
مرعي القرني
15 subscribers
About مرعي القرني
نقل كل ماهو مفيد بإذن الله تعالى
Similar Channels
Swipe to see more
Posts

*أحبتي الكرام* *إذا كان ما ننشره في قناتنا على الواتساب ينال إعجابكم ويفيدكم فلا تنسوا دعمنا بالاشتراك والضغط على علامة المتابعة فهذا يشجعنا على الاستمرار في تقديم المحتوى الذي ينفعكم بإذن الله* *تشجيعكم هو الدافع الأكبر لنا وبدعمكم نستمر* *جزاكم الله خيرًا ووفقنا وإياكم لكل خير* *مرعي القرني* *١٦ شعبان ١٤٤٦ هـ*

*العقل هو النعمة العظمى التي ميز الله بها الإنسان عن سائر المخلوقات فهو النور الذي به نميز بين الحق والباطل وهو الميزان الذي نزن به الأمور فلا نغتر بالباطل ولا ننخدع بالزيف ومن قل عقله قل فهمه ومن قل فهمه ضاعت عليه معالم الطريق فتراه يسير في الحياة متخبطا لا يدرك عواقب الأمور ولا يبصر الحق وإن كان شاخصا أمام عينيه* *قلة العقل ليست قلة ذكاء فحسب بل هي ضعف في الإدراك وقصور في التقدير وغياب للحكمة وهؤلاء الذين فقدوا البصيرة يعيشون في عالم من الوهم يرون الحق باطلا والباطل حقا لأنهم لا ينظرون بنور العقل بل يتبعون أهواءهم أو يسيرون خلف كل ناعق بلا تفكر أو تدبر* *أما من أنعم الله عليه بالعقل السليم والبصيرة النافذة فإنه يرى الأمور بوضوح ويميز بين الغث والسمين فلا تستهويه المظاهر الخادعة ولا يضله السراب بل يسير في دروب الحياة بثبات وثقة مستنيرا بنور الحكمة والتعقل* *نسأل الله أن يحفظنا بعقولنا وأن يرزقنا نور البصيرة فلا نغتر بزخرف الدنيا ولا ننخدع بالباطل بل نكون ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه* *مع تحيات مرعي القرني* * *16 شعبان 1446 هـ*

*النظرة الإيجابية للحياة مقابل النظرة التشاؤمية* *الحياة تشبه اللوحة التي نرسمها بأنفسنا فإما أن نملأها بألوان التفاؤل والنور أو نغرقها في ظلال التشاؤم والقتامة الفرق بين الشخص الإيجابي والمتشائم لا يكمن في الظروف التي يمر بها بل في طريقة رؤيته للأحداث وتعاطيه معها* *النظرة الإيجابية للحياة ترى الفرص بدلًا من العقبات فالشخص الإيجابي يؤمن بأن كل تحدٍّ يحمل فرصة للنمو والتعلّم كما أنه يركز على الحلول بدل المشكلات فبدلًا من الانغماس في المشكلة يبحث عن كيفية تجاوزها بأفضل الطرق الإيجابية تمنح طاقة وإصرارًا حيث إن التفاؤل يحفّز العقل والروح للاستمرار رغم الصعوبات كما أنها تجذب النجاح والسعادة فالتفكير الإيجابي يجعل الإنسان أكثر قدرة على تحقيق أهدافه ويؤثر إيجابًا على من حوله* *أما النظرة التشاؤمية للحياة فهي تضخم المشكلات وتقلل من الحلول حيث يرى المتشائم أن كل تحدٍّ هو كارثة لا يمكن تجاوزها كما أنها تبث اليأس والإحباط فالتشاؤم يستنزف طاقة الإنسان ويجعله غير قادر على التقدم إضافة إلى أنها تجذب الفشل والتوتر لأن الشخص عندما يتوقع الأسوأ دائمًا فإنه يبرمج عقله على الفشل والإحباط كما أن النظرة التشاؤمية تؤثر سلبًا على الصحة والعلاقات فالتشاؤم يؤدي إلى التوتر والقلق مما ينعكس على الصحة النفسية والجسدية ويجعل العلاقات مع الآخرين أكثر توترًا* *للتحول من التشاؤم إلى الإيجابية يجب تغيير طريقة التفكير من خلال التركيز على الجوانب المشرقة وتذكّر أن كل موقف يحمل درسًا مفيدًا كما يجب أن يحيط الإنسان نفسه بأشخاص إيجابيين لأن الصحبة الجيدة تلهمه وتدفعه للتفكير بطريقة أفضل ممارسة الامتنان يوميًا تساعد في تعزيز التفاؤل حيث يحاول الشخص أن يجد أشياء يشكر الله عليها إضافة إلى ذلك يجب الابتعاد عن التذمر فبدلاً من الشكوى من الظروف ينبغي البحث عن طرق لتحسين الأمور كما أن تعلم الدروس من الفشل أمر مهم فالفشل ليس النهاية بل هو خطوة نحو النجاح* *الحياة ليست دائمًا سهلة ولكن رؤيتنا لها تحدد مدى سعادتنا ونجاحنا فيها النظرة الإيجابية تجعلنا نعيش الحياة بفرح وأمل بينما التشاؤم يثقل أرواحنا ويمنعنا من الاستمتاع باللحظات الجميلة الخيار بأيدينا دائمًا* *مع تحيات مرعي القرني ١٨ شعبان ١٤٤٦*

*النميمة والغيبة من أخطر الآفات الاجتماعية التي تهدد العلاقات الإنسانية وتبث السموم في النفوس وتهدم جسور المحبة بين الناس فكم من مجلس اجتمع فيه الخير ثم فرقته كلمة نمام وكم من علاقة متينة بين جارين أو صديقين أو قريبين مزقتها ألسنة لا تخاف الله تنقل الكلام بغير حق وتغير الحقائق فتفسد الود وتزرع الفتن* *تصور رجلًا كريمًا دعا ضيفه واحتفى به وأكرمه بما يليق وبعد انفضاض المجلس وانصراف الضيف يأتي أحد الحاضرين وهو ممتلئ بالحقد والحسد فيطعن في الضيف عند المضيف وينسب إليه ما ليس فيه محاولًا تشويه صورته وإيغار صدر المضيف عليه ولأن النمام بارع في دس السم في العسل فقد يجد آذانًا تصدقه وقلوبًا تتأثر بكلماته المسمومة* *لكن الأيام كفيلة بكشف الحقائق فتمر الأيام ويأتي موقف يظهر معدن الضيف الحقيقي حين يقوم بعمل نبيل يثبت وفاءه وطيب أخلاقه حينها يدرك المضيف أنه وقع ضحية للنميمة وأن من وثق بكلامه لم يكن إلا كاذبًا منافقًا يسعى للإفساد بين الناس* *النمام شخص خبيث هدفه التفريق بين الأحبة وإفساد العلاقات ومن يستمع للنمام ويصدقه دون تمحيص قد يظلم الآخرين بلا حق والمواقف هي التي تكشف معادن الرجال والحق دائمًا يظهر مهما طال الزمن لذا يجب الحذر من تصديق كل ما يقال والتأكد قبل الحكم على الآخرين* *إن النميمة والغيبة ليستا مجرد كلمات تقال في غياب الشخص بل هما معاول تهدم العلاقات وتطفئ أنوار المحبة وتؤجج نيران العداوة لذا كان لزامًا على العاقل أن يحذر النمام وألا يكون أذنًا تنقل إليها الفتن بل يكون عونًا على الإصلاح ناشرًا للخير حافظًا للأمانة حتى يسلم من ظلم الناس ويفوز برضا الله* *مع تحياتي مرعي القرني 16 شعبان 1446 هـ*

*أحبتي الكرام* *إذا كان ما ننشره في قناتنا على الواتساب ينال إعجابكم ويفيدكم فلا تنسوا دعمنا بالاشتراك والضغط على علامة المتابعة فهذا يشجعنا على الاستمرار في تقديم المحتوى الذي ينفعكم بإذن الله* *تشجيعكم هو الدافع الأكبر لنا وبدعمكم نستمر* *جزاكم الله خيرًا ووفقنا وإياكم لكل خير* *مرعي القرني* *١٥ شعبان ١٤٤٦ هـ*

*التقاليد والتطور بين التمسك بالماضي والانفتاح على المستقبل* *في كل مجتمع هناك فئة من الناس تعيش على العادات والتقاليد دون مراجعة أو تفكير معتقدين أن كل ما ورثوه من الأجداد مقدس لا يقبل التغيير هذه الفئة ليست فقط متمسكة بماضيها بل تحارب كل جديد وتعتبر أي تطور أو تقنية تهديدا مباشرا لهويتها المفارقة أن هؤلاء أنفسهم الذين يقاومون الحداثة غالبا ما يكونون أول المستفيدين منها عندما تصبح واقعًا مفروضًا لكنهم في البداية يكونون معول هدم لكل تقدم معرقلين لعجلة التطور ومعززين لمفاهيم الجهل والتخلف في المجتمع* *العادات والتقاليد هل هي مقدسة التقاليد ليست جميعها سيئة فهي تشكل جزءًا من هوية المجتمعات وتساعد في ترسيخ القيم والأخلاق ولكن المشكلة تبدأ عندما تتحول هذه العادات إلى قيود تمنع التقدم فيصبح الحفاظ عليها غاية بحد ذاتها حتى لو كانت تعيق التطور يقول الفيلسوف الإنجليزي جون ستيوارت ميل التقاليد ليست سببًا كافيًا لتبرير استمرار أي ممارسة بل يجب تقييمها وفقًا لمنطق العصر فعلى سبيل المثال كانت مجتمعات كثيرة ترى أن تعليم المرأة أمر غير ضروري وكانت هذه الفكرة جزءًا من التقاليد لكن مع مرور الزمن أثبتت التجارب أن تقدم أي مجتمع مرهون بتعليم المرأة والرجل معًا اليوم لا يمكن تصور أي مجتمع متطور يرفض تعليم النساء بحجة الحفاظ على العادات* *لماذا يخشى البعض من التغيير الخوف من التغيير أمر طبيعي خاصة عندما يكون الإنسان نشأ في بيئة تعودت على نمط معين من الحياة لكن المشكلة تتفاقم عندما يتحول هذا الخوف إلى مقاومة شرسة لكل جديد ليس بناءً على دراسة أو تفكير منطقي بل لمجرد أنه مختلف عن المألوف علماء النفس يفسرون هذا السلوك على أنه رهبة من المجهول حيث يفضل البعض البقاء في منطقة الراحة بدلا من المخاطرة بخوض تجربة جديدة على سبيل المثال عندما بدأ استخدام السيارات في بعض الدول كانت هناك فئات رافضة تمامًا لها وكانوا يصفونها بأنها شيطانية لأنها لم تكن جزءًا من العادات المتوارثة لكن مع مرور الوقت أصبحت السيارة ضرورة لا غنى عنها واعتمدها حتى أكثر الناس تمسكا بالماضي* *أمثلة على مجتمعات تخلصت من الجمود وتقدمت هناك العديد من المجتمعات التي استطاعت التوفيق بين الحفاظ على هويتها الثقافية والانفتاح على التطور على سبيل المثال اليابان هذا البلد استطاع أن يحافظ على تقاليده العريقة مثل احترام الكبار والانضباط وفي الوقت نفسه أصبح من أكثر الدول تطورًا في التكنولوجيا والصناعة لم يكن ذلك ممكنًا لو تمسكت اليابان بالجمود ورفضت التحديث الإمارات العربية المتحدة خلال عقود قليلة تحولت من مجتمع بدوي يعتمد على صيد اللؤلؤ إلى دولة متقدمة تكنولوجيًا دون أن تفقد هويتها العربية والإسلامية سنغافورة دولة صغيرة استطاعت أن تصبح واحدة من أكثر الدول تطورًا بفضل تقبلها للحداثة مع الاحتفاظ بتقاليدها الثقافية المتنوعة* *كيف نوازن بين التقاليد والتطور الحل ليس في رفض العادات كليًا ولا في التمسك بها دون وعي بل في مراجعتها وتطويرها بما يخدم المجتمع يمكن اتباع بعض الخطوات لتحقيق هذا التوازن التفكير النقدي يجب أن يكون هناك وعي بأن ليس كل ما ورثناه صحيحًا بل يجب تقييمه بعقلانية الاستفادة من التكنولوجيا يمكن استخدام التقنية لتطوير العادات المفيدة مثل نشر المعرفة والتعليم الرقمي بدلاً من رفضها بحجة أنها غريبة عن المجتمع التعليم والتوعية كلما زاد وعي الناس قل خوفهم من التغيير وأصبحوا أكثر قدرة على التمييز بين ما يستحق البقاء وما يجب تغييره* *إن المجتمعات التي تعيش أسيرة لعاداتها دون مراجعة تظل متأخرة عن ركب الحضارة بينما المجتمعات التي تتعامل مع الماضي بعقلانية وتنفتح على المستقبل هي التي تحقق التقدم المشكلة ليست في التقاليد ذاتها بل في طريقة التعامل معها فإما أن تكون عامل بناء أو تكون سببًا في التخلف ولكي ننهض بمجتمعاتنا علينا أن نكون قادرين على التمييز بين العادات التي تساعدنا على التقدم وتلك التي تعيق تطورنا لأن المستقبل لا ينتظر من يعيش في الماضي*

*ظاهرة خطيرة جدا وهي تندرج تحت الدجل الطبي* *حيث يستغل بعض الاشخاص جهل العامة او حاجتهم الى الامل في علاج الامراض المستعصية لماذا ينجح هؤلاء المدعون في اقناع الناس اللعب على وتر الامل لدى المرضى وخاصة من يعانون امراضا مزمنة يكونون في حالة ضعف نفسي مما يجعلهم يبحثون عن اي بصيص امل حتى لو لم يكن مبنيا على دليل علمي غياب وهوالوعي العلمي الكثير من الناس لا يفرقون بين البحث العلمي الموثوق وبين الادعاءات الشخصية غير المثبتة التسويق العاطفي والتجارب الشخصية يستخدم هؤلاء قصصا ملفقة او تجارب غير موثقة لاقناع المتابعين بان علاجهم ناجح مع عدم وجود رقابة كافية بعض المنصات لا تراقب المحتوى الصحي المضلل بشكل فعال مما يترك المجال مفتوحا لهذه الادعاءات ما المخاطر الحقيقية لهذه الظاهرة ترك العلاج الطبي الصحيح بعض المرضى يتوقفون عن العلاج الطبي الموثوق ويعتمدون على هذه الخرافات مما يؤدي الى تفاقم حالتهم او حتى الوفاة الاضرار الصحية بعض الاعشاب او العلاجات التي يروج لها هؤلاء قد تكون سامة او تتفاعل بشكل خطير مع الادوية الاخرى الاستغلال المالي بعضهم يستغل ثقة الناس لبيع منتجات عديمة الفائدة باسعار مرتفعة كيف نحارب هذه الظاهرة التوعية العلمية نشر الوعي حول اهمية الطب المبني على الادلة وتوضيح الفرق بين البحث العلمي والادعاءات العشوائية التبليغ عن المحتوى المضلل منصات التواصل الاجتماعي تسمح بالتبليغ عن المعلومات الصحية الخاطئة ويجب استغلال ذلك تشجيع التفكير النقدي على الناس ان يتعلموا طرح الاسئلة الصحيحة مثل هل هذا العلاج مدعوم بدراسات علمية موثوقة هل تمت تجربته سريريا تحت اشراف مختصين لماذا لا تعترف به الهيئات الصحية الرسمية دور الجهات الرسمية يجب ان تفرض الحكومات عقوبات على من يروجون لمثل هذه الاكاذيب كما تفعل مع الادوية المزيفة الخلاصة انتشار مثل هذه الادعاءات هو مؤشر خطير على ضعف الثقافة العلمية في بعض المجتمعات وهو استغلال مباشر لحاجة الناس لا يمكن قبول اي علاج الا بعد ان يمر بجميع المراحل العلمية المعتمدة واي ادعاء خارج هذا الاطار هو مجرد وهم قد تكون عواقبه قاتلة* *مع تحيات مرعي القرني ١٩ شعبان ١٤٤٦ هـ*

*الرزق بين العجلة والصبر* *ليس كل رزق تهفو اليه النفس سيكون فيه صلاح لصاحبه فالله يوزع الارزاق بحكمته ويعلم ما يصلح لكل انسان وقد يكون في تأخير الرزق خير لا يدركه العبد في وقته لذلك لا ينبغي للانسان ان يحزن على ما فاته ولا ان يتعجل ما لم يأت اوانه* *قد يسعى المرء خلف مال او منصب او فرصة معتقدا انها مصدر سعادته لكن الله قد يمنعها عنه رحمة به لانها قد تكون سببا في شقائه او انحرافه عن الطريق القويم فكثيرا ما يأسف الانسان على امر لم يتحقق ثم يكتشف بعد حين ان في عدم حصوله خير عظيم* *عدم الحزن على ما فات من رزق من صفات المؤمن المتوكل على الله فهو يعلم ان الله لا يمنع عنه شيئا الا لحكمة ولا يعطيه الا لما فيه خير له في دنياه وآخرته وكذلك التعجل في طلب الرزق قد يدفع الانسان الى اتخاذ قرارات غير صائبة او السعي بطرق غير مشروعة فيقع في مشقة لم يكن يدركها ولو انه صبر وانتظر لجاءه رزقه في وقته المناسب وبالطريقة التي كتبها الله له* *الرزق ليس مالا فقط بل يشمل الصحة والعافية والراحة والبركة فمن ادرك ذلك عاش راضيا مطمئنا لا يحزن على ما فاته ولا يستعجل ما لم يأت بعد فقد قال الله تعالى وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون*

*الأخلاق والطيبة: جوهر الإنسان الذي لا يُشترى* *في عالمنا المتسارع والمليء بالتنافس والسعي وراء المناصب والثروات تظل الأخلاق والطيبة من أسمى القيم الإنسانية التي لا يمكن أن تُكتسب بالمال أو العلم وحده فهما ليستا حرفة تتعلم أو مهارة تكتسب بالممارسة فقط بل هما هبة من الله يمنحها لمن يشاء من عباده قد تجد هذه الصفات في قلب عامل نظافة بسيط بينما قد تفتقدها في شخص يحمل أرفع الشهادات وأعلى المناصب.* *الأخلاق ليست بالمظهر بل بالمخبر* *كثيرا ما نخدع بالمظاهر فنظن أن صاحب المنصب العالي أو الشخص المتعلم لا بد أن يكون مثالا للأخلاق والاحترام لكن الواقع يثبت لنا العكس أحيانا فالأخلاق لا تقاس بالشهادات أو المكانة الاجتماعيةبل تقاس بطريقة تعامل الإنسان مع الآخرين قد يكون هناك عالم أو طبيب لديه معرفة واسعة لكنه يفتقر إلى حسن التعامل فتجده يتكبر أو يسيء إلى من هم دونه وفي المقابل قد نجد شخصا بسيطا مثل عامل النظافة يمتلك قلبا نقيًا يعامل الناس بلطف واحترام فتحبه القلوب ويحترمه الجميع.* *القيمة الحقيقية للإنسان تكمن في أخلاقه* *الأخلاق هي التي تصنع الفارق بين الناس وهي التي تحدد مكانتهم الحقيقية في قلوب الآخرين قد ينسى الناس علمك أو مالك لكنهم لا ينسون طريقة تعاملك معهم لهذا لا عجب أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق فجعل الأخلاق جوهر الرسالة التي جاء بها.* *الأشخاص الطيبون هم الذين يتركون أثرًا جميلًا في حياة غيرهم، ليس لأنهم أغنياء أو متعلمين بل لأنهم يحسنون التعامل مع الآخرين كم من شخص بسيط لا يملك شيئا من متاع الدنيا لكنه يمتلك قلبا نقيا ولسانا عذبا يجعل من حوله يشعرون بالراحة والأمان.* *الأخلاق في ميزان النجاح الحقيقي* *قد يعتقد البعض أن النجاح يقاس بالمال أو المناصب لكن النجاح الحقيقي هو أن تكون إنسانا محبوبا ومحترما من قبل الآخرين فالشهرة والثروة قد تزولان لكن السيرة الحسنة تبقى خالدة هناك أشخاص رحلوا عن الدنيا لكن ذكراهم الطيبة ما زالت حاضرة بسبب أخلاقهم الحسنة وهناك من يمتلكون الكثير لكن لا أحد يذكرهم بخير بسبب سوء تعاملهم.* *سبحان واهب الأخلاق* *الأخلاق رزق من الله وهي من أعظم النعم التي يمكن أن ينعم بها على الإنسان فمن أوتي الأخلاق الحسنة فقد أوتي خيرا كثيرالأنها تعبر عن جوهره الحقيقي فالإنسان قد يولد غنيا أو فقيرا لكنه لا يولد بأخلاقه بل يكتسبها من بيئته وتربيته وإيمانه وهذا ما يجعل البعض يتفوقون في أخلاقهم رغم بساطتهم بينما يخسرها آخرون رغم علمهم وثرواتهم.* *الخاتمة* *في النهاية يبقى الدرس الأهم أن الأخلاق والطيبة لا تحتاج إلى ذكاء خارق أو منصب عال بل تحتاج إلى قلب صادق ونية طيبةفاز بها عامل نظافة وخسرها عالم ودكتور لأن الأخلاق لا تباع ولا تشترى بل تكتسب وتغرس في النفوس فطوبى لمن حسّن الله خلقه وجعل حسن التعامل زاده في هذه الحياة فإنما تبقى الأخلاق ويبقى أثرها وكل شيءٍ سواها إلى زوال.* *مع تحيات مرعي القرني* *16 شعبان 1446 هـ*

*تجاهل بحكمة تعش بسلام* ___________________ *تجاهل بحكمة تعش بسلام في عالم مليء بالتناقضات قد يكون التجاهل فنًّا لا يتقنه الكثيرون فليس كل معركة تستحق خوضها ولا كل رأي يستحق الرد عليه أحيانا يكون الصمت أقوى من ألف كلمة والتجاهل أبلغ من أي جدال تجاهل لا عن ضعف ولكن عن وعي فبعض المواقف لا تزيدك إلا إنهاكًا وبعض الأشخاص لا يجلبون إلا الطاقة السلبية إن وقفت عند كل موقف ستتعب وإن راجعت كل كلمة ستكره الجميع لكن لا تجعل التجاهل قاعدة مطلقة بل استخدمه بحكمة تجاهل المنافقين ولكن لا تتجاهل الحق تجاوز الصغائر ولكن لا تمرر الظلم كن مرنا لكن لا تفقد مبدأك الحياة أقصر من أن تستهلك في الردود وأغلى من أن تنفق على من لا يستحق فاختر معاركك بعناية واترك ما لا يليق بمقامك وراء ظهرك فالتجاهل أحيانا بحد ذاته انتصار* *مرعي القرني ١٥ شعبان ١٤٤٦ هـ*