
قلم الفقيه
February 12, 2025 at 06:52 PM
*غزة تصرخ.. فهل من مجيب؟*
*إنَّ القلبَ ليَنفطرُ، والعينَ لتَدمعُ، والنفسَ لتَعتصرُ ألمًا، وإنَّه ليُمسِكُ القلمَ اليومَ من لا حِيلةَ له إلَّا أن يصرخَ بالكلمةِ، عسَى أنْ تُوقِظَ غافلًا، أو تردَّ ضالًّا، أو تُذكِّرَ ناسيًا، فإنَّها فاجعةٌ تأبى النفوسُ الحرَّةُ أنْ تسكُتَ عنها، وأنَّى لها أنْ تسكُتَ؟!*
غزَّةُ اليومَ تحتَ السِّياطِ، بينَ أنيابِ بني صَهيونَ، يَنقضُّونَ عليها كما يَنقضُّ السَّبعُ على فريستِه، لا يَرقُبونَ في صغيرٍ إلًّا ولا في كبيرٍ ذمَّةً، فيدُ القاتلِ تَبطِشُ، والمُدنَّسُ يُدَنِّسُ، والحُقوقُ تُمتهَنُ، والأُمَّةُ تَنظرُ نظرَ العاجزِ المُستكينِ، كأنَّها ليستْ صاحبةَ الأرضِ التي يُرادُ اقتسامُها، ولا صاحبةَ الدينِ الذي يُرادُ محوُه.
*أَوَ ليسَ في كتابِ اللهِ موعظةٌ؟!* أَوَ ليسَ في القرآنِ نبأُ الذينَ سبقوا، كيفَ انتُزِعَ المُلكُ من أيديهم، وكيفَ ذهبَتْ ريحُهم، وكيفَ صاروا أثرًا بعدَ عين؟! ثمَّ ألم يَقُلِ اللهُ، وهوَ الصادقُ الذي لا يُخلفُ وعدَهُ: *﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِن تَنصُرُوا۟ ٱللَّهَ یَنصُرۡكُمۡ وَیُثَبِّتۡ أَقۡدَامَكُمۡ﴾؟* [محمد ٧]
فهذهِ آيةٌ من كلامِ اللهِ، لا تقبلُ التأويلَ، ولا تحتملُ التبديلَ، قد جعلَ اللهُ النَّصرَ لمن نَصرَهُ، والعِزَّةَ لمن استمسكَ بدينِه، والثَّباتَ لمن جَعَلَ الحقَّ ميزانَه، فأينَ نحنُ من نُصرةِ الله؟! أينَ نحنُ من إقامةِ أمرِه؟! أينَ نحنُ من شرعِه الذي جعَلَ فيهِ الحياةَ، ووضَعَ فيهِ عزَّ الدنيا وفلاحَ الآخرة؟!
نحنُ اليومَ نُنكِرُ على العدوِّ جُرمَه، وهوَ مُجرِمٌ بطبعِه، لكنْ هلْ نُنكِرُ على أنفسِنا تفريطَنا؟! هلْ نُنكِرُ على أنفسِنا أنَّا رمَيْنا أسبابَ القوَّةِ، وتهاوَنا في دينِنا، وألقَينا من أيدينا سلاحَ العِلمِ والعملِ، ثمَّ بِتنا نَنتظرُ نُصرَةً لا يَنالُها مُتخاذِل؟!
فيا أمَّةَ الإسلامِ، إنْ أردتُّمُ النَّصرَ، فعودوا إلى اللهِ كما يُريدُ، لا كما تَهوَى الأنفُسُ، عودوا إلى دينِكم في الصَّغيرِ والكبيرِ، في السِّياسةِ والاقتصادِ، في الحُكمِ والمُجتمعِ، في التَّربيةِ والأخلاقِ، في كُلِّ شَيْء، وإلَّا فاعلموا أنَّ للهِ سُننًا لا تتبدَّلُ، ولن يُبدِّلَ اللهُ حالَنا حتَّى نُبدِّلَ ما بأنفُسِنا.
*اللهمَّ أيِّدْ أهلَ غزَّةَ بتأييدِك، وانصُرْهم بنصرِك، واربطْ على قلوبِهم، وثبِّتْ أقدامَهم، وكنْ لهمُ المعينَ والمددَ، اللهمَّ أعِدْ أمَّةَ الإسلامِ إلى رشدِها، وأيقِظْ فيها روحَ العزَّةِ والإيمانِ، إنَّك أنتَ القويُّ العزيزُ.*
#قلم_الفقيه
https://t.me/Alfqyh_Qlm
❤️
1