
الشيخ أيمن أبوالحسن العلي
January 31, 2025 at 01:25 PM
ٰ
🏵️ *الفتاوى الشرعية* 🏵️
🔳 *هل المعصية تحجب الدعاء؟* 🔳
📚 *فتوى (٢٣ /١٤٤٦هـ )*
༺༻ ❁ ༺༻
▪️ *السؤال* :
*هل المعصية تحجب وترد استجابة الدعاء؟*
༺༻ ✿ ༺༻
▫️ *الجواب* :
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد... أما بعد:
ليس هناك نص عام في منع إجابة دعاء العاصي، فيما أعلم .. وإنما يكون المرء أقرب لإجابة الدعاء كلما كان أقرب إلى ربه طاعة وامتثالا، وهذا حال عام، ولا يمكن أن يقال: أن دعاء صاحب المعصية محجوب مطلقا؛ إذ الخلق كلهم مذنبون على تفاوت بينهم، (كل بني آدم خطاء) .. و «خطَّآء» صيغة مبالغة، يعني كثير الخطأ، فلو حُجب الدعاء عن العاصي لحجب عن عامة الخلق.
قال الإمام سفيان بن عُيينة -رحمهُ الله-: لا يمنعنّ أحدَكم من الدعاء ما يعلمُه من نفسه، فإن الله تعالى أجاب شرّ المخلوقين إبليس إذ: { قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ . قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ }.
والدعاء في نفسه عبادة جليلة قال تعالى: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم} . وهذه الآية عامة.
وفي البخاري قال ﷺ: (ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟). وهذا أيضا عام لم يخصه شيء.
وأما ما جاء في حديث "مسلم" عن النبي ﷺ قال: (... يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ، ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ يَا رَبِّ يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ). رواه مسلم.
فهذا الحديث فيه أن التوسع في كسب الحرام والتغذي به يكون من جملة موانع الإجابة، ولكن هذا المانع قد يوجد ما يمنعه مما هو أقوى منه في الاستجابة. ومعلوم أن الدعاء ليس مجرد ألفاظ تقال باللسان، فاللداعي أحوال كثيرة تعتريه، وقد يحف دعاءه توبة وندم، أو لهفة وطمع، أو ذل وتعظيم لجلال الله، أو ضرورة وشدة، وغيرها من المعاني القلبية ما تكون أقوى من المانع، وقد يكون المانع أقوى منها، فتلك أحوال لا تنضبط لدقتها.
وقد استجاب الله دعاء المشركين كما في قوله تعالى: {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ}. وهذه الاستجابة قد تكون نوع ابتلاء وامتحان لهم، وهكذا قد يستجيب الله دعاء العاصي إما لغلبة الطاعة عليه في حاله، أو امتحانا له بنعمة الله {وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}. وذلك إما لبلوغ الحجة عليه، أو لعله يستحيي فيتوب، والله أعلم بما يصلح عباده، وهو الحكيم الخبير.
💎 *الخلاصة* 💎
*هناك أسباب يرجى معها الإجابة وأحوال قد تكون من موانع الإجابة، فهذه أحوال قد تتخلف عن مقتضاها بحسب ما يعارضها مما هو أقوى منها. وليس هناك نص عام في حجب الدعاء عن صاحب المعصية. وكلما كان المرء لربه أقرب طاعة وإخلاصا كلما كان دعاؤه أقرب إجابة*
༺༻ ✿ ༺༻
✍🏻 *أجـاب عنـه*
*شيخنا الفاضل:*
*أبو الحسن أيمن بن عبد الله العلي -حفظه الله تعالى-*
🔉 *للأسئلة عبر الواتس فقط*
📱 *٧٧٧٨١٠٣٨٣* 📱
https://t.me/ayalaly
👍
❤️
🤲
4