
الصارم المسلول على أعداء الصحابة والرسول
February 27, 2025 at 01:51 PM
الرد على القبورية || قصة العُتبي
_______________________________
هناك قصة باطلة ومُنكرة يستدل بها القبورية - كعادتهم في التعلق بالأباطيل -
و تُعرف بقصة ( العُتبي )
لذلك سأنقلها و أنقل كلام كبار العلماء في بيان بطلانها
_______________________________
نص القصة :
🖋️ قال الحافظ ابن كثير في تفسيره لهذه الآية : { وَلَوۡ أَنَّهُمۡ إِذ ظَّلَمُوۤا۟ أَنفُسَهُمۡ جَاۤءُوكَ فَٱسۡتَغۡفَرُوا۟ ٱللَّهَ وَٱسۡتَغۡفَرَ لَهُمُ ٱلرَّسُولُ لَوَجَدُوا۟ ٱللَّهَ تَوَّابࣰا رَّحِیما }[سُورَةُ النِّسَاءِ: ٦٤] :
(( وقد ذكر جماعة منهم: الشيخ أبو نصر بن الصباغ في كتابه "الشامل" الحكاية المشهورة عن العتبي،
قال: كنت جالسا عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فجاء أعرابي فقال: السلام عليك يا رسول الله، سمعت الله يقول: {ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما}
وقد جئتك مستغفرا لذنبي مستشفعا بك إلى ربي ثم أنشأ يقول:
يا خير من دفنت بالقاع أعظمه ... فطاب من طيبهن القاع والأكم ...
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه ... فيه العفاف وفيه الجود والكرم ...
ثم انصرف الأعرابي فغلبتني عيني، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال: يا عتبى، الحق الأعرابي فبشره أن الله قد غفر له.))
[تفسير ابن كثير ت سلامة، ٣٤٨/٢]
_______________________________
🖋️ قال الإمام ابن باز ( في تعليقه على تفسير ابن كثير ) :
هذه القصة ذَكرها جماعة كما قال المؤلف،
ولكنها مِثل ما قال أهل العلم، والتحقيق قصة موضوعة لا أصل لها، ولا صحة لها، فهي باطلة،
وهذا الذي ذكره الله جل وعلا إنما هو في حياته ﷺ دعاهم الله ليحضرون إليه، وأن يستغفروا الله ويستغفر لهم عليه الصلاة والسلام.
أما المجيء إلى قبره وسؤاله أن يستغفر لهم أو يستشفع لهم هذا منكر، ولا أصل له، ولا صحة له،
وهذه الحكاية باطلة موضوعة لا أساس لها، والعُتبي لا يحتج به، ولا بسنده، ولا بالسند إليه، كما نبه على ذلك الأئمة كشيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم، والذهبي، وغيرهم، تكلموا على هذه القصة فهي لا أصل لها، ولا صحة لها.
👈 والواجب على أهل العلم إذا ذكروا مثل هذه القصة يبينوا بعدها غلطها، والمؤلف في بعض النسخ بيض لها، كأنه يريد أن يعلق عليها فلم يعلق،
وكان الواجب عليه رحمه الله أن يطرحها أو ينبه عليها لما ذكرها، وبيان بطلانها، لا يجوز للناس الإتيان إلى قبر النبي ﷺ، ويسألوه الشفاعة لا، يسألوا ربهم، اللهم شفع فينا نبيك عليه الصلاة والسلام، اللهم لا تحرمنا شفاعته، اللهم اجعلنا من أهل شفاعته،
أما في حياته ﷺ نعم، إذا قيل: يا رسول الله اشفع لنا، ادع الله لنا، فلا بأس في حياته،
وهكذا يوم القيامة إذا بعث اللهُ الخلائق يجتمع المؤمنون فيأتون إليه ويسألونه أن يشفع لهم عند الله؛ لأنه مقرب بين الناس، لأنه حي بين أيديهم عليه الصلاة والسلام،
أما في البرزخ بعد وفاته وقبل البعث والنشور فلا يجوز أن يُؤتى قبره ويسأل، لا قبره ولا قبر غيره عليه الصلاة والسلام،
وإنما يُدعى الله تعالى، ويُسأل فيقال: يا ربنا شَفِّع فينا نبيك، يا ربنا شَفِّع فينا ملائكتك، يا ربنا شَفِّع فينا أفراطنا، يا رب اغفر لنا، يا رب ارحمنا، هو الذي يُدعى جل وعلا.
فهذه القصة التي ذكرها المؤلف هنا قصة العتبي عند أهل العلم لا أساس لها، بل هي باطلة، ولا صحة لها، ومعناها أيضًا باطل.
[شروح الكتب | تفسير القرآن العظيم (ابن كثير) سورة النساء / 16]
_______________________________
🖋️ قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
فإنَّ طَلَبَ شفاعتِه ودعائه واستغفاره بعد موته وعند قبره ليس مشروعا عند أحد من أئمة المسلمين ،
ولا ذَكر هذا أحدٌ من الأئمة الأربعة وأصحابه القدماء وإنما ذكر هذا بعض المتأخرين: ذكروا حكاية عن العتبي أنه رأى أعرابيا أتى قبره وقرأ هذه الآية وأنه رأى في المنام أن الله غفر له.
وهذا لـــــــــم يذكره أحد من المجتهدين من أهل المذاهب المتبوعين. الذين يفتى الناس بأقوالهم ومَن ذكرها لــــــــــم يذكر عليها دليــــــــــلا شرعيا.
ومعلــــــــــوم أنه لو كان طلب دعائه وشفاعته واستغفاره عند قبره مشروعا لكان الصحابة والتابعون لهم بإحسان أعلم بذلك وأسبق إليه من غيرهم ولكان أئمة المسلمين يذكرون ذلك وما أحسن ما قال مالك " لا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها ".
[مجموع الفتاوى، ٢٤١/١]
_______________________________
🖋️ قال الإمام الألباني :
(تنبيه) : أورد البيهقي هنا في " الشعب " (2 / 1 / 82 / 2) بإسناده عن أبي يزيد الرقاشي عن محمد بن روح بن يزيد البصري: حدثني أيوب
الهلالي قال: " حج أعرابي، فلما جاء إلى باب مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أناخ راحلته فعقلها، ثم دخل المسجد حتى أتى القبر ووقف بحذاء وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله! جئتك مثقلا بالذنوب والخطايا، أستشفع بك على ربك لأنه قال في محكم كتابه: (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما) .. ثم أقبل في عرض الناس وهو يقول:
يا خير من دفنت في الترب أعظمه ... فطاب من طيبهن القاع والأكم
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه ... فيه العفاف وفيه الجود والكرم
قلتُ ( القائل هو الشيخ الألباني ) : وهذا إسناد ضعيف مظلم، لم أعرف أيوب الهلالي ولا من دونه.
وأبو يزيد الرقاشي، أورده الذهبي في " المقتنى في سرد الكنى " (2 / 155) ولم يسمه، وأشار إلى أنه لا يعرف بقوله: " حكى شيئا ".
وأرى أنه يشير إلى هذه الحكاية.
وهي منكرة ظاهرة النكارة، وحسبك أنها تعود إلى أعرابي مجهول الهوية! وقد ذكرها - مع الأسف - الحافظ ابن كثير عند تفسيره لهذه الآية: ﴿ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم..﴾
وتلقّفها منه كثير من أهل الأهواء والمبتدعة، مثل الشيخ الصابوني، فذكرها برُمّتها في " مختصره "! (1 / 410)
وفيها زيادة في آخرها :
" ثم انصرف الأعرابي، فغلبتني عيني، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال: يا عتبي! الحق الأعرابي فبشره أن الله قد غفر له ".
وهي في " ابن كثير " غير معزوة لأحد من المعروفين من أهل الحديث، بل علّقها على " العتبي "،
وهو غيـــــــــر معروف إلا في هذه الحكاية، ويمكن أن يكون هو أيوب الهلالي في إسناد البيهقي.
وهي حكاية مستنكرة، بل باطلة، لمخالفتها الكتاب والسنة، ولذلك
يلهج بها المبتدعة، لأنها تجيز الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم، وطلب الشفاعة منه بعد وفاته، وهذا من أبطل الباطل، كما هو معلوم،
وقد تولّى بيان ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في كتبه وبخاصة في " التوسل والوسيلة "،
وقد تعرّض لحكاية العُتبي هذه بالإنكار، فليراجعه من شاء المزيد من المعرفة والعلم.
[سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها، ١٠٣٥/٦-١٠٣٤]
_______________________________
🖋️ قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
وقد يُخاطِبون الميت عند قبره: سَلْ لي ربك.
أو يخاطبون الحي وهو غائب كما يخاطبونه لو كان حاضرا حيا وينشدون قصائد يقول أحدهم فيها: يا سيدي فلان أنا في حسبك أنا في جوارك اشفع لي إلى الله سل الله لنا أن ينصرنا على عدونا سل الله أن يكشف عنا هذه الشدة أشكو إليك كذا وكذا فسل الله أن يكشف هذه الكربة.
أو يقول أحدهم: سل الله أن يغفر لي. ومنهم من يتأول قوله تعالى {ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما}
ويقولون: إذا طلبنا منه الاستغفار بعد موته كنا بمنزلة الذين طلبوا الاستغفار من الصحابة ويخالفــــــــــون بذلك إجماع الصحابة والتابعين لهم بإحسان وسائر المسلمين ،
فإنّ أحدا منهم لم يطلب من النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته أن يشفع له ولا سأله شيئا ،
ولا ذَكر ذلك أحد من أئمة المسلمين في كتبهم وإنما ذكر ذلك من ذكره من متأخري الفقهاء و حكوا حكاية مكذوبة على مالك رضي الله عنه سيأتي ذكرها وبسط الكلام عليها إن شاء الله تعالى.
فهذه الأنواع من خطاب الملائكة والأنبياء والصالحين بعد موتهم عند قبورهم وفي مغيبهم وخطاب تماثيلهم هو من أعظم أنواع الشــــــــــرك الموجود في المشركين من غير أهل الكتاب وفي مبتدعة أهل الكتاب والمسلمين الذين أحدثوا من الشرك والعبادات ما لم يأذن به الله تعالى. قال الله تعالى: {أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله}،
[مجموع الفتاوى، ١٥٩/١-١٥٨]
_______________________________
🖋️ قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
فأما مجيء الإنسان إلى عند قبره، وقوله: استغفر لي أو ادع لي، أو قوله في مغيبه: يا رسول الله ادع لي أو استغفر لي أو سل لي ربك كذا وكذا، فهذا لا أصل له،
ولم يأمر الله بذلك،
ولا فعله أحد من الصحابة ولا سلف هذه الأمة المعروفين في القرون الثلاثة،
ولا كان ذلك معروفا بينهم، ولو كان هذا مما يستحب لكان السلف يفعلون ذلك، ولكان ذلك معروفا عنهم بل مشهورا بينهم ومنقولا عنهم،
فإن مثل هذا -إذا كان طريقا إلى غفران السيئات وقضاء الحاجات- مما تتوفر الهمم والدواعي على فعله وعلى نقله، لا سيما فيمن كانوا أحرص الناس على الخير،
فإذا لم يعرف أنهم كانوا يفعلون ذلك ولا نقله أحد عنهم علم أنه لم يكن مما يستحب ويؤمر به.
بل المنقول الثابت عنهم ما أمر به النبي ﷺ من نهيه عن اتخاذ قبره عيدا ووثنا، وعن اتخاذ القبور مساجد.
[جامع المسائل لابن تيمية ط عالم الفوائد - المجموعة الثامنة، ٢٦٥/١-٢٦٤]
_______________________________
{ وَلَوۡ أَنَّهُمۡ إِذ ظَّلَمُوۤا۟ أَنفُسَهُمۡ جَاۤءُوكَ فَٱسۡتَغۡفَرُوا۟ ٱللَّهَ وَٱسۡتَغۡفَرَ لَهُمُ ٱلرَّسُولُ لَوَجَدُوا۟ ٱللَّهَ تَوَّابࣰا رَّحِیما }[سُورَةُ النِّسَاء : ٦٤]
🖋️ قال العلامة ابن عثيمين :
وهذه الآية استدل بها دعاة القبور الذين يدعون القبور ويستغفرونها ،
حيث قالوا: لأن الله قال لنبيه عليه الصلاة والسلام: (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما)
فأنت إذا أذنبت، فأذهب إلى قبر النبي عليه الصلاة والسلام، واستغفر الله ليستغفر لك الرسول.
ولكن هؤلاء ضلوا ضلالا بعيدا؛ لأن الآية صريحة قال: (إذ ظلموا أنفسهم)
ولم يقل: إذا ظلموا أنفسهم جاءوك، فهي تتحدث عن شيء مضى وانقضى، يقول: لو أنهم إذ ظلموا أنفسهم بما أحدثوا، ثم جاءوك في حياتك، واستغفروا الله، واستغفر لهم الرسول، لوجدوا الله توبا رحيما،
أما بعد موت الرسول عليه الصلاة والسلام؛ فإنه لا يمكن أن يستغفر الرسول صلى الله عليه وسلم لأحد؛ لأنه انقطع عمله، كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام: (إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)
فعمل النبي ﷺ نفسه بعد موته لا يمكن،
لكنه صلى الله عليه وسلم يكتب له أجر كل ما عملته الأمة، فكل ما عملنا من خير وعمل صالح من فرائض ونوافل، فإنه يكتب أجره للرسول عليه الصلاة والسلام؛ لأنه هو الذي علمنا، فهذا داخل في قوله: (أو علم ينتفع به) .
الحاصل أنه لا دلالة في هذه الآية على ما زعمه هؤلاء الداعون لقبر النبي عليه الصلاة والسلام.
[شرح رياض الصالحين، ٢٥٨/٢]
____________________________________
👍
1