💟 *خَيـــــر القُــــــرون* 💟 🔺 *مُعـَـاذ بن جَبــَل* 🔺 ((5⃣)) 🔹ونحنُ قد اقتربنـا من خِتـَامِ سيـرة هذا الصحابي العَظِيم والعَالِم الفَذْ والإمام الجَليل معاذ بن جبل رضي الله عنه ، كان لا بُدَّ لنا أن نعرفَ حَال مُعاذ *مع الجهاد في سبيل الله* ، والذي هو ذروة سنـامِ الإسلام. لقد كان مُعاذ يبحث عن الشهادةِ في سبيل الله ، فهو يعلمُ فضلَ الشَهَادةِ في سبيل الله ومنزلة الشهداءِ عند الله تعالى ، فكان يَعِظُ الناس ويُذكرُهم بالله تعالى ويُحَمِسهُم على الجهـاد والإستشهاد وذلك في أثناء المعركة. 🔸ففي معركة أجنادين قام في أصحابه فقال : يا معشر المسلمين ، اشْروا أنفسكم اليوم لله ، فإنكم إن هَزَمْتُمُوهُم اليوم ، *كانت هذه البـلاد دار الإسـلام أبداً* مع رضوان الله والثـواب العظيم من الله. حتي يعلم الناس أنّ أشدَّ الناسِ غيرةً على دينِ الله تعالى هم العلماء ، وأن أكثر الناس حرصاً على هداية الناسِ هم العُلماء ، وأن أكثر الناسِ ثباتـاً في المعارك وعند الشدائد هم العلماء. وفي معركة *فحل بيسان* كان معاذ رضي الله عنه على *ميمنةِ المسلمين* ، قال ثابت بن سهل بن سعد : كان معاذ بن جبل يومئذٍ من أشد الناس علينا حرصاً ، وأمضاهم في رقاب الروم سيفاً ، فبينما هو يُحَاربُ في ميمنةِ المسلمين إذ أقبلت جُنودُ الروم تحُوط عَسْكر المسلمين ، فبرز إليهم معاذ بن جبل في رجاله ، ونـادى فقال : *أيها الناس .. إعلموا ـ رحمكم الله ـ أن الله قد وعدكم بالنصر ، وأَيَدَكُم بالإيمـان ، فانصروا الله ينصركم ، ويثبت أقدامكم ، واعلموا أن الله معكم ، ونـاصركم على عبدةِ الأوثـان* . 🔹وفي يـوم اليرموك ، وقف معاذ بن جبل رضي الله عنه صبـاح المعركة يخطبُ في النـاسِ ويقول : يا قُـرَّاء القرآن ومستحفظي الكتاب ، وأنصار الهُدى وأولياء الحق ، إن رحمة الله والله لا تُنال وجَنَته لا تُدخل بالأماني ، ولا يؤتي الله المغفرة والرحمة الواسعة إلا الصـادقين المصدقين بما وعدهم الله ـ عز وجل ـ ألم تسمعوا قـول الله ـ عز وجـل ـ : *"وَعَدَ اللهُ الذينَ ءامَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ في الأرضِ ..."*. ثم قال رضي الله عنه وهو يُشجِع النـاسَ على القتـال ويزرعُ الثقةَ فيهم : أنتم إن شاء الله منصورون ، فأطيعوا الله ورسوله ، ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهبَ ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين ، *واستحيوا من ربكم أن يرَاكُم فـراراً من عدوكم* وأنتم في قبضته ورحمته. 🔸وكما أن معاذ بدأ حياته في الإسلام بالدعوة إلى الله تعالى ، وعاش حياته كلها داعياً لله ، ها هو يختم حياته كذلك بالدعوة إلى الله تعالى. فقد أرسله أميرُ المؤمنين عمر بن الخطاب إلى بلاد الشام ليُكمل رسـالتة العظيمة في تعليمِ النـاسَ أمور دينهم وشريعةَ ربهم وسُنَّـة نبِيهم ﷺ. وكما عَلِمنَا سابقاً أن مرض الطاعون إنتشر في الشام *فكان ممن مـَاتَ بسببه أمينُ الأمـةِ أبوعبيدة الجراح* ، فلمّا أُصيب أبوعبيدة رضي الله عنه استخلف عمر معاذاً على الشام. 🔹ولمّا نَزَلَ الطَّاعون على جُندِ الشـام قال معاذ للصحـابة : "رحمةُ ربكم ودعوة نبيكم ، وموت الصالحين قبلكم ، *اللهم فـآت آل معاذ النصيب الأوفر من هذه الرحمة* ، فما أمسى حتى طُعِن ابنه عبد الرحمن وأحب الناس إليه وكان يًكنَّى به ، فرجع معاذ من المسجد فوجده مكروباً ، فقال : يا عبدالرحمن ..كيف أنت?? فاستجاب له فقال عبدالرحمن : يا أبتِ : *{الحَقُّ مِن رَّبِكَ فلا تَكُونَنَّ مِن المُمْتَرِينَ}* فقال معاذ : وأنا ستجدني إن شاء الله من الصابرين ، فمات من ليلته ودُفٌن من الغد ، كما أن زوجتاه ماتتا في هذا الطاعون. 🔸ولمّا حَضَرتَ مُعاذ بن جَبـَل الوفاة قال : "أعوذ بالله من ليلةٍ صباحها إلى النار ، مرحباً بالموت مرحباً زائراً مغيَّب ، حبيبٌ جاء على فاقة ، اللهم إني كنت أخافك فأنـا اليوم أرجوك ، *اللهم إن كنت تعلم أني لم أكن أُحِبُّ الدنيا وطول البقاء فيها لكري الأنهار ، ولا لِغرس الأشجار ، ولكن لظمأ الهواجر ، ومكابدة الساعات ، ومزاحمة العلماء بالرُّكَب عند حِلقِ الذكر*. ومات معاذ بن جبل رضي الله عنه ، مات إمام العلماء ، مات أعلم الأمة بالحلال والحرام ، مـات بطاعون عَمَواس كما مـات به أبوعبيدة من قبل. وقد اُختلف في عمر معاذ بن جبـل لمّا مات ، فقيل كان عمره *ثـلاث وثلاثين* وقيل كان *ثمـان وثلاثين سنة*. مات رضي الله عنه وهو في هذا العمر ، وفي ريعـان شبابه ، ولكنه حَصَّل ما حصَّل من العلم. فرضي الله عن معاذ بن جبل وجمعنا به في الفردوس الأعلى. 🍀🌸🍀🌸🍀🌸🍀🍀🍀🍀🌸 َ *تنبيه!!* > *قصص التاريخ لا تحكى للاطفال لكي يناموا !!* > *بل تحكى للرجال لكي يستيقظوا....* `أهلاً بكم في قناتي وتساب` https://whatsapp.com/channel/0029Vahl6wF6WaKgXrhztK3l *لمراسله الفوريه* http://t.me/lYl_2