
الشيخ أيمن أبوالحسن العلي
February 4, 2025 at 05:36 AM
[مـودةً ورحـمةً]
قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً}.
▫️ العلاقة الزوجية تقوم على ركيزتين يكمل أحدهما الأخرى؛ لتحقيق (السكن) وهي الراحة والسعادة والأمن:
الركيزة الاولى: (المودة)، وهي المحبة المحركة نحو المحبوب وإسعاده وطاعته والتمتع به. وكأي اثنين تجمع بينهما المودة، فإنه يفرق بينهما الخلاف الذي ينشأ تارة من تنازع الحقوق، وتارة من فتور العلاقة، وتارة من جهة الخلاف المادي، وتارة من الغيرة، وغيرها من بواعث الخلاف ومنغصات السعادة الكثيرة. وهذا شيء طبعي حتى بين الإخوة والقرابات والأصدقاء، {وَأُحْضِرَتِ الْأَنفُسُ الشُّحَّ}. فهنا وخاصة في العلاقة الزوجية -لأنها مصيرية- تأتي:
الركيزة الثانية: (الرحمة): وهي الحاملة على التجاوز وعدم المشاحة، وهي العطف الجميل والسخاء بالحق، والإشفاق من الضعف وقلة الحيلة، ومن العجز عن الوفاء بما يتطلبه الزوج من زوجه. فكانت الرحمة كاللُحمة تصل ما يتقطع من حبال الود، وتعيد نسج الوئام بحسن التغاضي والمروءات والإحسان، وعدم الاستقواء بمقاطع الحقوق. بهذين العمودين (المودة والرحمة) تسير الأسرة وسائر العلاقات الاجتماعية في طريق السعادة والاستقرار رغمًا عن كل العوائق النفسية والمادية.
الشيخ/ أيمن أبو الحسن العلي
#منصة_قيم
❤️
2