
الصارم المسلول على أعداء الصحابة والرسول
February 25, 2025 at 05:37 PM
هل يُقال لتارِك الصلاة : أنه مشرك؟
_______________________________
قال تعالى : { فَأَقِمۡ وَجۡهَكَ لِلدِّینِ حَنِیفࣰاۚ فِطۡرَتَ ٱللَّهِ ٱلَّتِی فَطَرَ ٱلنَّاسَ عَلَیۡهَاۚ لَا تَبۡدِیلَ لِخَلۡقِ ٱللَّهِۚ ذَ ٰلِكَ ٱلدِّینُ ٱلۡقَیِّمُ وَلَـٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا یَعۡلَمُونَ (٣٠) مُنِیبِینَ إِلَیۡهِ وَٱتَّقُوهُ وَأَقِیمُوا۟ ٱلصَّــــــــــلَاةَ وَلَا تَكُونُوا۟ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِیــــــــــن (٣١) }[سُورَةُ الرُّومِ: ٣٠-٣١]
🖋️ قال الرسول عليه الصلاة والسلام :
«إنّ بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة»
[صحيح مسلم - 82]
السؤال: هذه الرسالة وردتنا من مسفر لافي العتيبي يقول: أرجو عرض رسالتي هذه على سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، يقول:
ما معنى هذه الآية التي وردت في سورة الروم: ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا﴾ [الروم:31-32]؟ وهل يقال لتارك الصلاة: أنه مشرك؟
الجواب :
🖋️ قال الإمام ابن باز :
ثبت عن النبي ﷺ أنه قال: ((العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر))،
وثبت عنه عليه الصلاة والسلام أيضاً أنه قال: ((بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة))، أخرجه مسلم في صحيحه من حديث جابر ،
هذا يدل على أن تارك الصلاة يسمى: كافراً، ويسمى: مشركاً، وهو الحق،
وهو المعروف عن الصحابة رضي الله عنهم، فإنّ عبد الله بن شقيق العقيلي رضي الله عنه ورحمه التابعي الجليل قال: (لم أر أصحاب رسول الله ﷺ يعدّون شيئاً تركه كفر إلا الصلاة)،
فهذا يدل على أن الصلاة عند الصحابة يعتبر تركها كفراً، يعني: كفراً أكبر، ويسمى: كافراً مشركاً،
فالذي ترك الصلاة قد فرّق دينه، وقد خرج عن جماعة المسلمين، واستحق أن يقتل إن لم يتب؛
لقول النبي ﷺ : ((لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة.))
فالذي يترك الصلاة يعتبر تاركاً لدينه مفارقاً للجماعة، نسأل الله العافية والسلامة. نعم.
[نور على الدرب - الحلقة : 83]
_______________________________
🖋️ قال الرسول ﷺ :
ليس بين العبد والشرك إلا ترك الصـــــــلاة فإذا تركها فقد أشرك.
[صحيح الجامع، 5388]
الذنوب كلها من شعب الشرك.
🖋️ قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
فشهادة أن لا إله إلا الله بصدق ويقين تذهب الشرك كله دقه وجله خطأه وعمده أوله وآخره؛ سره وعلانيته وتأتي على جميع صفاته وخفاياه ودقائقه.
والاستغفار يمحو ما بقي من عثراته ويمحو الذنب الذي هو من شعب الشرك ،
فإنَّ الذنوب كلها من شعب الشرك.
فالتوحيد يذهب أصل الشرك والاستغفار يمحو فروعه.
[مجموع الفتاوى، ٦٩٧/١١]
🖋️ قال العلامة ابن القيم :
ولا يمكن مدمن الكبيرة والمصر على الصغيرة أن يصفو له التوحيد، حتى لا يشرك بالله شيئا، هذا من أعظم المحال،
ولا يُلتفت إلى جَدَلي لا حظ لهُ من أعمال القلوب، بل قلبه كالحجر أو أقسى، يقول: وما المانع؟ وما وجه الإحالة؟ ولو فرض ذلك واقعا لم يلزم منه محال لذاته! .
فدع هذا القلب المفتون بجدله وجهله، واعلم أن الإصرار على المعصية يوجب من خوف القلب من غير الله، ورجائه لغير الله، وحبه لغير الله، وذله لغير الله، وتوكله على غير الله ما يصير به منغمسا في بحار الشرك، والحاكم في هذا ما يعلمه الإنسان من نفسه، إن كان له عقل، فإن ذل المعصية لا بد أن يقوم بالقلب فيورثه خوفا من غير الله، وذلك شرك، ويورثه محبة لغير الله، واستعانة بغيره في الأسباب التي توصله إلى غرضه، فيكون عمله لا بالله ولا لله، وهذا حقيقة الشرك.
نعم قد يكون معه توحيد أبي جهل، وعباد الأصنام، وهو توحيد الربوبية، وهو الاعتراف بأنه لا خالق إلا الله،
ولو أنجى هذا التوحيد وحده، لأنجى عباد الأصنام،
والشأن في توحيد الإلهية الذي هو الفارق بين المشركين والموحدين.
[مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين، ٣٣٦/١]
_______________________________
🖋️ قال الإمام ابن باز :
قال سبحانه في سورة التوبة: ﴿يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُون﴾ [التوبة: 32 - 33]
فسمّى الكفار به كفارا وسماهم مشركين؛
فدلّ ذلك على أن الكافر يسمى مشركا، والمشرك يُسمى كافرا والآيات والأحاديث في ذلك كثيرة.
ومن ذلك قول النبي ﷺ: ((بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة)).
وقوله ﷺ: ((العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)).
والله ولي التوفيق.
[مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز | 9/ 174].
_______________________________
👍
1