
قناة : فهد بن شارع العتيبي ..
125 subscribers
Similar Channels
Swipe to see more
Posts

للبيوت خصوصية! ... وليس هذا نفاقاً ● روي أن عبدالرحمن بن عوف مرَّ على بيت عمر بن الخطاب رضي الله عنهم وإذا عُمر يُنشد بـ"الركبانية" وهو لحن من لحون العرب إذا ركبوا الإبل كـ"الهجيني والمسحوب" اليوم. وهو ينشد شعرا: وكيف ثـوائـي بالمـديـنة بعدما . قضى وطراً منها جميل بن معمرِ فلما استأذن ابن عوف عليه قال عمر: أسمعتَ ما قلت؟ قال: نعم. قال: (إنا إذا خلونا قلنا ما يقول الناس في بيوتهم). "نثر الدرر والمحاضرات" (٢/ ٩٢) "جمع الجواهر" (ص٢) وغيرها. - وروى القصة الزبير بن بكار بأن المنشد عبدالرحمن بن عوف والسامع عمر. "التمهيد" (١٤/ ١٧٠). - وفي الصحيح أن النبيﷺ قال لعامر بن الأكوع في بعض أسفاره: «يا عامر ألا تسمعنا من هنيهاتك» أي أنشد لنا، فحدا بهم. - وروي أن ابن عباس رضي الله عنهما وهو على دابته وهو مُحْرمٌ ارتجز بشعرٍ غزليٍّ من أشعار العرب . رواه ابن أبي شيبة (٣/ ٣١٠). ● والــدرس: - أن العالم وطالب العلم، في بيته وعند خاصتِه وحال السّفر؛ قد يتغنى ببعض الأشعار المليحة ترويحاً للنفس واستجماماً ولا ضير، ففي البيت وعند الخاصة تزول الكُلْفة، ولا يُلامون في ذلك. - أما عند العامة ومشاهد الناس وفيهم الحامد والجاحد والحاقد والحاسد؛ فليكن العالم وطالب العلم أثقل عقلاً وسمتاً من طويق! - ويستطيعُ طالب العلم أن يجمع بين الحالين في خلواته وأسفاره فينشدُ المنظومات العلمية. - وقد حفظتُ "البيقونية" و"الرحبية" و"ملحة الإعراب" وغير ذلك مما أحتاجه من الأشعار حداءً بها في الأسفار. د بدر بن طامي العتيبي

واقعة أوردها ماجد بن عبدالعزيز الزيادي في تحقيقه لكتاب “عمارة القبور” للشيخ عبدالرحمن بن يحيى المعلمي – رحمه الله – فقال: إن الشيخ أحمد شاكر رغب في سنة من السنوات في رؤية الشيخ المعلمي – رحمهما الله تعالى – فدخل مكتبة الحرم واتجه صوب مدير المكتبة الشيخ سليمان الصنيع – رحمه الله -. وأثناء محادثته مع الشيخ سليمان الصنيع جاء المعلمي – رحمه الله – “بالماء والشاي” ووضعهما أمام الشيخ أحمد شاكر والصنيع، وانصرف المعلمي للقراءة. ثم قال الشيخ أحمد شاكر (باللهجة المصرية): عاوز أشوف الشيخ المعلمي. فقال له الصنيع: الذي أحضر لك الشاي والماء هو المعلمي. وما هي إلاّ دقائق حتى أخذ الشيخ أحمد شاكر في البكاء “. – وترجم الأستاذ محمود الطناحي-رحمه الله- في كتابه “مدخل إلى تاريخ نشر التراث العربي” للشيخ عبد الرحمن المعلمي، ثم ختم هذه الترجمة بهذه القصة قائلا (ص 205): ” وكان الشيخ المعلمي- فيما وصف لنا- متواضعا، رقيق الحال، حدثني الأستاذ فؤاد السيد، أمين المخطوطات بدار الكتب المصرية، – رحمه الله- قال: كنت في أثناء الحج أتردد على مكتبة الحرم المكي، لرؤية المخطوطات، وزيارة مدير المكتبة المرحوم الشيخ سليمان الصنيع، وكان بين الحين والآخر يأتي إلينا رجل رقيق الحال، يسقينا ماء زمزم. وبعد يومين طلبت من الشيخ الصنيع رؤية الشيخ عبد الرحمن المعلمي، فقال: ألم تره بعد؟ أليس يسقيك كل يوم من ماء زمزم؟ يقول الأستاذ فؤاد: فتعجبت من تواضعه ورقة حاله مع ما أعرفه من علمه الواسع الغزير “. جزى الله من أرسلها إلي. وهكذا هم العلماء. فشمروا للحاق بهم.

💡 لاتحقرنّ أحداً من الناس لعل الله أن ينفع به .. ذكر ابن الجزري " رحمه الله " في ترجمة عبد الرحمن بن مرهف بن ناشرة تقي الدين أبو القاسم الناشري الشافعي قال : حدثني شيخنا أبو بكر بن أيدغدي الشمسي قال: حكى لنا شيخنا الصائغ قال : لما وصلت في القراءات على شيخنا ابن ناشرة إلى سورة الفجر منعني الختم كأنه استصغرني على الإجازة قال: فشق ذلك علي وجئت إلى شيخنا الكمال الضرير فعرفته فقال : إذا كان الغد وجلس الشيخ خذ بيدي إليه قال : فلما أصبحنا وجاء الشيخ أتيت الكمال الضرير فأخذت بيده من موضعه إلى عند ابن ناشرة فتحادثا ساعة ثم قال: لِمَ لمْ تدع هذا يختم؟ فقال : يا سيدي الناس كثير وهذا صغير والله يعلم متى ينقرض هؤلاء الذين قرؤوا علينا، قال: فأمسك الشيخ الكمال بفخذيه وقال : اسمع نحن نُجيز من دب ودرج عسى أن ينبل منهم شخص ينفع الناس ونذكر به وما يدريك أن يكون هذا وأشار إلي قال: فوالله لقد كانت من الشيخ كمال الدين فإنه لم يبق على وجه الأرض من أولئك الخلائق من يروي عنهما غيري . 📓غاية النهاية ( ١ / ٣٤٢ )

#المرأة_بين_الفطرة_و_التصورات_الحديثة أصبحنا في زمن إذا طبخت المرأة لزوجها وأحسنت إليه قيل عنها إنها "عابدة الرجل". إذا نظّفت ورتّبت منزلها فهي "عابدة الرجل". إذا اعتنت ببيتها وحفظته فهي "عابدة الرجل". إذا احترمت إرادة زوجها وشخصيته فهي "عابدة الرجل". إذا حضنت أبناءها واجتهدت في تربيتهم فهي "عابدة الرجل". إذا مارست فطرتها التي فُطرت عليها فهي "عابدة الرجل"! بات البعض اليوم يعتبر أن المرأة لا تكون قوية إلا إذا وقفت نداً لند أمام زوجها، لا تسمع له أمراً، ولا تحقق له طلباً، ولا تأخذ منه إذناً. هذه، في نظرهم، هي المرأة المتحررة، المرأة القوية، المرأة الواثقة من نفسها. لكن هل حقاً تكمن قوة المرأة في التمرد على طبيعتها؟ إن العطاء والرعاية والاهتمام ليست ضعفاً، بل هي قمة القوة. فالقوي هو من يقدر على الاحتواء دون أن يفقد ذاته، وهو من يمنح الحب دون أن ينتقص من كرامته. المرأة التي تهتم بزوجها وأولادها لا تفعل ذلك لأنها ضعيفة، بل لأنها تدرك أن الحب والاحترام والتعاون أساس العلاقات الناجحة. المشكلة ليست في قيام المرأة بدورها الطبيعي، بل في النظرة المشوهة التي تُصوِّر العطاء ضعفاً والاحترام خضوعاً، والتي تحاول أن تفرض نموذجاً نمطياً للمرأة القوية، وكأن القوة لا تكون إلا في الصراع والتحدي. إن المرأة القوية بحق هي التي تختار ما يناسبها بإرادتها، دون أن تخضع لضغوط المجتمع، سواء كانت تلك الضغوط تدفعها نحو التقليدية المطلقة أو التحرر المطلق. القوة الحقيقية لا تعني كسر الروابط الأسرية، ولا تعني محاربة الرجل أو التنكر لدورها في الأسرة، بل تعني القدرة على تحقيق التوازن بين العطاء والاعتزاز بالنفس، بين الحب والاستقلالية، بين الاحترام والكرامة. هذه هي المرأة الحقيقية، المرأة التي تفهم معنى أنوثتها وتعتز بها، دون أن تُستغل أو تُضطهد، ودون أن تنجر وراء شعارات تخالف فطرتها وسعادتها الحقيقية. #جميلة_انجارن

" طب الطنجرة على تمها تطلع البنت لأمها " كنا نحسب ان هذا المثل معناه أن البنت تكاد تكون مثل والدتها لكن القصة وما فيها ان الأمهات في ايام زمان كن ينشرن الغسيل على الأسطح وكان طلوع الأسطح للبنت غير المتزوجة عيب وكانت الأم لما بتطلع بالغسيل على السطح وتنشره كانت تحمله في طنجرة نحاسية كبيرة ولصعوبة الطلوع والنزول على الأم فكانت إذا كان يوجد باقي غسيل كانت الأم تقلب الطنجرة وتضرب عليها حتى تسمع البنت تحت فتطلع لأمها على طرف السطوح وذلك بدلاً عن تناديها بإسمها لسببين الأول : حتى لا ترفع الأم صوتها فيسمعها من في الشارع أو الجيران لأن ذلك كان من العيب والمكروه في المجتمع حينها الثاني : حتى لا يعرف من بالشارع أن في البيت بنت إسمها فلانة ... لذلك تستخدم الأم الضرب على الطنجرةالمقلوبة فتطلع البنت لأمها وترفع لها باقي الغسيل .. ومن هنا جاءت المقولة : *"طب الطنجرة على تمها تطلع البنت لأمها "* هكذا كانت الأخلاق في ذاك الزمن الجميل.

يقول الشيخ محمد الموسى رحمه الله وهو مدير مكتب الشيخ ابن باز : وقبل وفاة سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله بسنوات حصل بينه وبين الشيخ أبي عبد الرحمن بن عقيل الظاهري خلاف حول مسألة إباحة الغناء، فكان سماحته يناصح الشيخ أبا عبد الرحمن في هذه المسألة، ويتلطف به، فكتب الشيخ أبو عبد الرحمن مقالاً رائعاً في المجلة العربية في صفحته تباريح بعنوان ( بيني وبين الشيخ ابن باز ) ،حيث بيّن فيه حسن تعامل سماحة الشيخ، ونصحه، وصدق نيته، وحرصه على هداية الناس، فإليك نص ذلك المقال الذي يقول فيه الشيخ أبو عبد الرحمن: كانت وقوداً لي، ولم تفت في عضدي عبارات التثبيط التي يلذعني بها بعض أساتذتي إذا ما أحسوا مني صلفاً، واستفزازاً، بل كان اندفاعي وطموحي عاتي التيار. ولكن كثرة التقريع إضافة إلى مكانتهم في قلبي جعلتني أعدل الميزان من فكري ووجداني. ولا أزال أذكر موعظة شيخي محمد عبد الوهاب بحيري متعه الله بالصحة والعافية عندما كان يشرف على رسالتي التي عدلت عنها، فقد قال لي : إن من تتلمذ على ابن حزم في مثل سنك يكون نارا على المسلمين، وأوصاني نفعه الله بالورع قبل العلم. يقول أبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري : ومنذ عشر سنوات قدمت لشيخي سماحة الشيخ ابن باز نسختي من كتابي عن تارك الصلاة عمداً هل يقضي أم لا . فحذرني من الصلف والعنف، وأوصاني بما تستأنس به القلوب، وعندما جادلته في المُحلّى لابن حزم أبدى لي أنه تركه منذ أزيد من ثلاثين عاماً، لما فيه من عنف. وكنت أتهيب الحضور في مجلس الشيخ، إلّا لحاجة ضرورية تخصّني في ذات نفسي ، وقد كان رحمه الله نعم الأب والمعين بعد الله في قضاء حوائج المسلمين. وفيما سوى ذلك أتحاشى مجلسه مع شددة الشوق إليه، لكثرة ما يعنفني. وبعض الأحباب لا ينقلون له عني إلا ما يشينني عنده، وذات مرة استفتاني والدي رحمه الله وهو في فراش الموت، فأفتيته. فقال لي: يا بني ! من غير احتقار لك، لا أقنع إلاّ بفتوى موقعة من الشيخ ابن باز، فأتيت سماحته، وأفتى بما أفتيت به، وقد كان حمل إليه عدد من مجلة الثقافة والفنون كتبت فيها خمساً وأربعين صفحة مما لا تسر الكتابة عنها ولا تشرف، فصار ينهرني، وأنا أحاوله بأن يكون النصح ستراً لا تشهيراً، وكنت أخاف أن يسمعه الشيخ إبراهيم الحصيّن، وهو أستاذ لي بالابتدائي، وأستحي منه. وكان الشيخ يردد : ما أعظم مصيبتك عند الله ثم صار يبرم أطراف غترته ، ويدعو لي وقد اغرورقت عيناه، فزالت الموجدة من نفسي، وتمزق قلبي حزناً، ما أصدق هذا الإنسان في موعظته، وحرصه على هداية الناس، وطلب حسن العقبي لهم. ولو جادلني لكابرت في المجادلة، وقد فتح الله قلبي لحسن نيته، ومنذ تلك اللحظة بشهور تقلص حب الغناء والطرب من وجداني، وتولدت عندي كراهة الغناء كراهة ما كنت أتصور حدوثها قط، فسبحان مقلب القلوب. فإن عاودني الحنين بعد سنة أو سنتين فإنما ذلك لبعض الأغاني الشعبية، أو أغاني الريف والصعيد ذات المعاني المحببة، على أنني لا أتمادى في السماع، فإن تماديت أحسست بالوحشة، وليست هذه الكراهة عن برهان شرعي انقدح في ذهني، وإنما هي كراهة ووحشة قذفت في قلبي، ولا أعلم كيف جاءت، بل كانت تلاوتي للقرآن أربي، وكنت قبلاً لا أتعهده إلاّ في رمضان، أو فيما ندر. وهكذا ظل بعض الأحباب ينقلون عني الصور المظلمة، ولا يكادون يذكروني بخير، فوهبت لهم عرضي وهجرت أعز مجلس لدي، وأبقيت لسماحته الدعاء الصالح كلما ذكرته، فقد كان فاتحة خير لي دنيا وآخرة. وأما ما يلاحظه عليّ سماحته فيما أنشره أو أذيعه فقسمان : قسم حققته عن اجتهاد كتمسكي بأصول أهل الظاهر، فهذا لن أحول عنه بعد أن كان يقيناً أو راجحاً عندي ، وأرجو الله أن ألقاه صادق الاجتهاد نزيهه. وقسم غيره خير منه، أو أولى منه، وهذا شيء أتمناه فكراً، وأعجز عنه سلوكاً.

- "كانت كُلثوم بنتُ أبي بَكر تقُول: " دعوتُ الله أنْ يرزُقني زوجًا يَصبُّ الحُبَّ عليّ صبًّا، وَ عابدًا لله" فرزقهَا الله «طلحة بنُ عُبيد الله » أحدُ العَشرة المبشَّرين بالجنَّة .. نقلَ عنهَا أهلُ السَّلف أنَّها قَالت : كَان إذَا رَآني تهللَّ .. وَ إذَا سَمع صَوتي تَبسَّم .. وكُنت إذَا بكيتُ بكَى .. ولَا ينَامُ حتَّى يطمئنَّ علَى دِفئي فِي فِراشِي .. ... ومَا تركَ صلاةً إلَّا ودعَا لِي فيهَا قبلَ نَفسهِ .. وكُنت إذَا مرضتُ جَاوزنِي فِي الألَم .. وكَأَّن العِلَّة فِي جَسدهِ .... و لَا يَهنأُ لهُ بالٌ حتَّى يُجلسنِي بِجانبِه .. وكَان إذَا آكل يَسبقُني باللُّقمَة إلَى فَمي .. فَيطعمُني بِيدهِ .. كُنت فَخارَهُ وَ عِزَّه فِي سِرِّه وَ عَلنِه " رزق الله كل مسلمة زوجًا صالحًا يصبُّ عليها الحُبَّ صبًّا وَ يكونُ عابدًا لله ♡ -

قصة جميلة .. توفي اﻷستاذ / عبد الله بن محمد الداوود دماغياً منذ 15 سنة .. فماذا حصل ؟ هذه زوجته تحكي قصة زوجها عام 1415هـ فتقول : كان زوجي شاباً يافعاً مليئا بالحيوية والنشاط وسيماً جسيماً ذا دين وخلق وبر بوالديه .. تزوجني في عام 1390هـ . وسكنت معه في بيت والده كعادة الأسر السعودية .. ورأيت من بره بوالديه ما جعلني أتعجب منه وأحمد الله أن رزقني هذا الزوج .. رزقنا ببنت بعد زواجنا بعام واحد . ثم انتقل عمله إلى المنطقة الشرقية . فكان يذهب لعمله أسبوعاً ويمكث عندنا أسبوعا .. حتى أتت عليه ثلاث سنين وبلغت ابنتي أربع سنين .. حتى كان اليوم التاسع من شهر رمضان من عام 1395هـ وهو في طريقه إلينا في الرياض إذ تعرض لحادث حركة وانقلاب .. أدخل على إثرها المستشفى .. ودخل في غيبوبة .. أعلن بعدها الدكاترة المختصين المعالجين له وفاته دماغيا وتلف مانسبته 95% من خلايا المخ .. كانت الواقعة أليمة جدا علينا وخاصة على أبويه المسنين .. ويزيدني حرقة أسئلة ابنتنا ( أسماء ) عن والدها الذي شغفت به شغفا كبيرا وهو الذي وعدها بلعبة تحبها .. كنا نتناوب على زيارته يوميا .. ولا زال على حاله لم يتغير منه شيء.. بعد فترة خمس سنين أشار علي بعضهم بأن أطلب الطلاق منه بواسطة المحكمة .. بحكم وفاته دماغيا وأنه ميئوس منه .. وقد أفتى بعض المشائخ لي بجواز الطلاق في حالة صحة وفاته دماغيا ً.. ولكنني رفضت ذلك الأمر رفضا قاطعا .. ولن أطلب الطلاق طالما أنه موجود على ظهر الأرض ، فإما أن يدفن كباقي الموتى أو أن يتركوه لي حتى يفعل الله به ما يشاء .. فجعلت اهتمامي لابنتي الصغيرة وأدخلتها مدارس تحفيظ القرآن.. حتى حفظت كتاب الله كاملا وهي لا تكاد تتجاوز العاشرة .. وقد أخبرتها فيما بعد بخبر والدها.. فهي لا تفتؤ تذكره حيناً بالبكاء وحينا بالصمت.. وقد كانت ابنتي ذات دين فكانت تصلي كل فرض بوقته .. وتصلي آخر الليل .. وهي لم تبلغ السابعة.. فأحمد الله أن وفقني لتربيتها كما هي جدتها رحمها الله التي كانت قريبة منها جدا وكذلك جدها رحمه الله .. وكانت تذهب معي لرؤية والدها وتقرأ عليه بين الحين والآخر وتتصدق عنه.. وفي يوم من أيام سنة 1410ه. قالت لي : يا أماه اتركيني عند أبي سأنام عنده الليلة .. وبعد تردد وافقت. فتقول ابنتي : جلست بجانب أبي أقرأ سورة البقرة حتى ختمتها .. ثم غلبني النعاس فنمت .. فوجدت كأن ابتسامة علت محياي. واطمأن قلبي لذلك .. فقمت من نومتي وتوضأت وصليت ماشاء الله أن أصلي .. ثم غلبني النعاس مرة أخرى وأنا في مصلاي .. وكأن واحداً يقول لي : انهضي ..كيف تنامين والرحمن يقظان ؟ كيف وهذه ساعة الإجابة التي لا يرد الله عبدا فيها ؟.. فنهضت كأنما تذكرت شيئا غائباً عني .. فرفعت يدي ونظرت إلى أبي وعيناي تغرورقان من الدموع .. وقلت : يا ربي يا حي يا قيوم يا عظيم يا جبار يا كبير يا متعال يا رحمن يا رحيم .. هذا والدي عبد من عبادك أصابته الضراء فصبرنا.. وحمدناك وآمنا بما قضيته له.. اللهم إنه تحت مشيئتك ورحمتك.. اللهم يامن شفيت أيوب من بلواه. ورددت موسى لإمه .. وأنجيت يونس في بطن الحوت .. وجعلت النار بردا وسلاما على إبراهيم .. إشف أبي مما حل به.. اللهم إنهم زعموا أنه ميئوس منه. اللهم فلك القدرة والعظمة.. فالطف به وارفع البأس عنه. ثم غلبتني عيناي .. ونمت قبيل الفجر .. فإذ بصوت خافت يناديني : من أنت ؟ وماذا تفعلين هنا ؟ فنهضت على الصوت .. التفت يمينا وشمال ا.. فلا أرى أحدا .. ثم كررها الثانية .. فإذا بصاحب الصوت أبي .. فما تمالكت نفسي .. إلا أن قمت واحتضنته فرحة مسرورة .. وهو يبعدني عنه .. ويستغفر .. ويقول : اتقي الله لا تحلين لي .. فأقول له : أنا ابنتك أسماء .. فسكت ... وخرجت إلى الأطباء أخبرهم .. فأتوا ولما رأوه تعجبوا .. فقال الدكتور الأمريكي بلكنة عربية متكسرة : سبحان الله .. وقال آخر مصري : سبحان من يحيي العظام وهي رميم .. وأبي لا يعلم ما الخبر .. حتى أخبرناه بذلك .. فبكى وقال : الله خيرا حافظا وهو يتولى الصالحين .. والله ما أذكر إلا أنني قبيل الحادث نويت أن أتوقف لصلاة الضحى .. فلا أدري أصليتها أم لا ؟ تقول الزوجة : فرجع إلينا أبو أسماء كما عهدته .. وقد قارب الـ46 عاما .. ورزقت منه بولد .. ولله الحمد يخطو في السنة الثانية من عمره.. فسبحان الله الذي رده لي بعد 15 عاما .. وحفظ له ابنته.. ووفقني للوفاء به .. وحسن الإخلاص له حتى وهو مغيب عن الدنيا .. فلا تتركوا الدعاء .. فالدعاء يرد القضاء .. ومن حفظ الله حفظه الله. ولاتنسوا البر بوالديكم.. ولنعلم أن الله عز وجل بيده تصريف الأمور .. وتقديرها وليس لأحد سواه فعل ذلك .. هذه قصة للعبرة لعل الله أن ينفع بها من ضاقت به السبل .. وعظمت عليه الكرب .. وأقفلت من دونه الأبواب .. وتقطعت به أسباب النجاه.

عندما توفِّي الشيخُ عبد الله والدُ سماحة المفتي الشيخ عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله، كان صغيرًا فلا يتذكّر حياتَه معه، فكأنّها كالحلم لصِغَر سِنّه، فاعتنت به والدتُه المرأةُ الصالحة التقيّة سارة بنت إبراهيم الجهيمي رحمها الله أشدّ الاعتناء، حيث كان أوّل أمِره يرى بعينه اليُمنى رؤية ضعيفة جدًّا، فكانت ترقُبُه وترافقه، وتذهب به للمسجد كلّ يوم، وبخاصّة صلاة الفجر، وتنتظر حتى تنقضي الصلاة ثم تعود به إلى البيت .. لمّا أجرى الشيخ عمليةً في عَينه التي يُبصِر بها عام 1381هـ 1961م كانت رحمها الله تُرافِقُه في المستشفى، وكان الشيخُ في غرفةٍ مشتركة مع خمسة مرضى، وكانت تخجل مِن كثرة مَن يدخل عليه، مما يضطرها أنْ تبقى خارج الغرفة، وتنام في المَمَرّ، حتى نُقِل إلى غرفةٍ مستقلّة فصارت تنام معه في الغرفة .. وعندما لمْ تنجح العملية حزنت حزنًا شديدًا وقالت للطبيب الزائر وكان سويسريًّا: إنْ كان يستطيع أنْ يأخذ إحدى عَينيْها ويزرعها له ... قال لها سماحة المفتي الأسبق الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله: يا أختي! هذا أمرٌ قضاه الله وقَدّرَه، وارضي عن الله، نحن كلُّنا أكِفّاء .. فقالت: يا شيخ محمد! لو أعلم أنّ عيني تُؤخَذ لأمرتُ بأَخْذِها له .. كانت رحمها الله ملازمةً للشيخ عبد العزيز في الحجّ كل سنة، وكان عددُ حَجّاتها معه 40 حجّة .. توفيت عام 1436هـ 2015م عن عُمرٍ ناهزَ المئة، رحمها الله رحمة واسعة. = مُلَحُ العِلم للشيخ الدكتور هشام بن عبد الملك آل الشيخ.

ألح علي شاب عمره (20) عاما أن يقرأ علي كتابي (مختصر حياة السلف بين القول والعمل)، وأجيزه عليه، فسافر إلى الزلفي، ومكث ستة أيام حتى ختمه. والأعجب أن جده رافقه في هذه الرحلة، وحضر كل المجالس.. ثم بعث لي بهذه الرسالة التي أثرت علي: ((بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله على أن رفع العلماء درجات، والصلاة والسلام على رسوله ما خرج عبد إلى النور من الظلمات. وأشهد أن لا إله إلا الله حقا، وأن محمد عبده ورسوله صدقا، أما بعد: أحسن الله إليكم شيخنا وأكرم مثوبتكم، وأسأل الله أن يحفظكم، فقد أحييتم بفضل الله روحا طاغية، في الشهوات عاتية، إن استمرت على ما كانت فيه هوت في نار حامية، هان عليها حال الخلف، حياتهم بين سُكْرٍ وسَرف، فآثرَتْ ترك السفالة وصعودَ الشرف، فآنَ أوانها لِلَّحَاق بركب السلف.. فلكَ فضل عليها. قال شعبة بن الحجاج: كل من سمعت منه حديثا، فأنا له عبد، فأنا ولدك منذ اليوم، وإني أسأل الله أن يجعلك أبا لي كشيخ الإسلام لتلميذه، ويجعلني ابنا بارا بك كابن القيم لشيخه. وأسأل الله أن يجمعنا في ذلك اليوم الذي نقبل فيه على بعضنا ويكون حالنا ومقالنا كما وصف الله تبارك وتعالى أهل الجنة حيث قال (فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ) فنتذاكر مجالس الخير التي كانت بيننا)). * وأوصي بقراءة كتب السلف الصالح، وقد جمعت كثيرا من آثارهم ورتبتها في كتاب (حياة السلف بين القول والعمل) ثم أفردت مختصرا له. احمد بن تاصر الطيار