*﴿سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ﴾:* الخلائق كلهم كانوا بجنة قبل مجيئهم للدنيا، الكل سابح بفضله تعالى وعطائه ومشاهد لنوره، بذاك العالم الذي يسمونه عالم الأزل أحب الله للخلائق أن ينالوا أكثر لكيلا يملُّوا ببقائهم على حال واحد، لذا أرسلهم للدنيا ليزدادوا كسباً وفضلاً منه تعالى ويسيحوا بهذا العطاء الكبير والفضل الجديد وينعموا بمشاهدة أسمائه تعالى الحسنى. ﴿وَهُوَ الْعَزِيزُ﴾: بالماضي شاهدتم هذا الفضل والعطاء منه تعالى، كذلك بالدنيا لا معطي سواه سبحانه، منه فقط تنالون الخير والعطاء، التفتوا بالإيمان إليه تعالى فلا تلتفتوا لغيره ولن تشركوا. ﴿الْحَكِيمُ﴾: حكم وقضى وحكمه وقضاؤه مبنيٌّ على حكمة، أي: بما يناسب وبما يرقى بهذا الإنسان، وأحبَّ لكم أن تكسبوا عطاءً كبيراً وأن تنهلوا منه سبحانه أكثر وذلك حباً بكم، ولن تنالوا هذا الفضل وهذه الجنات إلا بالإيمان وبالعمل الصالح، فهو تعالى القائم على كل نفس بما كسبت وكل أفعاله تعالى ضمن الحكمة وعين الكمال.