الخوارج بين الحاضر والماضي
الخوارج بين الحاضر والماضي
February 12, 2025 at 12:39 PM
🔻 *الخوارج ومعركة النهروان* لقد بذل الإمام علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وُسعه وبذل جهده في حوار عن أفكارهم الخوارج ونصحهم، حتى رجع منهم عدد كبير وضلالاتهم ولكن بقي منهم أيضًا عدد كبير يقارب ألفي شخص معاندين ومكابرين، ولما استفحل أمرهم وقاموا بسفك الدماء وقتل الأبرياء مثل: عبد الله بن خباب بن الأرت وزوجته أرسل إليهم أن سَلَّموا القتلة لإقامة الحد عليهم. فأجابوه: كلنا قتلة، فسار إليهم بجيشه الذي أعده للذهاب إلى الشام في شهر محرم ٣٨هـ وعسكر على الضفة الغربية لنهر النهروان، والخوارج على الضفة الشرقية بحذاء مدينة النهروان، كان أمير المؤمنين علي رضي الله عنه يدرك أن هؤلاء القوم هم الخوارج الذين عناهم رسول الله ﷺ بالمروق من الدين، لذلك أخذ يحث أصحابه أثناء مسيرهم إليهم ويحرضهم على قتالهم، فقال: أيها الناس إني سمعت رسول الله ﷺ يقول: «يخرج قوم من أمتي يقرؤون القرآن، ليس قراءتكم إلى قراءتهم بشيء، ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشيء، ولا صيامكم إلى صيامهم بشيء، يقرؤون القرآن، يحسبون أنه لهم وهو عليهم، لا تجاوز صلاتهم تراقيهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية» لو يعلم الجيش الذي يصيبونه ما قضى لهم على لسان نبيهم وآية ذلك أن فيهم رجلا له عضد وليس له ذراع، على رأس عضده مثل حلمة الثدي عليه شعيرات بيض فتذهبون إلى معاوية وأهل الشام، وتتركون هؤلاء يخلفونكم في ذراريكم وأموالكم، والله إني لأرجو أن يكونوا هؤلاء القوم، فإنهم قد سفكوا الدم الحرام، وأغاروا في سرح الناس، فسيروا على السم الله ) . وقال رضي اللَّه عنه في يوم النهروان: أمرت بقتال المارقين وهؤلاء المارقون ). وعسكر الجيش في مقابلة الخوارج يفصل بينهما لهم النهروان، وأمر جيشه أن لا يبدؤوا بالقتال، حتى يجتاز الخوارج النهر غربا، وأرسل على رَضَ اللَّهُ عَنْهُ رُسُلَه يُناشدهم الله ويأمرهم أن يرجعوا، وأرسل إليهم البراء بن عازب رضي الله عنه يدعوهم ثلاث أيام فأبوا )، ولم تزل رسله تختلف إليهم حتى قتلوا رسله واجتازوا النهر)، وعندما بلغ الخوارج هذا الحد وقطعوا الأمل على كل محاولات الصلح وحفظ الدماء، ورفضوا عنادا واستكبار العودة إلى الحق وأصروا على القتال، قام أمير المؤمنين بترتيب... الجيش، وتهيئته للقتال (۱) ، وأمر أبا أيوب الأنصاري أن يرفع راية أمان للخوارج ويقول لهم: من جاء إلى هذه الراية فهو آمن ومن انصرف إلى الكوفة والمدائن فهو آمن، إنه لا حاجة لنا فيكم إلا فيمن قتل إخواننا، فانصرف منهم طوائف كثيرون، وكانوا أربعة آلاف، فلم يبق منهم إلا ألف وتزيد قليلا على خلاف في الروايات ما بين ألف إلى ألفين مع عبد الله بن وهب الراسبي.

Comments