الكتاب الشهري
January 31, 2025 at 03:55 AM
*من حِكَم وفوائد الاجتماع للعبادات:* قال السعدي رحمه الله: *اعلم أن الشارع من حكمته ومحاسن شرعه، شرع للمسلمين الاجتماع للصلوات وأنواع التعبدات، وهو:* -◂ *إما اجتماعٌ خاصٌّ،* كاجتماع أهل المَحالِّ المتقاربة لجماعة *الصلوات الخمس.* -◂ *وإما اجتماعٌ عامٌّ* يجتمع فيه أهل البلد في مسجدٍ واحدٍ *للجمعة.* -◂ *وإما اجتماعٌ أعمُّ من ذلك،* كاجتماع أهل البلد رجالهم ونسائهم أحرارهم وأرقائهم *في الأعياد.* -◂ *وإما اجتماعٌ أعمُّ من ذلك كله،* كاجتماع المسلمين من جميع أقطار الأرض *في عرفة ومناسك الحج.* ¤ *وفي هذه الاجتماعات من الحِكَم والأسرار ومحاسن الشريعة ومصلحة الأمة ما لا يُعدُّ ولا يُحصى:* فمنها: *إظهار شعائر الدين وبروزها مشاهَدًا جمالها عند الموافقين والمخالفين؛* فإن الدين نفسه وشعائره من أكبر الأدلة على أنه الحق... فوقوف الخلق على حقيقة دين الإسلام وشرحه لإفهام الناس كافٍ وحده لكل منصفٍ قصده الحقيقة لمحبته وبيان أنه لا دين إلا هو، وأن ما خالفه فهو باطلٌ... ومنها: أن *حقائق هذه العبادات لا تحصل بدون الاجتماعات المذكورة،* فالحِكَم التي شُرعت لأجلها متوقفةٌ على هذا الاجتماع. ومنها: أن *اجتماع الخلق لهذه العبادات من أعظم محبوبات الرب؛ لما فيها من تنشيط العباد إلى عبادة ربهم، وزيادة رغبتهم، وتنافسهم في قربه، وحصول ثوابه، وسهولة العبادة عليهم وخِفَّتها،* وكثرة ما تشتمل عليه من الانكسار لعظمة الرب، والتذلل له والتضرع وخشوع القلوب، وحضورها بين يدي الله، واجتماعهم على طلبهم من ربهم مصالحهم العامة المشتركة والخاصة. إرشاد أولي البصائر والألباب (ص ١١٦ - ١١٨).
👍 2

Comments