الكتاب الشهري
February 13, 2025 at 09:59 PM
*حكم الصُّلْح وفائدتُه:*
قال السعدي رحمه الله:
*الصلح مِن أعمِّ الأمور وأوسعها دائرةً، ويدخل في أمورٍ كثيرةٍ، وفوائده لا تُعَدُّ كثرةً،* قال تعالى: *﴿وَالصُّلْحُ خَيْرٌ﴾* [النساء: ١٢٨].
¤ *فيقع الصلح بين المسلمين وأهل الحرب:*
》فيُجتنى منه راحة المسلمين وإجمامهم لقتال أعدائهم في وقت الفرصة،
》ويحصل من اختلاط المسلمين بالكفار من المصالح وبيان محاسن الإسلام ما يوجِب لكثيرٍ من المُنصِفين الدخول فيه،
》ويحصل من المصالح الدينية والدنيوية شيءٌ كثيرٌ.
¤ *ويقع الصلح بين أهل العدل وأهل الظلم والبغاة؛* فينكفُّ بسببه شرٌّ كثيرٌ، وربما حصل خيرٌ كثيرٌ.
¤ *ويقع بين الناس في الدماء والجروح ونحوها؛* فيحصل من العفو والتغاضي عن الحقوق وإطفاء الشر، وحصول مقابل ذلك شيءٍ من المال تأنس به النفوس ويسهل عليها ترك الأخذ بالثأر.
¤ *ويقع بين الزوجين عند المُشاقَّة والمُخاصمة؛* فيحصل الالتئام، وتزول أسباب الشر، ويتراجع الزوجان إلى العِشْرة المأمور بها.
¤ *ويقع بين الأصحاب المُتهاجرين المُتنافرين؛* فتتدانى القلوب بعد بُعدِها ويزول نفارُها.
*ولذلك لم يرخص النبي ﷺ في الكذب إلا في الحرب، وحديث الرجل لها مؤانسةً، والإصلاح بين الناس؛ لعِظَم نفعِه وجزيل وَقْعِه.*
¤ *ويقع الصلح بين الناس حين تقوم الفتن؛* فيَحسم الفتن والشرور؛ لهذا جعل الشارع للمُصلِح بين الناس نصيبًا من الزكاة، ولو كان غنيًّا؛ حَثًّا لهم على الإصلاح بكل طريقٍ.
*وهذه الإصلاحات إذا وقعت عادلةً لا جَوْرَ فيها على واحدٍ من الطرفين، وأحسَنَ الداخلُ فيها الطريقَ المُوصِلةَ إلى ذلك = حصل المقصود بسرعةٍ وانحَسَم الشر.*
فإذا دخلها الهوى والظلم على أحد الطرفين، أو سُلِكَتْ طُرُقٌ لا توصِل إليها = انعكست ولم يحصل منها المقصود، وإن حصل فما أسرع زوالَه؛ *ولهذا أمر الله بالإصلاح بالعدل والإحسان فيه،* والله أعلم.
¤ *ويقع الصلح بين الناس في الأموال والمعاملات، وهو مُراد الفقهاء بذكر باب الصلح المتعلق بالمعاملات، وهو كله جائزٌ إلا صلحًا أحلَّ حرامًا أو حرَّم حلالًا كما ورد به الأثر.*
إرشاد أولي البصائر والألباب (ص ١٩٩ - ٢٠٠).
👍
1