
آية وحديث
February 10, 2025 at 08:18 AM
{ قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ }
[سُورَةُ المَائـِدَةِ: ٧٧]
- تفسير المختصر:
قل - أيها الرسول - للنصارى: لا تتجاوزوا الحد فيما أُمِرْتُمْ به من اتباع الحق، ولا تبالغوا في تعظيم مَن أُمِرْتُمْ بتعظيمه - مثل الأنبياء - فتعتقدوا فيهم الألوهية كما فعلتم بعيسى بن مريم، بسبب اقتدائكم بأسلافكم من أهل الضلال الذين أضلُّوا كثيرًا من الناس، وضلُّوا عن طريق الحق
* من فوائد الآيات:
• بيان كفر النصارى في زعمهم ألوهية المسيح عليه السلام، وبيان بطلانها، والدعوةُ للتوبة منها.
• من أدلة بشرية المسيح وأمه: أكلهما للطعام، وفعل ما يترتب عليه.
• عدم القدرة على كف الضر وإيصال النفع من الأدلة الظاهرة على عدم استحقاق بعض المعبودين للالوهية، لكونهم عاجزين.
• النهي عن الغلو وتجاوز الحد في معاملة الصالحين من خلق الله تعالى.
---
- السراج في بيان غريب القرآن:
﴿لاَ تَغْلُوا﴾ لاَ تَتَجَاوَزُوا الْحَقَّ فِي اعْتِقَادِكُمْ.
{ لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ }
[سُورَةُ المَائـِدَةِ: ٧٨]
- تفسير المختصر:
يخبر الله سبحانه أنه طَرَدَ الكافرين من بني إسرائيل من رحمته في الكتاب الذي أنزله على داود وهو الزبور، وفي الكتاب الذي أنزله على عيسى بن مريم وهو الإنجيل، ذلك الطرد من الرحمة بسبب ما ارتكبوه من المعاصي والاعتداء على حُرُمات الله.
{ كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ }
[سُورَةُ المَائـِدَةِ: ٧٩]
- تفسير المختصر:
كانوا لا ينهى بعضهم بعضًا عن ارتكابه المعصية، بل يجاهر العصاة منهم بما يقترفونه من المعاصي والمنكَرات، لأنه لا مُنْكِرَ يُنكر عليهم، لَساءَ ما كانوا يفعلون من ترك النهي عن المنكر.
{ تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ }
[سُورَةُ المَائـِدَةِ: ٨٠]
- تفسير المختصر:
تشاهد - أيها الرسول - كثيرًا من الكفرة من هؤلاء اليهود يحبون الكافرين ويميلون إليهم، ويعادونك ويعادون الموحِّدين، ساء ما يُقْدِمُونَ عليه من موالاتهم الكافرين، فإنها سبب غضب الله عليهم، وإدخاله إياهم النار خالدين فيها، لا يخرجون منها أبدًا.
{ وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ }
[سُورَةُ المَائـِدَةِ: ٨١]
- تفسير المختصر:
ولو كان هؤلاء اليهود يؤمنون بالله حقًّا، ويؤمنون بنبيِّه، ما جعلوا من المشركين أولياء يحبُّونهم ويميلون إليهم دون المؤمنين، لأنهم نُهُوا عن اتخاذ الكافرين أولياء، ولكنَّ كثيرًا من هؤلاء اليهود خارجون عن طاعة الله وولايته، وولاية المؤمنين.
{ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ }
[سُورَةُ المَائـِدَةِ: ٨٢]
- تفسير المختصر:
لتجِدنَّ - أيها الرسول - أعظم الناس عداوة للمؤمنين بك، وبما جئت به اليهودَ، لِما هم عليه من الحقد والحسد والكبر، وعبدةَ الأصنام، وغيرهم من المشركين بالله، ولتجِدنَّ أقربهم محبة للمؤمنين بك، وبما جئت به الذين يقولون عن أنفسهم: إنهم نصارى، وقرب مودة هؤلاء للمؤمنين لأن منهم علماء وعبّادًا، وأنهم متواضعون، غير متكبرين، لأن المتكبر لا يصل الخير إلى قلبه.
---
- السراج في بيان غريب القرآن:
﴿قِسِّيسِينَ﴾ عُلَمَاءَ النَّصَارَى.
﴿وَرُهْبَاناً﴾ عُبَّادَ النَّصَارَى.
{ وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ }
[سُورَةُ المَائـِدَةِ: ٨٣]
- تفسير المختصر:
وهؤلاء - كالنجاشي وأصحابه - قلوبهم لَيِّنَةٌ، حيث إنهم يبكون خشوعًا عند سماع ما أُنْزِلَ من القرآن لَمّا عرفوا أنه من الحق، لمعرفتهم بما جاء به عيسى عليه السلام، يقولون: يا ربنا آمنا بما أنزلت على رسولك محمد ﷺ، فاكتبنا - يا ربنا - مع أمة محمد ﷺ التي تكون حجة على الناس يوم القيامة.
* من فوائد الآيات:
• ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر موجب لِلَّعْنِ والطرد من رحمة الله تعالى.
• من علامات الإيمان: الحب في الله والبغض في الله.
• موالاة أعداء الله توجب غضب الله عز وجل على فاعلها.
• شدة عداوة اليهود والمشركين لأهل الإسلام، وفي المقابل وجود طوائف من النصارى يدينون بالمودة للإسلام، لعلمهم أنه دين الحق.
---
- السراج في بيان غريب القرآن:
﴿تَفِيضُ﴾ تَمْتَلِئُ دَمْعًا، فَيَنْسَكِبُ.
﴿الشَّاهِدِينَ﴾ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ عَلَى الأُمَمِ السَّابِقَةِ، وَهُمْ أُمَّةُ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وسلّم.
تطبيق وحي
