الكتاب الشهري
February 7, 2025 at 02:50 PM
*الأمور التي تفترق فيها أنساك الحج الثلاثة:* قال السعدي رحمه الله: ما تجتمع فيه الأنساك الثلاثة وما تفترق، *فإذا عُرِفَ ما به تفترق، واستُثنِيَ بالقاعدة الكلية: عُلِمَ أن الباقي مُشترَكٌ بينها.* *فأول ما تفترق به: وجوب الدم على المُتمتِّع والقارن،* دون المُفرِد... *والثاني: أن المُفرِد لم يحصل له إلا نُسُكٌ واحدٌ،* والعمرة إلى الآن لم يَأْتِ بها، بخلاف المُتمتِّع والقارن. *والثالث: أن المُتمتِّع عليه طوافان: طوافٌ لعمرته، وآخرُ لحجته.* والمُفرِد والقارن إنما عليهما طوافٌ واحدٌ، طوافٌ للحج فقط، في المُفرِد ظاهرٌ، والقارن تدخل عمرته بحجته، وتكون الأفعال واحدةً... *الرابع: أن المُتمتِّع يَحِلُّ من عمرته حِلًّا تامًّا لا يمنعه مِن الحِلِّ إلا سَوْق الهدي،* والمُفرِد والقارن يبقيان على إحرامهما. *الخامس: أن الحائض والنُّفَساء إذا قَدِمَتا للحج ولا يمكنهما الطُّهْر إلا بعد فوات الوقوف: تعيَّن عليهما الإحرام بالإفراد أو القِران أو قلب نية العمرة قِرانًا، وتمتنع عليهما العمرة المُفرَدة؛ لتعذُّرِها في هذه الحال.* وكذلك مَن لا يمكنه أن يأتي بالعمرة قبل فوات الوقوف. وهذا الفرق الأخير راجعٌ لعدم القدرة على هذا النُّسُك. *السادس: أن المُفرِد بالحج يُشرَع له أن يفسخ نيتَه ويجعلَها عمرةً،* والمُتمتِّع والقارن لا يُشرَع لهما جعلُها إفرادًا إلا في حال التعذُّر للعمرة... *السابع: أن المُفرِد والقارن يُشرَع لهما أولَ ما يَقدمان البيتَ طوافُ قدومٍ،* والمُتمتِّع يكفيه طواف العمرة عن طواف القدوم؛ لاجتماع عبادتين من جنسٍ واحدٍ فتَداخَلَتا. كما أن أفعال القارن كلَّها واحدةٌ لا يحتاج أن يُفرِد حجتَه بأفعالٍ وعمرتَه بأخرى، فالأفعال صارت للحج واندرجت العمرة فيه، والله أعلم. إرشاد أولي البصائر والألباب (ص ١٥٥ - ١٥٦).
👍 1

Comments