
قناة : فهد بن شارع العتيبي ..
February 10, 2025 at 07:25 AM
عندما توفِّي الشيخُ عبد الله والدُ سماحة المفتي الشيخ عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله، كان صغيرًا فلا يتذكّر حياتَه معه، فكأنّها كالحلم لصِغَر سِنّه، فاعتنت به والدتُه المرأةُ الصالحة التقيّة سارة بنت إبراهيم الجهيمي رحمها الله أشدّ الاعتناء، حيث كان أوّل أمِره يرى بعينه اليُمنى رؤية ضعيفة جدًّا، فكانت ترقُبُه وترافقه، وتذهب به للمسجد كلّ يوم، وبخاصّة صلاة الفجر، وتنتظر حتى تنقضي الصلاة ثم تعود به إلى البيت ..
لمّا أجرى الشيخ عمليةً في عَينه التي يُبصِر بها عام 1381هـ 1961م كانت رحمها الله تُرافِقُه في المستشفى، وكان الشيخُ في غرفةٍ مشتركة مع خمسة مرضى، وكانت تخجل مِن كثرة مَن يدخل عليه، مما يضطرها أنْ تبقى خارج الغرفة، وتنام في المَمَرّ، حتى نُقِل إلى غرفةٍ مستقلّة فصارت تنام معه في الغرفة .. وعندما لمْ تنجح العملية حزنت حزنًا شديدًا وقالت للطبيب الزائر وكان سويسريًّا: إنْ كان يستطيع أنْ يأخذ إحدى عَينيْها ويزرعها له ...
قال لها سماحة المفتي الأسبق الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله: يا أختي! هذا أمرٌ قضاه الله وقَدّرَه، وارضي عن الله، نحن كلُّنا أكِفّاء .. فقالت: يا شيخ محمد! لو أعلم أنّ عيني تُؤخَذ لأمرتُ بأَخْذِها له ..
كانت رحمها الله ملازمةً للشيخ عبد العزيز في الحجّ كل سنة، وكان عددُ حَجّاتها معه 40 حجّة ..
توفيت عام 1436هـ 2015م عن عُمرٍ ناهزَ المئة، رحمها الله رحمة واسعة.
= مُلَحُ العِلم للشيخ الدكتور هشام بن عبد الملك آل الشيخ.