
مرعي القرني
February 15, 2025 at 12:16 PM
*النميمة والغيبة من أخطر الآفات الاجتماعية التي تهدد العلاقات الإنسانية وتبث السموم في النفوس وتهدم جسور المحبة بين الناس فكم من مجلس اجتمع فيه الخير ثم فرقته كلمة نمام وكم من علاقة متينة بين جارين أو صديقين أو قريبين مزقتها ألسنة لا تخاف الله تنقل الكلام بغير حق وتغير الحقائق فتفسد الود وتزرع الفتن*
*تصور رجلًا كريمًا دعا ضيفه واحتفى به وأكرمه بما يليق وبعد انفضاض المجلس وانصراف الضيف يأتي أحد الحاضرين وهو ممتلئ بالحقد والحسد فيطعن في الضيف عند المضيف وينسب إليه ما ليس فيه محاولًا تشويه صورته وإيغار صدر المضيف عليه ولأن النمام بارع في دس السم في العسل فقد يجد آذانًا تصدقه وقلوبًا تتأثر بكلماته المسمومة*
*لكن الأيام كفيلة بكشف الحقائق فتمر الأيام ويأتي موقف يظهر معدن الضيف الحقيقي حين يقوم بعمل نبيل يثبت وفاءه وطيب أخلاقه حينها يدرك المضيف أنه وقع ضحية للنميمة وأن من وثق بكلامه لم يكن إلا كاذبًا منافقًا يسعى للإفساد بين الناس*
*النمام شخص خبيث هدفه التفريق بين الأحبة وإفساد العلاقات ومن يستمع للنمام ويصدقه دون تمحيص قد يظلم الآخرين بلا حق والمواقف هي التي تكشف معادن الرجال والحق دائمًا يظهر مهما طال الزمن لذا يجب الحذر من تصديق كل ما يقال والتأكد قبل الحكم على الآخرين*
*إن النميمة والغيبة ليستا مجرد كلمات تقال في غياب الشخص بل هما معاول تهدم العلاقات وتطفئ أنوار المحبة وتؤجج نيران العداوة لذا كان لزامًا على العاقل أن يحذر النمام وألا يكون أذنًا تنقل إليها الفتن بل يكون عونًا على الإصلاح ناشرًا للخير حافظًا للأمانة حتى يسلم من ظلم الناس ويفوز برضا الله*
*مع تحياتي مرعي القرني 16 شعبان 1446 هـ*
👍
1