💟 *خَيـــــر القُــــــرون* 💟 🔺 *سَـالم مَولى أبي حُذيفة* 🔺 ((3⃣)) 🔹ثم جـاءت المعارك الإسلامية الخالدة بين جيوش المسلمين وجُند الكفر ، فكان سالمٌ رضي الله عنه حاضراً في ساحات الحُروب ، يُقاتل جنباً إلى جنب مع أخيه في الإسلام أبو حذيفة رضي الله عنه في سبيـل إعـلاء كلمة التوحيـد *لا إلـه إلا الله* . وَظَلَّ سَالِمٌ يجاهدُ في سبيـلِ اللهِ مع النبي ﷺ في كل غزواتـه حتى تُوفيّ الحبيـب ﷺ ، واستخلف المسلمون بعده *الصّـدِيق الأكبـر* رضي الله عنه ، ومع وفاة النبي ﷺ وبداية خلافةِ الصديق كان قد إرتدَّ أكثـرُ العربِ عن الإس لام ، ومنهم من ادعى النبـوة ، هنا صَوبَّ خليفةُ المسلمين أبي بكر الصديق كل الجهود والإمكانيات تُجاه المرتدين ، فجَهَزَّ الجُيُوش وأعَدّ العُدة *لحُرُوب الـرِدَّة* والتي كانت في قمةِ الشراسة والضراوة. 🔸ومن أشهر المعارك التي كانت في حروب الرِدَّة ، المعركة الكبيرة والعظيمة التي كانت بين المسلمين *وبين مسيلمةَ الكـَذّاب* الذي إدعى النبـوة ، وهي *معركَةُ اليَمَـامَـة*. في هذه المعركة القوية كانت رايةُ المهاجرين مع *سالم مولى أبي حذيفة* رضي الله عنه ،ورايـةُ الأنصار مع ثابت بن أبي قيس رضي الله عنه. 🔹وقاتلت بنو حنيفة (حلفـاء مسيلمة الكذاب) في هذه المعركة قتـالاً لم يُعهَدْ مثله وجعلت الصحـابة يتواصون بينهم ويقولون : *يا أصحـاب سورة البقرة ، بطل السحرُ اليـوم* وحَفَرَ ثـابتُ بن قيس لقدميه في الأرض إلى أنصاف ساقيه ، وهو حامل لواء الأنصـار ، بعدما تحنَّطَ وتكفَّن ، فلم يزل ثابتاً حتى قُتِلَ هنـاك. وقال المهاجرون لسالم مولى أبي حذيفة : نخشى أن نؤتَى من قِبَلك? فقال : *بئس حـاملُ القرآنِ أنا إذن*. وقد صدق ، فهو يحملُ القرآن في قلبه قبل أن يحمل الراية في يده ، فكيف لحاملِ القرآن أن يفر من الأعداء .. !! وكيف لحاملِ القُرآن أن يخاف ويتزحزح.. !! فبئس حاملُ القرآن من فعل ذلك . 🔸وكان أبوحذيفة رضي الله عنه يُقاتِل أيضاً في هذه المعركة ويقول : *"يا أهـل القـرآن ، زينـوا القرآن بالفعِـال* ، وحمل فيهم حتى أبعدهم وأُصيب رضي الله عنه. وأما سالم مولى أبي حذيفة فقد أخذ اللواء بيمينه فقُطعتْ ، ثم تناولها بشمالِه فقُطعتْ ، *ثم اعتنق اللواء* وَجَعَل يقرأ : *"وَمَا مُحَمَّدٌ إلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتَ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإين مَّاتَ أو قُتِلَ انْقَلبْتُمْ عَلَى أعْقَابِكُمْ..."* إلى أن قُتـِل. والله إن هذه المِيتـة هي خيرُ ميتةٍ لحامل القرآن ، أن يموت شهيداً في سبيل الله ، أن يموت وهو يدافع عن هذا الدين العظيم ، فيا أهل القرآن ويا حُـفَاظ القرآن ، هؤلاء هم سَلَفُكُم ، وهؤلاء هم قُدوتُكُم ، فعضوا على هذا القرآن بنواجذِكُم ، وعيشوا على ما عَاشَ عليه هؤلاء حتى تموتوا على ما ماتوا عليه. 🔹وهكذا مات سالمُ مولى أبي حذيفةَ شهيداً في سبيل الله ، وقد ضَربَ أروع الأمثلة وسطر أجمل أُنموذج ينبغي أن يكون عليه حَمَلة القُرآن . ومن العجيب .. كما أن أبوحذيفة ومولاه سالم رضي الله عنه عاشا سوياً في الجاهلية ، ودخلا في الإسلام سوياً ، وقاتلا إلى جنبِ رسول الله ﷺ سوياً فها هما يموتانِ سويـاً في *معركة اليمـامة* ، بل قد وُجِد سـالم وأبوحذيفة رأسُ أحدِهما عند رجلي الآخـر صريعَيْن. 🔸ولقد جلس الفـاروق عمر مع أصحـابه يوماً فقال لهم تَمَنّـَوا فقال بعضهم : *أتمنى لو أن هذه الدار مملوءةً ذهباً أُنْفِقُه في سبيل الله وأتصدق* وقال رجلٌ : *أتمنى لو أنها مملوءةً زُبرجداً وجواهراً فأُنفِقُه في سبيل الله وأتصـدق.* ثم قال عمر : تمنَّـوا.. !! فقالوا : ما ندري يا أمير المؤمنين فقال عمر : أتمنى لو أنها مملوءةً رجالاً مثل *"أبي عبيدة بن الجراح ، ومُعاذ بن جَبَل ، وسالم مولى أبي حذيفة ، وحذيفة بن اليمان"*. ألا رضي الله عنك يا أباحفص .. فإنه لا يعرفُ قيمة الرجال إلا الرجال. وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : لو استخلفتُ سالماً مولى أبي حُذيفة ، فسألني ربي عز وجل : ما حَمَلَكَ على ذلك.. ? لقلتُ : ربّ سمعتُ نبيك ﷺ وهو يقول : *يحبُ الله عز وجل حقاً من قلبه*. ▨ وأنا أختِمُ حديثي عن هذا الصَّحَابي الجليل وعلى غيرِ ما تعودناه ، فأنا أطلُبُ من متابعي *سلسلة خيـر القُرون* أن يهتموا بنشرِ سيرة هذا الصحابي الجليل ، وأن يُعلمونها ويدرسونها للطلاب والأبناء ، فوالله من العَار أن يكون هذا الصحابي غير معروفٍ بين كثيرٍ من المسلمين ، وأنا متأكد أنّ كثيراً منّا سَمِعَ بهذا الصحابي لأولِ مرةٍ في حياته. اسأل الله تعالى أن يرزقنا مرافقةَ سالم وأبي حذيفة في أعلى جناتِ الخُلد إن ربي جوادٌ كريم 🍀🌸🍀🌸🍀🌸🍀🌸🌸🌸🍀🌸 َ *تنبيه!!* > *قصص التاريخ لا تحكى للاطفال لكي يناموا !!* > *بل تحكى للرجال لكي يستيقظوا....* `أهلاً بكم في قناتي وتساب` https://whatsapp.com/channel/0029Vahl6wF6WaKgXrhztK3l *لمراسله الفوريه* http://t.me/lYl_2