من السلف رحمهم الله ـ منهم من كان متقدما في القرون الثلاثة المفضلة ـ على تسمية أصول الإيمان بالعقيدة أو الاعتقاد. وإذا شئت مثالا على ذلك فانظر مقدمة اللالكائي لكتابه شرح الاعتقاد، فقد ذكر رسائل مختصرة عديدة للسلف في الاعتقاد، كثير منها بهذا الاسم، وبعضهم في القرون الثلاثة المفضلة. فهذه الكلمة: كلمة واضحة، ومن يثير حولها جدلا يثيره بلا مبرر ولا مسوغ. وعندما تضاف هذه الكلمة إلى إمام من أئمة السلف، كأن يقال مثلا: عقيدة ابن تيمية، عقيدة أحمد بن حنبل، عقيدة عبد الغني المقدسي وهكذا، فهذه الإضافة أيضا صحيحة؛ لأنها إضافة نسبية، حيث أضيفت إليه إما باعتبار جمعه لها، وجمع أدلتها، وعنايته بترتيبها وتبويبها وتصنيفها. أو باعتبار أنه مؤمن بها، ويدين الله عز وجل بمدلولها ومضمونها، فهي عقيدته التي يدين الله بها. ومن هنا نعلم أنه لا وجه لمنع مثل هذا الإطلاق:"عقيدة عبد الغني"بحجة أنها عقيدة المسلمين أو عقيدة الإسلام، وليست خاصة بأحد. فنقول: نعم هي عقيدة الإسلام، لكن الإضافة هنا إضافة نسبية بالاعتبارين المذكورين. والشأن في هذه الكلمة ـ أعني عقيدة فلان ـ مثل كلمة دين، فيقال: دين الله: باعتبار أنه هو تبارك وتعالى أمر به وشرعه. ويقال: دين الرسول صلى الله عليه وسلم: باعتبار أنه صلى الله عليه وسلم آمن به وبلغه ودعا إليه. ويقال: دين المسلمين: باعتبار أنهم آمنوا به واعتقدوه. فالإضافة في كل موضع بحسب من أضيف إليه. ومن الشواهد اللطيفة على هذا المعنى: أن ابن أبي داود ـ رحمه الله ـ لما ختم منظومته في العقيدة"الحائية"، وهي منظومة رائعة وجميلة، بدأها بقوله: تمسك بحبل الله واتبع الهدى ... ولا تك بدعيا لعلك تفلح في ثلاث وثلاثين بيتا، وهي من أحسن المنظومات المختصرة في عقيدة أهل السنة والجماعة، لما ختمها قال: هذه عقيدتي، وما أدين الله به. ثم صار رواة هذه القصيدة ـ بعده ـ كل واحد منهم يقول: وأنا أقول: هذه عقيدتي، وما أدين الله به. فقول ابن أبي داود: هذه عقيدتي. أي باعتبار أنه يدين الله عز وجل بمضمونها، وإلا فإن العقيدة المأخوذة من الكتاب والسنة هي عقيدة جميع المسلمين. إذا فدور الحافظ عبد الغني المقدسي ـ رحمه الله ـ في هذه العقيدة إنما هو في جمعها، وترتيبها، وتنظيمها. وليس له فيها شيء أنشأه من قبل نفسه، وشاهد هذا أنك لا تجد فيها شيئا إلا وهو مستند إلى دليل من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، بل إنه ذكر في بدايتها ـ كما سيأتي إن شاء الله ـ أن العقيدة إنما تبنى ويقام أمرها على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وإن لم تكن كذلك أخذت بصاحبها إلى سبيل الردى والهلاك. وهذا بخلاف قول صاحب الهوى: هذه عقيدتي. فإن صاحب الهوى إذا أطلق هذه المقالة فمقصوده: أن هذا هو التصور الذي عندي، وخلصت إليه بعقلي، ووصلت إليه بفكري. فيقال عقيدة فلان؛ لأن عقائدهم خلاصات للآراء والتجارب والتصورات. بينما عقيدة أهل السنة مأخوذة من الكتاب والسنة، ودورهم فيها إنما هو الجمع والترتيب. ولهذا ذكروا لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله مرة المعتقد وطلبوا منه تصنيف مختصر فيه، فقال لهم كلمة تدل على هذا المعنى، فقال: " أما الاعتقاد فلا يؤخذ عني ولا عمن هو أكبر مني، بل يؤخذ عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وما أجمع عليه سلف الأمة، فما كان في القرآن وجب اعتقاده، وكذلك ما ثبت في الأحاديث الصحيحة مثل صحيح البخاري ومسلم " 1. فلما ألحوا عليه ألف كتابه العقيدة الواسطية، ولم يذكر فيه شيئا إلا وعليه دليل من الكتاب والسنة. فهذا سنن أهل السنة، ليس فيهم من ينشئ معتقدا من قبل نفسه، وإنما معتقدهم هو الإيمان بما جاء في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. هذا التأصيل المبارك الذي نشأ عليه هؤلاء الكرام ترتب عليه ثبات هذه العقيدة على مر الأيام، فلو نظرت في كتب أهل السنة في العقيدة: قديمها وحديثها، على اختلاف بلدانهم، وتباين ألسنتهم، وتباعد أزمانهم، تجدها عقيدة واحدة، وذلك لاتحاد وصفاء المنبع وسلامة المصدر الذي أخذت منه. فالعقيدة التي دعا إليها النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه وآمنوا بها، هي العقيدة التي يعتقدها أهل السنة في هذا الزمان، الذين يأخذون عقيدتهم من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم؛ لأنها مأخوذة من منبع واحد. قال أبو المظفر السمعاني: " ومما يدل على أن أهل الحديث على الحق: أنك لو طالعت جميع كتبهم المصنفة، أولها وآخرها، قديمها وحديثها، وجدتها مع اختلاف بلدانهم وزمانهم، وتباعد ما بينهم في الديار، وسكون كل واحد منهم قطرا من الأقطار، في بيان الاعتقاد على وتيرة واحدة ونمط واحد، يجرون فيه على طريقة لا يحيدون عنها ولا يميلون عنها، قلوبهم في ذلك على قلب واحد، ونقلهم لا ترى فيه اختلافا ولا تفرقا في شيء ما وإن قل، بل لو جمعت ما جرى على ألسنتهم ونقلوه عن سلفهم وجدته كأنه عن قلب واحد، وجرى على لسان واحد، وهل على الحق دليل أبين من هذا " 1. ولا يعلم أحد منهم تنقل من دين إلى دين، أو من معتقد إلى آخر، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ: " وأما أهل السنة والحديث فما يعلم أحد من علمائهم ولا صالح عامتهم رجع عن قوله واعتقاده، بل هم أعظم الناس صبرا على ذلك، وإن امتحنوا بأنواع المحن، وفتنوا بأنواع الفتن " 2. بينما أهل الأهواء، الذين جعلوا المنبع: الهوى، أو الرأي، أو الوجد، أو الذوق، أو العقل، أو المنطق، أو الفلسفة، أو غير ذلك، فتجد عقيدة التلميذ مخالفة لعقيدة الشيخ؛ لأن الكل عنده تصورات وقناعات. بل تجد الشيخ نفسه له عقيدة، وبعدها بأيام تتغير إلى عقيدة أخرى. [تذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي - ١٧-١٢] ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
👍 1

Comments