جامع الاستفتاءات
جامع الاستفتاءات
February 22, 2025 at 03:56 PM
*العلّامة الحلّي الثاني *"عِمَّةُ العلمِ ودموعُ التضرُّع"* ــــــــــــــــــــــــ نقل **آية الله الشيخ حسين الحلّي** (رحمه الله) إلى طلابه يومًا حديثًا عن أثر المعتقد في نفس الإنسان، فقال: «كان أخي يعمل في الحياكة، وأنا أمارس الخياطة، بينما كان والدنا من كبار العلماء، ويؤمُّ المصلين في الصحن الشريف. دخلت عليه ذات يوم وهو جالسٌ في مكتبته غارقًا في الهموم، فسألته عن سبب غمِّه، فأجاب: *جمعتُ كل هذه الكتب، ولكنني أخشى ألا ينتفع بها أحدٌ بعد رحيلي*. تأثّرت بكلماته، فعرضت عليه رغبتي في طلب العلم، فابتهج قلبه وشرع في تجهيز كل ما يلزم طالب العلم من ملابس وعِمّةٍ وعباءة وقُبَّاء، ثم دعا الأساتذة والأصدقاء لحفلٍ بمناسبة ارتدائي الزيَّ الروحاني، واختار لذلك اليوم ذكرى مولد أمير المؤمنين عليٍّ (عليه السلام) تبرُّكًا بها. وفي الحفل، غمرني فرحٌ عظيمٌ لِما وجدته من تقديرٍ واحترامٍ من الحاضرين. انتقلتُ للإقامة في مدرسة القوام، وبدأت دراستي عند أساتذة الصرف والنحو، وفي أحد الأيام، استدعاني والدي وسألني عن المرفوعات والمنصوبات في النحو، فلم أُجِبْ، إذ استعصى عليَّ الفهم، تألّم والدي لضياع جهدي دون فائدة، وقال لي بلهجةٍ زاجرة: *إن عجزتَ عن الفهم فاترك العلم وعُدْ إلى الخياطة!* هزّتني كلماته، فقد ألفتُ هيئتي الروحانية، واعتاد قلبي على تقدير الناس، خرجت من عنده باكيًا، وتوجّهت إلى غرفتي، فخطر لي أن أتوضأ وأصلّي صلاة الحاجة، صلّيت ركعتين، ثم انهمرت دموعي وتضرّعت إلى الله: *يا رب، أنت أعلم بحال والدي، لا أريد إيلامه، وهو لن يتركني إلا بخيارين: إمّا العلم أو نزع العِمّة، وأنا كلما حضرت الدرس لا أفهم شيئًا منه ، كما ليس بامكاني نزع العمة. فطلبت بدعائي : *إما الفهم أو الموت*، وبقيت أبكي وأتضرّع حتى الفجر. في الصباح، ذهبت كعادتي إلى الدرس، فإذا بي أفهم شرح الأستاذ بكل وضوح، بل استوعبتُ ما فاتني من الدروس! فحمدتُ الله على نعمة الفهم التي منّ بها عليّ، وهي نعمةٌ لا تُقدَّر.». ثم ختم الشيخ الحلّي (رحمه الله) حديثه قائلًا: *«تعجّبتُ لسرعة استجابة الدعاء!»*. انظر : دراسة عن حياة الشيخ حسين الحليّ [المطبوعة بمقدمة موسوعة أصول الفقه للشيخ الحليّ] ــــــــــــــــــــــــ *(١) الشيخ حسين بن الشيخ علي الحلّي النجفي:* وُلد عام ١٣٠٩هـ في النجف الأشرف، وتوفي في الرابع من شوال ١٣٩٤هـ بالمدينة ذاتها. ــــــــــــــــــــــــ المصدر : في قصصهم عبر، ج: ٢/ عادل آل جوهر . ــــــــــــــــــــــــــــــــ للاشتراك اضغط على:https://t.me/adelaljohr تابع قناة جامع الاستفتاءات في واتساب: https://cutt.us/8NiTH

Comments