معلومات مفيدة وسؤال وجواب. وشرح بعض معاني آيات القرآن الكريم
معلومات مفيدة وسؤال وجواب. وشرح بعض معاني آيات القرآن الكريم
February 17, 2025 at 05:21 AM
انظر لفضل الله عليك ايها الإنسان ﴿أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ﴾: من جعل خاصية الاشتعال في النار. ﴿أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ﴾: أول الأمر أنبت تعالى أشجاراً خضراء تعطيك الخيرات والثمار، وتتمتع بظلها الوفير وتقيك رطوبتها من الحرّ الشديد، وعندما تجفُّ وتيبس تغدو وقوداً، ناراً تستعملها للتدفئة؛ والنار فاكهة الشتاء. علماً بأن الوقود من فحم حجري ونفط إنما هي من بقايا غابات متراكمة منذ آلاف السنين انقلبت إلى داخل الأرض فانصهرت من أثر الحرارة العالية داخل الأرض وتحوَّلت عبر السنين إلى نفط، أو فحم حجري. إذن أصل النفط والفحم الحجري هو أشجار خضراء. من الذي أنشأ هذه الأشجار من ماء وتراب؟ ومن الذي جمع تلك العناصر والمركبات للحصول على المراد؟ ﴿أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا﴾: وبإنشاء الشجرة اشتركت النجوم بأفلاكها البعيدة، فلولا النجوم ما أكلت لقمتك، كذلك الشمس التي تحلّ بالبروج الاثني عشر وتستمد الإشعاعات وتعكسها على الكرة الأرضية سنوياً، وعلى البحار والمحيطات لتتبخّر مياهها، والهواء الذي يحمل ذرات بخار الماء من مياه البحر ويجمعها ببعضها لتكون غيوماً ثم يسحبها إلى بلاد بعيدة، فتهطل أمطاراً فينبت من كل زوج بهيج وتنمو الأشجار وتتمتع بها وتعطيك ثمارها وخيراتها حتى إذا ما استُهلِكت تماماً كانت لك وقوداً وحطباً تصطلي عليها وتدفع بنارها وحرّها برد الشتاء القارس. إذن الكون كله اشترك وتضافر وتعاون لإنشاء هذه الشجرة والتي تكون بنهايتها ناراً مسخَّرة لخدمتك. ﴿أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ﴾: نحن المسيطرون على الشمس والنجوم... من المتصرف في هذا الكون كله؟ من بيده النجوم سابحات في مجرّاتها والكواكب في مداراتها والشمس في مسارها والقمر في منازله؟ هل لأحد يدٌ في ذلك كله؟ هل لكم أنتم أدنى تصرف بذلك كله؟! من يحرّك البحار وينزل الأمطار؟ إذن هي يد الله عزَّ وجلَّ المتصرفة في كل ذلك. ﴿نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً﴾: نحن جعلناها لتذكّرك بربك وترى فضله وإحسانه وبرّه، سخّر الله الكون كله لسعادتك وتأمين معاشك وراحتك. إذن فكّر بالنار وشجرتها تتوصّل من وراء ذلك لتقدير فضل المنعم، وتنال بعد ذلك جنات بتفكيرك وإيمانك بالله وتتذكّره تعالى بفضله، فالله أخرجك لهذا الوجود لكي تسعد وتنال بدل الجنة الواحدة التي كنت فيها في عالم الأزل جنات متتالية متسامية بعد أن تتعرّف على من أنشأها لك، وسخّر هذا الكون كله لأجلك. لَمْ يُخرجك الله لهذا الوجود للأكل والشرب والاستغراق بشهوات الدنيا كالأنعام، فهذا الطعام والشراب وتلك الأشجار جُعِلت لتذكّرك بربك، فإذا نالها المرء بالتعدّي والمكر والخداع والظلم عادت عليه ناراً، ويوم القيامة يراها ويعيشها وهي تشتعل في نفسه، أما في الدنيا فهو لا يراها لعدم إيمانه وعمى بصيرته. ومن هنا جاءت كلمة {تُورُونَ} بمعنى كلمة تخفون. والبعيد عن الله الذي يأكل الحرام إنما يأكل ناراً جهنمية ويخفيها، ويوم القيامة تشتعل فيه، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً}. ﴿وَمَتَاعاً﴾: تتمتَّع بها في الدنيا، بأكلك تتمتع، وإذا كان المرء مؤمناً فحاله أثناء طعامه يختلف عمَّا عليه بقية الناس، فهو إذا أكل ينطلق بسياحة قلبية يتوصَّل بها من خلال طعامه للمنعم المتفضل ويتذكر ربه الكريم فيعيش بجنات وهو لا يزال في الحياة الدنيا. إذن فالله سبحانه وتعالى لم ينشئ هذه الشجرة لتحرقك وتُخسّرك جناتك، بل خلقها وأنشأها لتتمتّع بها نفساً وجسماً وتنال بدل الجنة الواحدة جنات. ﴿لِّلْمُقْوِينَ﴾: ينال الجنات من كان للتقوى طالباً ويتّخذ ما في الدنيا مطية ووسيلة لبلوغ رضاء الله وطاعته فيتقوّى بالأكل والشرب على الطاعات، ومن الدعاء المأثور إذا أراد الإنسان المؤمن قبل أن يتناول طعاماً يدعو: "اللَّهُمَّ اجعله قوة لطاعتك ووهناً لمعصيتك"
❤️ 👍 😂 17

Comments