قناة : فهد بن شارع العتيبي ..
قناة : فهد بن شارع العتيبي ..
February 16, 2025 at 08:40 AM
#المرأة_بين_الفطرة_و_التصورات_الحديثة أصبحنا في زمن إذا طبخت المرأة لزوجها وأحسنت إليه قيل عنها إنها "عابدة الرجل". إذا نظّفت ورتّبت منزلها فهي "عابدة الرجل". إذا اعتنت ببيتها وحفظته فهي "عابدة الرجل". إذا احترمت إرادة زوجها وشخصيته فهي "عابدة الرجل". إذا حضنت أبناءها واجتهدت في تربيتهم فهي "عابدة الرجل". إذا مارست فطرتها التي فُطرت عليها فهي "عابدة الرجل"! بات البعض اليوم يعتبر أن المرأة لا تكون قوية إلا إذا وقفت نداً لند أمام زوجها، لا تسمع له أمراً، ولا تحقق له طلباً، ولا تأخذ منه إذناً. هذه، في نظرهم، هي المرأة المتحررة، المرأة القوية، المرأة الواثقة من نفسها. لكن هل حقاً تكمن قوة المرأة في التمرد على طبيعتها؟ إن العطاء والرعاية والاهتمام ليست ضعفاً، بل هي قمة القوة. فالقوي هو من يقدر على الاحتواء دون أن يفقد ذاته، وهو من يمنح الحب دون أن ينتقص من كرامته. المرأة التي تهتم بزوجها وأولادها لا تفعل ذلك لأنها ضعيفة، بل لأنها تدرك أن الحب والاحترام والتعاون أساس العلاقات الناجحة. المشكلة ليست في قيام المرأة بدورها الطبيعي، بل في النظرة المشوهة التي تُصوِّر العطاء ضعفاً والاحترام خضوعاً، والتي تحاول أن تفرض نموذجاً نمطياً للمرأة القوية، وكأن القوة لا تكون إلا في الصراع والتحدي. إن المرأة القوية بحق هي التي تختار ما يناسبها بإرادتها، دون أن تخضع لضغوط المجتمع، سواء كانت تلك الضغوط تدفعها نحو التقليدية المطلقة أو التحرر المطلق. القوة الحقيقية لا تعني كسر الروابط الأسرية، ولا تعني محاربة الرجل أو التنكر لدورها في الأسرة، بل تعني القدرة على تحقيق التوازن بين العطاء والاعتزاز بالنفس، بين الحب والاستقلالية، بين الاحترام والكرامة. هذه هي المرأة الحقيقية، المرأة التي تفهم معنى أنوثتها وتعتز بها، دون أن تُستغل أو تُضطهد، ودون أن تنجر وراء شعارات تخالف فطرتها وسعادتها الحقيقية. #جميلة_انجارن

Comments