الكتاب الشهري
January 31, 2025 at 04:39 PM
*تتمة في بيان بعض حِكَم وفوائد الاجتماع للعبادات:*
قال السعدي رحمه الله:
ومنها: *ما في اجتماع المسلمين من قيام الألفة والمودة؛ لأن الاجتماع الظاهر عنوان الاجتماع الباطن،* وتفكيرهم في مصالحهم، والسعي للعمل لها، وتعليم بعضهم بعضًا، وتعلُّم بعضهم من بعضٍ.
*فالعلم الذي لا بد منه للصغير والكبير والذكر والأنثى فد تكفَّلت هذه الاجتماعات بحصوله،* ولولا هذه الاجتماعات لم يعرف الناس من مبادئ دينهم وأصوله شيئًا إلا أفذاذًا منهم؛ ولهذا كان الوافد يَفِد إلى النبي ﷺ ويسأله عن الصلوات الخمس، فيأمره بحضور الصلاة معه يومًا أو يومين، ثم ينصرف من عنده فاهمًا لصلاة النبي ﷺ، وقال: *«صلُّوا كما رأيتموني أُصلِّي».*
*وقد حجَّ النبي ﷺ بعد فرْض الحج مرةً واحدةً، وحجَّ معه المسلمون، وقال: «خذوا عني مناسككم»،* فانصرف الناس آخذين عن نبيهم ﷺ أحكام الحج الكلية والتفصيلية.
*والتعليم العملي أبلغ من التعليم القولي، والجمع بينهما أكمل.*
ومنها: أن *في هذه الاجتماعات من معرفة مراتب المسلمين، وما هم عليه من العلم والدين والأخلاق، والمحافظة على الشرائع أو غير ذلك من أعظم الفوائد المميزة؛ لتحصل معاملتهم بحسب ذلك،* ولولا هذا الاجتماع لكان ناقص الدين قليل الاهتمام به يتمكن من ترك شرائعه، ولا يمكن إلزامه بها، وفي ذلك من مضرته ومضرة العموم ما فيه.
إرشاد أولي البصائر والألباب (ص ١١٨ - ١١٩).
👍
1