أحمد بن غانم الأسدي
أحمد بن غانم الأسدي
February 8, 2025 at 06:13 PM
#فتاوى_السيرة 317) ما مراد أهل السيرة بتسمية بيعة العقبة الأولى ببيعة النساء؟ الجواب: هذه التسمية جاءت في حديث عبادة بن الصامت، قال: «كنت فيمن حضر العقبة الأولى، وكنا اثني عشر رجلًا، فبايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ‌على ‌بيعة ‌النساء، وذلك قبل أن تفترض الحرب: على أن لا نشرك بالله شيئًا، ولا نسرق، ولا نزني، ولا نقتل أولادنا، ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا، ولا نعصيه في معروف، فإن وفيتم، فلكم الجنة، وإن غشيتم من ذلك شيئًا، فأمركم إلى الله، إن شاء عذبكم، وإن شاء غفر لكم». وفي رواية: «أخذ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ‌كما ‌أخذ ‌على ‌النساء...». وفي تفسير هذه التسمية قولان لأهل العلم: الأول: أن المراد أنَهم بايعُوا على وَفْقِ بَيعةِ النساءِ التي نَزَلَت بها الآية: ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ﴾، بعدَ صُلحِ الحُديبيَةِ، بغيرِ خلافٍ؛ لأنه ليسَ في بَيعةِ العَقَبةِ الأُولى ذِكْرُ القتال. فمَعنى ذلك أنّ عبادةَ حَدَّثَ بهذا الخبرِ بعدَ نُزولِ الآيةِ، فشَبَّهَ بَيعةَ العَقَبةِ الأُولى ببَيعةِ النساءِ، وإنّما أُضِيفَت إلى النساءِ لموافقتِها للقرآنِ، فهو من باب الإحالة. قال الحافظ ابن كثير: «وقوله: ‌«على ‌بيعة ‌النساء». يعني على وفق ما نزلت عليه بيعة النساء بعد ذلك عام الحديبية، وكان هذا مما نزل على وفق ما بايع عليه أصحابه ليلة العقبة، وليس هذا بعجيب; فإن القرآن نزل بموافقة عمر بن الخطاب في غير ما موطن، وإن كانت هذه البيعة وقعت عن وحي غير متلو فهو أظهر». الثاني: أنّ هذه البيعة إنّما صدرت بعد نزول الآية الكريمة في سورة الممتحنة، بل بعد صدور البيعة للنساء، بل بعد فتح مكة. قالوا: فالذي دل عليه الأحاديث أنّ ‌البيعات ‌ثلاث: العقبة، وكانت قبل فرض الحرب، والثانية بعد الحرب على عدم الفرار، والثالثة على نظير بيعة النساء. وقد ساق الحافظ المحقق ابن رجب الخلاف في هذه التسمية وختمها بقوله: «والله أعلم بحقيقة ذلك كله». قلت: المختار هو القول الأول؛ وأستبعد أن الصحابة السابقين إلى الإسلام الذين بايعوا بيعة العقبة الأولى.. يُبايعون بعد فتح مكة على مثل بيعة النساء؛ لأنها قد أصبحت متقررة في الشريعة، وإنما بويع عليها في بيعة العقبة الأولى؛ لأنهم حديثوا عهد بإسلام، فكأنه يؤسس لهم القضايا الكبرى. وكذلك النساء المهاجرات يوضح لهن القضايا الكبرى في بيعة النساء.. فأن يُبايَع السابقون بعد فتح مكة على هذه البيعة.. هذا مستبعد؛ لأنهم عاشوا عمرهم في الإسلام على هذا. وعليه: فأشهر البيعات أربع: الأولى: بيعة العقبة الأولى على وفق بيعة النساء. الثانية: بيعة العقبة الثانية، على النصرة والهجرة. الثالثة: بيعة الرضوان على الجهاد وألا يفروا حتى يفوزوا بالنصر أو الشهادة. الرابعة: بيعة النساء المهاجرات بعد الحديبية. وقد بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه على أمور أخرى، كبيعته صلى الله عليه وسلم لبعضهم على النصيحة، وبيعته صلى الله عليه وسلم لبعضهم على أن يسألوا الناس شيئًا وغير ذلك، والله تعالى أعلم. كتبه: أحمد بن غانم الأسدي ليلة الأحد (10/شعبان /1446). https://t.me/alghanm20
🌹 1

Comments