💟 *خَيـــــر القُــــــرون* 💟 🔺 *صَّـاحِبُ سِـرِّ رسولِ الله ﷺ* 🔺 ((5⃣)) 🔹ولعلّ قليلاً من أبنـاء المسلمين من يعلم أن حذيفة بن اليمـان رضي الله عنه فتح للمسلمين *نهـاوند و الريّ والدَّينـَورَ* وهي مُدن عظيمة ببلاد فـارس. وفي معركة نهاوند التاريخية احتشد الفُرس في مائة وخمسين ألف مقاتل ، وكان عدد المسلمين نحواً من ثلاثيـن ألفـاً فقط ، لكن كان يقودهم ويدفَعُهم الإيمان بالله تعالى والعقيدة الراسخة والشجاعة الباهرة التي اكتسبوها وتعلموها من مُعَلّمِ البشرية الأول نبينـا محمد ﷺ . 🔸لمّا عَلِمَ خليفةُ المسلمين الأعظم وفاروقُ الأمةِ الأكبر وقاهر الفرس المجُوس أبا حفص رضي الله عنه بأنّ الفرس قد تجمعوا في هذا العدد ، كتب مباشرةً إلى القائد *النعمـان بن مقرّن* يأمره بالسيـر إلى قتالهم ، وكَتب رسالةً أُخرى إلى نائب الكوفة عبدالله بن عبدالله وأمره أن يُعين جيشاً وأن يبعثُهم إلى نهاوند حتى يساعدوا الجيش الإسلامي هناك ، وأمر الفاروق بأن يكون قائد هذا الجيش *حذيفة بن اليمـان* رضي الله عنه. 🔹فكان القائد في نهاوند هو النعمان بن مقرن ثم قال عمر : فإن قُتِـل فحذيفة ، فإن قُتِـل فنعيم بن مقرن. ثم تعبأ الجيشان للقتال ، واصطَّفَ الفرس في صفوفٍ هائلة لم يُرَ مثلها ، واقتتل الفريقان قتالاً شديداً وقُتِل من المشركين خَلقٌ كثير ، حتى أن العلامة ابن كثير رحمه الله قال : قُتِلَ من المشركين ما بين الزوال إلى الظلام من القتلى ما طبق وجه الأرض دماً ، بحيث إن الدواب كانت تطبع فيها ، حتى قيل : إن الأمير النعمان بن مقرن زَلق به حصانه في ذلك الدّم فوقع وجاءه سهمٌ في خاصرته فقتله. ثم دفع نعيم بالراية إلى حذيفة رضي الله عنه ، فأقام حذيفة نعيماً مكانه . 🔸وكما أن حذيفة وضَعَ بصمَته في الجِهاد وفي ولايةِ المُدن وفي حفظ الأسرار وغيرها ، ها هو يضَعُ بصمته في القرآن الكريم. فقد كان حذيفة يجاهد في أرمينية وأذربيجان فلاحظ أن الفُرقة بدأت تَدُبُّ بين صفوف المسلمين في قراءة القرآن ، فما كان منه إلا أن قَدِمَ المدينة وعرض ذلك على خليفة المسلمين *عثمان بن عفان* رضي الله عنه فاستقر الرأي على كتابة القرآن في مصحفٍ واحد. 🔹عن أنس بن مالك قال : " أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان ، وكان يغـازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق ، فأفزع حذيقة اختلافهم في القراءة ، فقال حذيفة لعثمان : يا أمير المؤمين ، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب إختلاف اليهود والنصارى فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصُحُف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك ، فأرسلتْ بها حفصة إلى عثمان ، فأمر *زيد بن ثابت و عبدالله بن الزبير و سعيد بن العاص و عبدالرحمن بن الحارث بن هشام* فنسخوها في المصاحف ، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة : إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش ، فإنما نَزَلَ بلسانهم .. ففعلوا حتى إذا نسخوا الصُّحُف في المصاحف ردَّ عثمان الصُّحُف إلى حفصة ، فأرسل إلى كل أفقٍ بمصحفٍ مما نسخوا ، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يُحرق". 🔸وهكذا سجّلَ حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أثراً وضيئـاً في تاريخ القرآن الكريم ، وكان سبباً في حفظ القرآن الكريم الذي تعهد الله تعالى بحفظه من التحريف أو التغيـر على مَرّ العُصور فقال : *"إنّا نحنُ نَزلْنـا الذكْرَ وإنّا لَهُ لَحَافِظُونَ"*. 🔹وَحَـان وقتُ الرحيل وجَـاءتْ لحظاتُ الفراق ، ورقد صاحبُ سرِ النبي ﷺ على فراش الموت عن زياد مولى ابن عياش قال : حدثني من دخل على حذيفة في مرضه الذي مات فيه فقال : لولا أني أرى أن هذا اليوم آخرُ يومٍ من الدنيا وأول يومٍ من الآخرة لم أتكلم به ، *اللهم إنك تعلم أني كنت أحب الفقر على الغنى ، وأحب الذلة على العز ، وأحب الموت على الحياة ، حبيبٌ جـاء على فاقةٍ لا أفلح من نــدم.* وينتقل حذيفة صاحب سرّ رسول الله ﷺ إلى الرفيق الأعلى ويلحق بحبيبه ﷺ وأصحابِه الذين كانوا يَذُبُون معه عن هذا الدين العظيم ، وإن مات حذيقة فسيرتُه باقية من بعده لينتفع بها أبناءُ المسلمين فيقتدون به وينتفعون بكلماته ، تلك الكلمات التي تخرج من عالمٍ بالفتن ومشرف على المحن وأحوال القلوب ، سَأل عن الشر فاتقاه ، وعرِف النفاق فحـاربه وعاداه. رضي الله عن حذيفة بن اليمان وعن والِده وعن جميع أصحابِ النبي ﷺ الذين بذلوا الغالي والنفيس في سبيل نشر الدين. 🍀🌸🍀🌸🍀🌸🍀🌸🌸🌸🍀 َ *تنبيه!!* > *قصص التاريخ لا تحكى للاطفال لكي يناموا !!* > *بل تحكى للرجال لكي يستيقظوا....* `أهلاً بكم في قناتي وتساب` https://whatsapp.com/channel/0029Vahl6wF6WaKgXrhztK3l *لمراسله الفوريه* http://t.me/lYl_2