﴿الَّذِي يَرَاكَ﴾: أنت مشاهد ذلك، تشهد برؤيتك أنه معتنٍ بك وأنك بأعين المحب الكريم الرحيم، فالله سبحانه دوماً متجلٍّ عليه ﷺ، وعنده عليه السلام تجده يقيناً. ﴿حِينَ تَقُومُ﴾: ب دعوتك إياهم للحق، حين تقوم للأهداف السامية والنوايا الخيرة العميمة العظيمة ناهضاً بمن معك من المؤمنين ومن سبقك من الرسل الكرام والسابقين من المؤمنين. ﴿وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ﴾: بارتباطهم بك ترقى بهم. عندما ترفع المرتبطين معك إلى المراتب العالية، هذه هي الشفاعة والرابطة وبها وبهذه المحبة تحصل التقوى. ﴿السَّاجِدِينَ﴾: الطالبين للفضل من الله. فلا سجود لساجد إلا بمعيّة الرسول وذلك حين يشهد ﷺ للمؤمن عن بدايته في الصلاة، إذاً لا صلاة بلا شفاعة وهو عليه الصلاة والسلام مرآة الحق المنير، وبدونه لا صلاة، بل مجرد حركات وأقوال بالظلام والنفس في سرح بأهدافها المظلمة بلا نور من الله. ﴿إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ﴾: من هنا الاستجابة، الله سبحانه يسمع منك حين تأتيه بمعيَّة الرسول المبلِّغ عنه تعالى ما فيه الرحمة والنجاة والفلاح لك. ﴿الْعَلِيمُ﴾: عليم بصدقك وبسلوكك الحق تجاهه لذا يتجلى عليك بحبه ونوره وإشراقاته الحكيمة التي تملأ قلبك، وينعكس شعاع النفس على الفكر فتصبح عالماً بالمراد الإلٓهي الخيِّر، تعلم أين أنت ومن أين ولِمَ أرسلت لهذا الوجود، وبهذا تكسب المكانة الرفيعة وتسمو عن عوالم الحيوان والشيطان الخاسر فتصل لمكانتك الإنسانيّة العليّة.