
بصائر
February 9, 2025 at 10:37 AM
*↩️ السعي الحزبي للسلطة ٣ ↪️*
• وشروط فعل محرم لغيره للاحتياج (الحاجة المُلجئة) هي؛
١. أن يأمن الوقوع في المحرم لذاته.
٢. وأن تقدر الحاجة بقدرها.
٣. التعين؛ ويعني تعسُّر تحقيق مصلحة حاجية أو رفع مشقة أو دفعها بمباح أو تعذُّر تحقيق ذلك بمباح.
٤. وألا يكون الغرض متوهماً.
*🔃 الحزبية اسم على مسمى 🔃*
• والحزب السياسي اسم على مسمى، لأن الحزب هو الجماعة التي تتعارض مصالحها في السلطة والثروة مع آخرين وبالتالي يُعقد عليه ولاء وبراء.
• مما يدل على معنى الحزب قول الله تعالى: {وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}، والولاء والبراء هما سبب الغلبة لما فيهما من تناصر على الأعداء.
• في الآية معنى تعارض مصلحة حفظ الدين مع ولاء الكفار، لحصر الولاء بسابقتها؛ {إِنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون}.
• والجماعة تطلق على المتشاكلين في أمرٍ كالعقيدة والرأي والجنس، ومصالحها لا تتعارض ضرورةً مع مصالح مخالفيها، وبالتالي لا تستلزم براءً منهم.
• وكل اجتماع ديني أو دنيوي لابد فيه من انتماء خاص يستلزم خصوص صلةٍ أو محبة أو تناصر من غير استلزام تعارض مصالح مع مخالف وبراءٍ منه.
• ولذا فكل حزب جماعة وليست كل جماعة حزباً.
• ولا يصح أن يُقال حزب إسلامي ولا سلفي، لأن الأصل حرمة التحزب، ولأن الاجتهاد في السياسة الشرعية كثير، والاجتهاد ظني لا يُنسب إلى الإسلام ولا السلفية، لأن السلفية نسبة إلى إجماع السلف وهو معصوم.
• وقد دلت النصوص على عدم جواز نسبة المسائل الاجتهادية إلى الإسلام، من ذلك ما ورد في حديث بريدة بن الحصيب الأسلمي رضي الله عنه؛ (وإذا حاصرت أهل حصن فأرادوا أن تنزلَهم على حُكمِ الله فلا تنزلْهم على حكم الله، ولكن أنزلْهم على حكمك؛ فإنك لا تعلم أصبت حكم الله فيهم أم لا)، أخرجه مسلم (١٧٣١).
• وقد نص الأئمة والعلماء على هذا المعنى، وأذكر أن الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى كان إذا سئل؛ ما حكم الإسلام في كذا، يقول: قل ما رأيك أو ما حكم الإسلام في رأيك؟
*🔃 خوض المعترك السياسي بداية انحراف 🔃*
• بسبب فتنة طلب السلطة والحرص على إرضاء الناس كسباً لأصواتهم وحلفهم تنازل خائضوا المعترك السياسي شيئاً فشيئاً.
• فانتقل بعضهم من القول بجواز محاصصات وترشيحات الجماعة الدعوية إلى القول بجواز تكوين حزب سياسي للاضطرار.
• ثم توسع بعض بالقول بجواز تكوين حزب سياسي أصالةً.
• ثم أداهم ما سبق إلى تجويز كل آليات الديمقراطية الوضعية، وكان هذا مذهب مخفي لبعض المتلونين.
• ووصل الحال ببعضهم إلى قبول مبدأ التخيير في تحكيم الشريعة عبر البرلمان مع اعتقادهم وجوب اختيار الشريعة شرعاً، وقد رددت عليهم في مقال بعنوان؛ الشريعة أجل من أن تعرض على البرلمان ( https://omernour.blogspot.com/2015/03/blog-post_25.html ).
• وتحالف بعضهم مع علمانيين على مُسلمين، وتنازلوا إرضاءاً للناس لكسب أصواتهم، فداهنوا العامة وأهل البدع والعلمانيين والكفار، بنحو تجويز ولاية الكفار، والتقليل من شأن البدعة وأهلها.
• وقد يُعاقب المرء في أمر خفي لاتباعه هواه.
• فعن جابر رضي الله عنه قال: (خرجنا في سفر فأصاب رجلاً منا حجر فشجَّه في رأسه ثم احتلم، فسأل أصحابه هل تجدون لي رخصة في التيمم؟ فقالوا: ما نجد لك رخصة وأنت تقدر على الماء، فاغتسل فمات، فلما قدمنا على رسول الله ﷺ أُخبر بذلك، فقال: "قتلوه قتلهم اللهُ، ألا سألوا إذ لم يعلموا؟ فإنما شفاء العي السؤال، إنما كان يكفيه أن يتيمم ويعصر، أو يعصب عن جرحه ثم يمسح عليه ويغسل سائر جسده").
• ولا تثريب على من ابتغى الحق وأراده وإن أخطأ في أمرٍ الخلاف فيه غير معتبر أو أمرٍ متعلق بالعقيدة كمن شك في شيء من كمال قدرة الله عز وجل فغفر الله له وأدخله الجنة.
• وإنما التثريب على من أصر على خطأ أو أعرض عن حق واتبع هواه ولو كان في مسألة فرعية.
• والتثريب كذلك على من يوالي ويعادي في رأيه المرجوح أو المُبتدع ويفرق به جماعة المُسلمين أو أهل السنة، ويجب الحذر ممن يجعل رأيه المرجوح محور دعوته ويتعصب له ويخاصم لأجله مع وجود العلماء وتوافر الناصحين.
• وحول التثريب والتبديع أضيف ما يلي للتوضيح وإزالة اللبس.
• الرجل لم يشك في أن قدرة الله سبحانه وتعالى فوق قدرة المخلوق، ولم يشرك في القدرة بجعلها مثل قدرة المخلوق، وإنما شك في شيء من كمال القدرة.
• الإصرار والإعراض في مسائل المعتقد أشد إثماً وقد يكفر أو يبدع المخالف فيها.
• في بعض مسائل المعتقد يُبدع المخالف وإن جهل الحق في الأحكام الدنيوية وأمره يوم القيامة إلى الله تعالى، كعوام الإباضية.
• يبدع من خالف في كلي كإجماع الصحابة، أو في جزئيات متعدِّدة تنقض كلياً، أو فيما ينقض أحد أركان الإيمان أو الإسلام؛ كأصول القدر أو أن دعاء المخلوق شرك، أو خالف في متواتر معلوم في عصره ومصره.