الكتاب الشهري
February 14, 2025 at 01:36 PM
*ما الصور التي يُباح للإنسان فيها الأكل والتصرُّف بمال الغير بدون إذنٍ؟* قال السعدي رحمه الله: *اعلم أن الأصل احترام أموال الناس، فلا يَحِلُّ لأحدٍ مالُ غيرِه إلا بطِيب نفسِه.* *وطِيب النفس نوعان:* ① *إذنٌ لفظيٌّ، وهذا ظاهرٌ، وليس هو المسؤول عنه.* ② *ونوعٌ عُرْفِيٌّ، وهو الذي وقع السؤال عليه، فمتى دلَّ الدليل العُرفي على رضا الإنسان في الأكل من ماله أو التصرُّف فيه: جاز ذلك.* وقد دلَّ على هذا الأصل قوله تعالى: *﴿وَلَا عَلَى أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُوا مِن بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ﴾* إلى آخر الآية [النور: ٦١]، فهذا الأكل من دون إذنٍ صريحٍ؛ لأن هؤلاء المذكورين قد جرى العرف والعادة برضاهم؛ ولذلك قال الأصحاب: *ولِزوجةٍ وكلِّ مُتصرِّفٍ في بيتٍ أن يتصدق منه بما لا يَضُرُّ كرغيفٍ ونحوِه.* ومن هذا: *التقاط ما سقط من الحصاد للزرع، وما سقط من النخيل؛ حيث جرت به العادة.* ومن هذا الباب: *الأكل من الأشجار التي لا حافظَ عليها ولا حائطَ،* من غير صعود شجرةٍ ولا رميها بحجرٍ، ومن الزرع الذي يَمُرُّ به، وشرب لبن الماشية. *كل هذا مُقيَّدٌ بالعرف، فحيث جرى العرف بعدم المسامحة في شيءٍ من ذلك: مُنِعَ؛ لعدم وجود السبب المُبيح.* ومن هذا: *ذوق الطعام عند الشراء تجربةً له، أو الأكل منه إذا جرت العادة بالمسامحة،* كمَن يكتال تمرًا فيأكل منه قبل أن يدخل ملكَه، فقد جرت عادة الناس في المسامحة به. إرشاد أولي البصائر والألباب (ص ٢٠٩ - ٢١٠).
👍 1

Comments