
أهل القرءانِ الكريمِ وعلومه
February 8, 2025 at 02:29 PM
*☜* قاعدةٌ:
جمع العاقلات لا يعود عليه الضمير غالبًا إلا بصيغة الجمع، سواءٌ كان للقلة أو للكثرة، نحو: ﴿وَٱلۡوَٰلِدَٰتُ يُرۡضِعۡنَ﴾[البقرة: ٢٣٣]، ﴿وَٱلۡمُطَلَّقَـٰتُ يَتَرَبَّصۡنَ﴾[البقرة: ٢٢٨]، وورد الإفراد، نحو: ﴿أَزۡوَٰجٌ مُّطَهَّرَةࣱ﴾ ولم يقل: (مطهرات)،
وأما غير العاقل فالغالب في جمع الكثرةِ الإفرادُ، نحو: ﴿وَٱلۡجِبَالَ *أَرۡسَىٰهَا*﴾[النازعات: ٣٢]؛ لأن (الجبال) على وزن من أوزان الكثرة، وفي القلةِ الجمعُ، نحو: ﴿ٱلۡحَجُّ أَشۡهُرࣱ مَّعۡلُومَـٰتٌ ۚ فَمَن فَرَضَ *فِيهِنَّ* ٱلۡحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي ٱلۡحَجِّ ۗ ﴾[البقرة: ١٩٧]، فالضمير في ﴿فِيهِنَّ﴾ عائدٌ على ﴿أشهر﴾، و﴿أشهر﴾ من جموع القلة، و﴿قَالَ فَخُذۡ أَرۡبَعَةࣰ مِّنَ ٱلطَّيۡرِ *فَصُرۡهُنَّ* إِلَيۡكَ ثُمَّ ٱجۡعَلۡ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلࣲ *مِّنۡهُنَّ* جُزۡءࣰا ثُمَّ *ٱدۡعُهُنَّ يَأۡتِينَكَ* سَعۡیࣰا ۚ﴾[البقرة: ٢٦٠]، و﴿سَبۡعَ بَقَرَٰتࣲ سِمَانࣲ *يَأۡكُلُهُنَّ* سَبۡعٌ عِجَافٌ﴾[يوسف: ٤٣]، و﴿سَبۡعِ بَقَرَٰتࣲ سِمَانࣲ *يَأۡكُلُهُنَّ* سَبۡعٌ عِجَافٌ﴾[يوسف: ٤٦]، و﴿سَبۡعٌ شِدَادٌ *يَأۡكُلۡنَ* ﴾[يوسف: ٤٨]، و﴿... وَٱجۡنُبۡنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعۡبُدَ ٱلۡأَصۡنَامَ رَبِّ *إِنَّهُنَّ أَضۡلَلۡنَ* كَثِيرًا مِّنَ ٱلنَّاسِ ۖ ﴾[إبراهيم: ٣٥ ، ٣٦] ، فـ (ٱلۡأَصۡنَام): أفعال، وأفعال: وزن من أوزان القلة٬ و﴿ثَلَـٰثُ عَوۡرَٰتٍ لَّكُمۡ ۚ لَيۡسَ عَلَيۡكُمۡ وَلَا عَلَيۡهِمۡ جُنَاحُۢ *بَعۡدَهُنَّ* ۚ ﴾[النور: ٥٨]، و﴿وَمِنۡ ءَايَـٰتِهِ ٱلَّيۡلُ وَٱلنَّهَارُ وَٱلشَّمۡسُ وَٱلۡقَمَرُ ۚ لَا تَسۡجُدُواْ لِلشَّمۡسِ وَلَا للِقَمَرِ وَٱسۡجُدُواْ لِلَّهِ ٱلَّذِي *خَلَقَهُنَّ* إِن كُنتُمۡ إِيَّاهُ تَعۡبُدُونَ﴾[فصلت: ٣٧]، و﴿ *فِيهِنَّ* خَيۡرَٰتٌ حِسَانٌ﴾[الرحمن: ٧٠]، قال قبلها: ﴿وَلِمَنۡ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِۦ جَنَّتَانِ﴾، ثم ﴿وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ﴾، و﴿ٱللهُ ٱلَّذِي خَلَقَ سَبۡعَ سَمَـٰوَٰتٍ وَمِنَ ٱلۡأَرۡضِ *مِثۡلَهُنَّ* ۖ ﴾[الطلاق: ١٢]، و﴿أَلَمۡ تَرَوۡاْ كَيۡفَ خَلَقَ ٱللهُ سَبۡعَ سَمـٰوَٰتٍ طِبَاقًا وَجَعَلَ ٱلۡقَمَرَ *فِيهِنَّ* نُورًا﴾[نوح: ١٥ ، ١٦]، وفي الحديث: «ثلاثٌ مَن *كُنَّ* فيه وَجَدَ *بهِنَّ* حلاوةَ الإيمان...»،
وقد اجتمعا في قوله تعالىٰ: ﴿إِنَّ عِدَّةَ ٱلشُّهُورِ عِندَ ٱللهِ ٱثۡنَا عَشَرَ شَهۡرًا فِي ڪِتَـٰبِ ٱللهِ يَوۡمَ خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ *مِنۡهَآ* أَرۡبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلۡقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظۡلِمُواْ *فِيهِنَّ* أَنفُسَكُمۡ ۚ ﴾[التوبة: ٣٦]،
ويقال -مثلًا-: تُوُفِّيَ لثلاثٍ *خَلَوۡنَ* من شهر كذا، ولإحدَىٰ عشرةَ *خَلَتْ* من شهر كذا،
وذَكَرَ أحدُهم سِرًّا لطيفًا لهذه القاعدة، وهو أن المميِّزَ مع جمع الكثرة -وهو ما زاد على العشرة- لمَّا كان واحدًا وُحِّدَ الضميرُ، ومع القلة -وهو العشرة فما دونها- لمَّا كان جمعًا جُمِعَ الضميرُ،
فمثلًا: كلمة (يومًا) في: ثلاثة عشر يومًا: مفردة، وكلمة (أيام) في: ثلاثة أيام: جَمْعٌ.
❤️
👍
6