
منصة قيم
February 8, 2025 at 09:55 AM
"دور المرأة في بناء البيت وتوازن الحياة"
إنني أغبط كل امرأة تستيقظ في الخامسة فجرًا تاركة ذراعات زوجها النائم وفراشها الدافئ، منفضة عن جفنيها غبار النوم لتجهز فطورًا طازجًا، أو لتعد حمامًا دافئًا، لتهندم قميصًا وتعد بنطالًا.
أتخيلها وقد تحركت ببطء لا ترى نصف ما حولها، لكنها راضية، تفعل هذا عن طيب خاطرٍ وحبٍّ، ولو خيروها بين أن تعود لفراشها أو يذهب زوجها لعمله دون أن تُدرِكه لاختارت أن تخسر نصف عمرها ولا أن يُشاك هو بشوكةٍ واحدة.
ترتب سريرًا، وتسقي زرعًا وتقيم فرضًا، وتصنع طعامًا ولا تخجل أبدًا؛ لكونها تمسدُ كَتِفًا أو تربت على ظهرٍ أو تستمع بحرصٍ لحديثٍ لم يزدها إلا مللًا.
تعلم مشاق الحياة في الخارج، وصنيعها بكل ربِّ أسرة وعدائها الدائم للباحثين عن الحلال، ولهيبها المستعر في قلب كل شاب ترك بيته باحثًا عن قوت يومه، فتبادره برسالة لطيفة تروي بها ظمأ فؤادِه.
تكتب له ما قيمة البيت الدافئ وأنتَ لست فيه؟!. أو ما قيمة الهواء البارد وأنت بالخارج تتنفس لهبًا، صنعتُ لكَ طعامًا تحبه فكِّر ما هو؟ فينسى مشاغله ويكتب لها: بطة تطهو بطة، أيعقل؟!
أتخيلها وقد هدهدت الصغار ونظفتهم وأوصتهم بأبيهم خيرًا، ثم استقبلته كما لو أنه فارقها منذ عام وليس مجرد سويعات، تدرك أنها أساس البيت ومحوره فلا تجد حرجًا إن منعت نفسها عن الطعام ليكفيهم، أو تخلت عن بعض احتياجاتها لتوفر كامل احتياجاتهم، أن تكتم مخاوفها لتوئِد مخاوفهم.
أن يمنحها مصروفًا فتأخذه مبتهجة فَرِحة ثم تعيده دون أن يعلم لجيب بنطاله في وقت أزمة، أن تخبره أنه نعم الزوج رغم حزنها أحيانًا من تقصيره، وأن تحب أمه وأهله بالرغم من أنهم بادلوها الحب بغيرةٍ وأنانية، أن تدرك أن الحياة سكن وودٌّ وتغافل وتغافل وتغافل، فتتناسى مرة وتتغابى مرة وتتغافل مرتين.
أن تحب الموضة دون أن تُجنَّ بها، وتلهث وراء الكتب دون أن تقصر بحق بيتها، وألا تتجاهل شغفها وكيانها بلا إفراط أو تفريط.
في النهاية لا نمل أن نقول أنتن أساس البيت ومحوره، قادرات بأن تجعلن منه بطيبٍ عشرتكن روضةً بأعلى عليين، أو تحوِّلنه إلى أسفل سافلين فـاخترن لأنفسكن ما يليق بكنَّ.
سارة العقاري
#منصة_قيم

❤️
👍
8