معلومات مفيدة وسؤال وجواب. وشرح بعض معاني آيات القرآن الكريم
معلومات مفيدة وسؤال وجواب. وشرح بعض معاني آيات القرآن الكريم
February 4, 2025 at 05:50 AM
*بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ* *سورة النجم:* كل الرسل والأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم بشَّروا بمن يليهم من الرسل: سيدنا موسى بشَّر بسيدنا عيسى وسيدنا محمد عليهما الصلاة والسلام، وسيدنا عيسى بشَّر بسيد الخلق سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، وكذلك هذه الآية بشارة من الله تتلى إلى يوم القيامة في كتاب الله العظيم، فكم لصاحبها من شأن عظيم عند الله وقد بشَّر به البشرية جمعاء، فقال تعالى: 1- ﴿وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى﴾: وكما في هذا الكون المادي نجوم كذلك في عالم الحقائق القدسي نجوم وهم السادة الأنبياء والرسل صلوات الله عليهم أجمعين، ونجمهم الأعظم إنما هو رسول الله ﷺ. إذن: ﴿وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى﴾: رسول الله ﷺ حين أقبل على الله، وقد سمَّاه تعالى: ﴿النَّجْمِ﴾ وذلك لما ظهر منه وما نتج عن إقباله ﷺ وما نال من تجلّيات وأنوار وجنان وخيرات لبني الإنسان، يمكنهم أن ينالوها عن طريقه ﷺ إن هم آمنوا بالله واتقوا. في عالم الأزل كان ﷺ السابق الأسبق ذلك أنه صدق مع الله أعظم صدق فأقبل عليه إقبالاً عظيماً سبق به كل السادة الرسل والأنبياء عليهم السلام، وكذلك بالميثاق ما غيَّر ﷺ وظلَّ على صدقه وإقباله العظيم، وهوى على الله وجناته وأنواره ونال من ربه نوالاً عظيماً لم يستطع أحدٌ من السادة الرسل والأنبياء أن ينال مثله، فكان ﷺ النجم الأعظم لهم وللخلائق أجمعين، فهو أعلاهم وأكثرهم من الله كسباً وأشدهم سطوعاً وأنواراً. كذلك حين أسرى به الله تعالى إلى المسجد الأقصى لتحويل الوجهة أي القبلة إلى البيت الحرام في مكة، اجتمع بالرسل والأنبياء عليهم السلام في المسجد الأقصى وصلّى بهم "بنفوسهم الطاهرة" إماماً، هنالك شاهد ﷺ نفسه الشريفة وعلم أنه أعلى الخلائق قاطبة وإمامهم جميعاً فصار له ثقة وإقبال كبير على الله وبهذا الإقبال اكتسب كمالات جديدة عظيمة من ربه أنالها لإخوانه الأنبياء والرسل فسموا ورقوا به رقياً كبيراً، وبهذا صار له حب عظيم لله على ما تفضَّل به عليه من فضل، وبهذا الحب العظيم هوى على ربه، فشاهد مشاهدات كبرى لكمالات ربه وأسمائه الحسنى وصل بها سدرة المنتهى، أي: تلك المنزلة والمكانة التي لم يصل إليها أحد من العالمين سواه. ﴿وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى﴾: ما أعظمها! وهل من حدث أعظم من هذا الحدث؟ وما أعظم ما أتى به ﷺ من خيرٍ وشفاءات وأنوار وجنات للبشر. ﴿وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى﴾: إذا جاء بجسمه الشريف وعرفوا مكانته العظيمة والتفتوا له بعين التقدير، فهل يترك فيهم سوءً يُنكِّد عليهم حياتهم أو ألماً أو همّاً أو ضعفاً أم أنه يُذهِب عنهم مسبّبات البلاء ويُكسبهم كلَّ النعيم والخير العميم، ويصبغهم بصبغة من الله فيغدون حقاً رحماء إنسانيين، وينالون ما أعدَّ الله لهم من خيرات لا حصر لها، كيف لا وهو ﷺ يُذهِب عن المؤمنين إصرارهم على حب الدنيا والأغلال التي كانت عليهم، ويزكّيهم ويطهّر قلوبهم من عللها وشوائبها وأدرانها، ويمحو كل موجبات الشقاء والآلام والبؤس، ويخلّصهم مما سيؤول بهم إلى سوء المصير، فيصبحون أهلاً للعطاء الإلۤهي. هذا النجم الشاهق الذي يبشّر الله البشرية ويَعِدهم به ليخلّصهم وينقذهم حين اشتداد الآلام والأحزان والطغيان، فالله مؤيده وناصره نصراً عزيزاً، حيث ترفرف راية الحق خفاقة إلى يوم القيامة حتى ولو بعد حين. ثم إن كلمة: {إِذَا} الواردة في هذه الآية الكريمة شرطية فهي تبيِّن أن الأمور متوقفة عليك أيها الإنسان وعلى اختيارك. فإن شئت أيها الإنسان هوى رسول الله ﷺ عليك بالأنوار والتجلِّيات وأسماء الله الحسنى وأشهدك كمالات ربه، وكل إنسان مؤهلٌ لأن يهوي عليه ذلك النجم العظيم رسول الله، فكل من آمن بالله وفكَّر ببيانه ﷺ وشمائله وعلومه فعظَّمه وأحبَّه هنالك يهوي عليه ﷺ. فإذا هوى عليك أيها المفكِّر، يا من أهملت هواك وأيقظت وأثرت تفكيرك. هوى عليك بثقل حب الله لك وأنواره الإلۤهية ومشاهداته العليَّة العُلويَّة السَّنيَّة وجناته تعالى وبهائه، جلَّ تعالى ما يشهدك إياه ففي بحور القدس حللت فهِمت بأسمائه تعالى العلا فغدوت عالماً بصيراً إنساناً سامياً كريماً، ونلت ما لا تناله العوالم بدنياهم واختراعاتهم وإبداعاتهم السخيفة الدنيّة وعلوت فوق العالمين، وهذا الحدث وهذا النوال ليس خاصاً بزمان دون زمان أو مكان دون آخر فهو يحدث بكل زمان ومكان فوظيفته ﷺ دائمة وحقيقته باقية.
❤️ 👍 😢 15

Comments