
منير علي قندل
February 12, 2025 at 08:59 PM
كلام في غاية الأهمية:
ما أجمل كلام الفقهاء:
إن سألَ سائلٌ عن قوله ﷺ: «سباب المسلم فسق، وقتاله كفر».
وقوله ﷺ: « لا يؤمنُ مَن لا يَأْمَنُ جاره بوائقه».
وقوله ﷺ: «لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضُكم رقاب بعض».
وقوله ﷺ: «الطَّيرة شرك».
وقوله ﷺ: «من حلف بغير الله فقد كفر».
وقوله ﷺ: «يقول الله تعالى: أصبح من عبادي مؤمن بي كافر بالكوكب ، ومؤمن بالكوكب كافر بي».
وأن معنى ذلك أنَّ من فعل شيئاً من ذلك.. فقد استنَّ سنَّةَ الكفَّار، وتخلَّق بأخلاقهم، وهذا جائزٌ مستعملٌ في اللغة ، وهذا مثل قوله ﷺ: «من صام الدهر فلا صام ولا أفطر»، ومعلومٌ أنَّه قد صام .
وكذلك قوله ﷺ: «العينان تزنيان»، وإنَّما أراد أنَّ نظر العينين مشبَّهٌ بالزنا.
وكذلك قوله ﷺ: «أيُّما امرأة استعطرت ، ثمَّ مرَّتْ ليوجد ريحها، فهي زانية»، ومعنى ذلك أن أخلاقها أخلاق الزناة .
وتقول العرب للذي لا يُحسِنُ الصناعة: إنَّه لحائك، وإن لم يكن كذلك ، وإنَّما أرادوا أنَّه يُشبهه.
وكذلك قولهم للذي لا يفهم : بهيمة ، وللشجاع : أسد، أي : مشبَّهٌ بذلك .
وكذا حديث عبدالله بن عمرو: «شارب الخمر كعابد وثن»، يريدُ أنَّه يُشبهه ، لا أنَّه مثله ، وإنَّما وجب العدول عن ظاهر ذلك؛ لأنَّ الله تعالى قال: ﴿وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي)، فلم يُخرجهم قتال بعضهم لبعضٍ من الإيمان.
الإمام ، العلامة الفقيه، شيخ الشافعية أبو نصر المعروف بابن الصباغ
[الطريق السالم إلى الله]