
أهل القرءانِ الكريمِ وعلومه
187 subscribers
About أهل القرءانِ الكريمِ وعلومه
هذه القناة مفيدةٌ جدًّا جدًّا؛ حيث يتم فيها مشاركة بعض الأشياء التي تتعلق بكتاب الله وعلومه ، من لغة وتفسير وفقه ... إلخ، وأيضًا مشاركة بعض اللطائف ، وأيضًا مناقشة بعض الأشياء ، فهي كأنها كشفٌ للمستور وتنقيبٌ عن اللآلئ الثمينة.
Similar Channels
Swipe to see more
Posts

☜ الفرق بين *العِبَادِ والعَبِيدِ* -وكلاهما جمعٌ لـ (عَبْد)-: أَنَّ *العِبَادَ* للهِ، *والعَبِيدَ* لله والمخلوقين، يُقالُ: هذا عبدٌ من عِبَادِ الله، وهؤلاء عَبِيدٌ مماليك، وأيضًا *العِبَاد* جمعٌ للعبد المطيعِ لربه المحسنِ إلى عباده، *والعِبَادُ* كأن فيها إشفاقًا، قال تعالىٰ: ﴿قُلۡ *يَـٰعِبَادِيَ* ٱلَّذِينَ أَسۡرَفُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ لَا تَقۡنَطُواْ مِن رَّحۡمَةِ ٱللهِ ۚ ﴾[الزمر: ٥٣]، *والعَبِيد* جمعٌ للعبد المقهور بعيوديَّتِهِ، قال تعالىٰ: ﴿ *وَعِبَادُ* ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلَّذِينَ يَمۡشُونَ عَلَى ٱلۡأَرۡضِ هَوۡنࣰا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ ٱلۡجَـٰهِلُونَ قَالُواْ سَلَـٰمًا﴾[الفرقان: ٦٣]، وقال -تعالَىٰ-: ﴿وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّـٰمࣲ *لِّلۡعَبِيدِ*﴾[فصلت: ٤٦].

*☜* قاعدةٌ: جمع العاقلات لا يعود عليه الضمير غالبًا إلا بصيغة الجمع، سواءٌ كان للقلة أو للكثرة، نحو: ﴿وَٱلۡوَٰلِدَٰتُ يُرۡضِعۡنَ﴾[البقرة: ٢٣٣]، ﴿وَٱلۡمُطَلَّقَـٰتُ يَتَرَبَّصۡنَ﴾[البقرة: ٢٢٨]، وورد الإفراد، نحو: ﴿أَزۡوَٰجٌ مُّطَهَّرَةࣱ﴾ ولم يقل: (مطهرات)، وأما غير العاقل فالغالب في جمع الكثرةِ الإفرادُ، نحو: ﴿وَٱلۡجِبَالَ *أَرۡسَىٰهَا*﴾[النازعات: ٣٢]؛ لأن (الجبال) على وزن من أوزان الكثرة، وفي القلةِ الجمعُ، نحو: ﴿ٱلۡحَجُّ أَشۡهُرࣱ مَّعۡلُومَـٰتٌ ۚ فَمَن فَرَضَ *فِيهِنَّ* ٱلۡحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي ٱلۡحَجِّ ۗ ﴾[البقرة: ١٩٧]، فالضمير في ﴿فِيهِنَّ﴾ عائدٌ على ﴿أشهر﴾، و﴿أشهر﴾ من جموع القلة، و﴿قَالَ فَخُذۡ أَرۡبَعَةࣰ مِّنَ ٱلطَّيۡرِ *فَصُرۡهُنَّ* إِلَيۡكَ ثُمَّ ٱجۡعَلۡ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلࣲ *مِّنۡهُنَّ* جُزۡءࣰا ثُمَّ *ٱدۡعُهُنَّ يَأۡتِينَكَ* سَعۡیࣰا ۚ﴾[البقرة: ٢٦٠]، و﴿سَبۡعَ بَقَرَٰتࣲ سِمَانࣲ *يَأۡكُلُهُنَّ* سَبۡعٌ عِجَافٌ﴾[يوسف: ٤٣]، و﴿سَبۡعِ بَقَرَٰتࣲ سِمَانࣲ *يَأۡكُلُهُنَّ* سَبۡعٌ عِجَافٌ﴾[يوسف: ٤٦]، و﴿سَبۡعٌ شِدَادٌ *يَأۡكُلۡنَ* ﴾[يوسف: ٤٨]، و﴿... وَٱجۡنُبۡنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعۡبُدَ ٱلۡأَصۡنَامَ رَبِّ *إِنَّهُنَّ أَضۡلَلۡنَ* كَثِيرًا مِّنَ ٱلنَّاسِ ۖ ﴾[إبراهيم: ٣٥ ، ٣٦] ، فـ (ٱلۡأَصۡنَام): أفعال، وأفعال: وزن من أوزان القلة٬ و﴿ثَلَـٰثُ عَوۡرَٰتٍ لَّكُمۡ ۚ لَيۡسَ عَلَيۡكُمۡ وَلَا عَلَيۡهِمۡ جُنَاحُۢ *بَعۡدَهُنَّ* ۚ ﴾[النور: ٥٨]، و﴿وَمِنۡ ءَايَـٰتِهِ ٱلَّيۡلُ وَٱلنَّهَارُ وَٱلشَّمۡسُ وَٱلۡقَمَرُ ۚ لَا تَسۡجُدُواْ لِلشَّمۡسِ وَلَا للِقَمَرِ وَٱسۡجُدُواْ لِلَّهِ ٱلَّذِي *خَلَقَهُنَّ* إِن كُنتُمۡ إِيَّاهُ تَعۡبُدُونَ﴾[فصلت: ٣٧]، و﴿ *فِيهِنَّ* خَيۡرَٰتٌ حِسَانٌ﴾[الرحمن: ٧٠]، قال قبلها: ﴿وَلِمَنۡ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِۦ جَنَّتَانِ﴾، ثم ﴿وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ﴾، و﴿ٱللهُ ٱلَّذِي خَلَقَ سَبۡعَ سَمَـٰوَٰتٍ وَمِنَ ٱلۡأَرۡضِ *مِثۡلَهُنَّ* ۖ ﴾[الطلاق: ١٢]، و﴿أَلَمۡ تَرَوۡاْ كَيۡفَ خَلَقَ ٱللهُ سَبۡعَ سَمـٰوَٰتٍ طِبَاقًا وَجَعَلَ ٱلۡقَمَرَ *فِيهِنَّ* نُورًا﴾[نوح: ١٥ ، ١٦]، وفي الحديث: «ثلاثٌ مَن *كُنَّ* فيه وَجَدَ *بهِنَّ* حلاوةَ الإيمان...»، وقد اجتمعا في قوله تعالىٰ: ﴿إِنَّ عِدَّةَ ٱلشُّهُورِ عِندَ ٱللهِ ٱثۡنَا عَشَرَ شَهۡرًا فِي ڪِتَـٰبِ ٱللهِ يَوۡمَ خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ *مِنۡهَآ* أَرۡبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلۡقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظۡلِمُواْ *فِيهِنَّ* أَنفُسَكُمۡ ۚ ﴾[التوبة: ٣٦]، ويقال -مثلًا-: تُوُفِّيَ لثلاثٍ *خَلَوۡنَ* من شهر كذا، ولإحدَىٰ عشرةَ *خَلَتْ* من شهر كذا، وذَكَرَ أحدُهم سِرًّا لطيفًا لهذه القاعدة، وهو أن المميِّزَ مع جمع الكثرة -وهو ما زاد على العشرة- لمَّا كان واحدًا وُحِّدَ الضميرُ، ومع القلة -وهو العشرة فما دونها- لمَّا كان جمعًا جُمِعَ الضميرُ، فمثلًا: كلمة (يومًا) في: ثلاثة عشر يومًا: مفردة، وكلمة (أيام) في: ثلاثة أيام: جَمْعٌ.

قال -تعالىٰ-: ﴿وَإِذۡ قَالَ إِبۡرَٰهِيمُ رَبِّ ٱجۡعَلۡ هَـٰذَا *بَلَدًا* ءَامِنًا...﴾[البقرة: ١٢٦]، وقال أيضًا: ﴿وَإِذۡ قَالَ إِبۡرَٰهِيمُ رَبِّ ٱجۡعَلۡ هَـٰذَا *ٱلۡبَلَدَ* ءَامِنًا...﴾[إبراهيم: ٣٥]، فلِمَ كان في سورة البقرة «بلدًا» نكرة، وفي سورة إبراهيم معرفة؟ جُووِبَ بأكثرَ من جوابٍ، وما سيُذكَر هنا جوابان: *الأول*: أن يقال: إن الدعوة الأولى وقعت، ولم يكن المكان قد جُعِل بلدًا، فكأنه قال: رب اجعل هذا الواديَ بلدًا آمنًا؛ لأن الله تعالىٰ حكى عنه أنه قال: ﴿رَّبَّنَآ إِنِّيٓ أَسۡكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي *بِوَادٍ* غَيۡرِ ذِي زَرۡعٍ عِندَ بَيۡتِكَ ٱلۡمُحَرَّمِ...﴾ بعد قوله: اجعل هذا الوادي بلدا آمنا، والدعوة الثانية وقعت، وقد جُعِل الوادي بلدًا، فكأنه قال: اجعل هذا المكانَ الذي صَيَّرتَه كما أردتُ ومَصَّرتَه كما سألتُ - ذا أمن على مَن أوى إليه ولاذ به، *الثاني*: أن تكون الدعوتان واقعتين بعدما صار المكان بلدًا، وإنما طلب من الله تعالى أن يجعله آمنًا، وللقائل أن يقول: اجعل ولدك هذا ولدًا أديبًا، وهو ليس يأمره بأن يجعله ولدًا؛ لأن ذلك ليس إليه، وإنما أمره بتأديبه، وعلى ذلك قول الله تعالىٰ: ﴿فَوَيۡلٌ لِّلۡمُصَلِّينَٱلَّذِينَ هُمۡ عَن صَلَاتِهِمۡ سَاهُونَ﴾، فالويل لهم لسهوهم عن الصلاة لا للصلاة نفسها، وهذا ما يُسَمَّىٰ *توطئةً* وتمهيدًا وإقحامًا، فكذلك قوله تعالىٰ: ﴿رَبِّ ٱجۡعَلۡ هَـٰذَا بَلَدًا ءَامِنًا﴾ يجوز أن يكون المراد: اجعل هذا البلدَ بلدًا آمنًا، فيدعو له بالأمن بعدما قد صار بلدًا، ويكون مثل قوله تعالىٰ: ﴿رَبِّ ٱجۡعَلۡ هَـٰذَا ٱلۡبَلَدَ ءَامِنًا﴾، وتكون الدعوة واحدةً قد أخبر الله تعالى عنها في الموضعين. > وباب *التوطئة* مهم جدًّا، أحيانًا يرفع إشكالاتٍ، وسيُذكَرُ -إن شاء الله- بتفصيلٍ أكثرَ لاحقًا.

قيل لأعرابي: أتَهمِزُ الفارة؟ فقال: إنما يَهمِزُها السِّنَّوْرُ، قصد السائل: (أتنطقها بالهمز هكذا: الفأرة؟ )، وجاوب الأعرابي هكذا؛ لأنه حمل المعنى على الهَمْزِ بمعنى الضرب والغمز والدفع والضغط، وقيل: قال حمزةُ للكسائي: أتهمز الذيب؟ قال: لو همزتُه أكلني.

☜ فائدة مهمة: الفعل «رَجَعَ» لازمٌ ومتعدٍّ، يُقال: رَجَعَ الشيءُ ورَجَعۡتُهُ، كما يُقال: زاد الشيءُ وزِدتُه، ونَقَصَ ونَقَصتُه، ومن هذا عُلِمَ أن الأفصحَ في المتعدي ألا يتعدى بالهمزة، لا يُقال: أرجعتُه، إلا في لغة بعض العرب، وبخلاف هذه اللغة جاء القرءان، قال تعالىٰ: ﴿فَإِن رَّجَعَكَ ٱللهُ﴾[التوبة: ٨٣]، ﴿فَرَجَعۡنَـٰكَ إِلَىٰٓ أُمِّكَ﴾[طه: ٤٠]، ﴿وَلَئِن رُّجِعۡتُ إِلَىٰ رَبِّيٓ﴾[فصلت: ٥٠]، ﴿تَرۡجِعُونَهَآ إِن كُنتُمۡ صَـٰدِقِينَ﴾[الواقعة: ٨٧]، ﴿فَلَا تَرۡجِعُوهُنَّ إِلَى ٱلۡكُفَّارِ ۖ ﴾[الممتحنة: ١٠]، ﴿فَٱنظُرۡ مَاذَا يَرۡجِعُون﴾[النمل: ٢٨]، أي: أيَّ شيءٍ يَرۡجِعُونَ، أو : أيَّ شيءٍ الذي يَرۡجِعُونه، ﴿أَفَلَا يَرَوۡنَ أَلَّا يَرۡجِعُ إِلَيۡهِمۡ قَوۡلًا﴾[طه: ٨٩]، ﴿يَرۡجِعُ بَعۡضُهُمۡ إِلَىٰ بَعۡضٍ ٱلۡقَوۡلَ﴾[سبأ: ٣١]، ﴿قَالَ رَبِّ ٱرۡجِعُونِ﴾[المؤمنون: ٩٩]، ﴿فَٱرۡجِعۡنَا نَعۡمَلۡ صَـٰلِحًا﴾[السجدة: ١٢]، ﴿فَٱرۡجِعِ ٱلۡبَصَرَ﴾[الملك: ٣]، ﴿ثُمَّ ٱرۡجِعِ ٱلۡبَصَرَ﴾[الملك: ٤]، ﴿إِنَّهُۥ عَلَىٰ رَجۡعِهِۦ لَقَادِرٌ﴾[الطارق: ٨]، ﴿ذَٰلِكَ رَجۡعُۢ بَعِيدٌ﴾[ق: ٣]، وعلى هذا: نحو: ﴿يُرۡجَعُونَ﴾، ﴿تُرۡجَعُونَ﴾، يقال إنهما من رَجَع المتعدي، لا من أرجع؛ حملًا للقرءان على وتيرة واحدة وعلى الأفصح، ومصدر اللازم: الرُّجُوع، ومصدر المتعدي: الرَّجۡع، يقال: رَجَعتُه رَجْعًا فرَجَعَ رُجُوعًا، وإنما تعدَّى من دون زيادة همزة؛ حملًا على نظيره في معناه، وهو (رَدَّ الشيءَ رَدًّا) كـ (رَجَعَ الشيءَ رَجعًا).