بصائر
February 12, 2025 at 12:17 AM
*↩️ جهاد كل مقدّر ↪️*
*🏷 تعليقات مجموعة لتعميم الفائدة، خلاصتها؛ جهاد كل محفوظ ومقدر، ولا لاستغلاله للسعي الفردي والجماعي للسلطة.*
✍🏽 هذه تعليقات كتبتها على مقال لام فيه صاحبه البرهان على ذكره الصوفية وعدم ذكره أنصار السنة الذين كان جهاد أفرادهم بارزاً في معركة الكرامة بأموالهم وأنفسهم وأقلامهم وفتاوى علمائهم.
• مقال لوم البرهان ليس نصيحة لأنه لا يمكن تسمية النقد في غياب المنتقَد نصيحة.
• يمكن مثلاً تسميته تظلماً أو تفريحاً عن النفس أو إثارة أو غيبة.
• فلابد في النصيحة من حضور المنصوح، سواء كان حضوراً حقيقياً أو حُكمياً (كالافتراضي ببرنامج زوم مثلاً).
• ولا يسمى النقد في غياب المنتقَد ضغطاً كذلك إلا إذا كان فاعلاً.
• والضغط الفاعل يشترط فيه حضور من أنكر عليه في المسائل الخفية (المحتملة)، ليتمكن من الدفاع عن نفسه قبل أن يطير نقده كل مطير.
• ويشترط في المسائل الظاهرة وصول النقد على وجهه.
• فهل يصل النقد بهذه الطريقة على وجهه؟ فمن يوصله؟ ولماذا؟
• فعمل المخبرين الأساسي هو جمع المعلومات الخفية، وقد يكون بعضهم معادياً للناقد أو جماعته، فيوصل النقد بطريقة مثيرة للفتن.
• قال صاحب المقال: "هل لعلمه بأن هذه الجماعة (أنصار السنة والسلفيين) لا علاقة لها بالسياسة بالمعنى المعيش؟"
• ما هو المعنى المعيش للسياسة؟ لماذا تهرب من كلمة الحزب إن قصدها؟
• أليس هو من مؤيدي حزب الوعد (السلفي)؟ فإن لم يكن فكيف يجمع السلفيين فضلاً عن غيرهم في حزب عريض (جامع لكل أهل القبلة)؟
• وكيف يجمع أنصار السنة على ما يخالف أصولهم أصالة ورفضوه استثناءً واضطراراً بسبب تجارب سابقة (جبهة الميثاق الإسلامي)؟
• ألا يتعظ بفشل محاولة من هو في موقع قيادي منذ ٤٠ سنة (١٩٨٤م)؟
• وقال: "أم لعلمه أنها محظورة من التربية القيادية للحكم والسلطة؟".
• ما الذي منعهم من السعي للسلطة؟ أليست السنة؟
• فالامتناع عن السعي الفردي والجماعي للسلطة ونصح الآخرين به هو ما يجمع الأمة السودانية.
• وأضافت مبادرة سنا السعي بطرق عملية معاصرة لمنع سعي كل الجماعات للسلطة، وذلك بنحو مناصحة صناع القرار بإجراء استفتاء عام (استفتاء كل الأمة السودانية) حول منع السعي للسلطة.
• اتباعاً للسنة، وذلك لأن النبي ﷺ كان يستشير في بعض المسائل كل الصحابة رضي الله عنهم، وفي بعضها خاصتهم، وفي بعضها خاصة خاصتهم.
• ودعوة المبادرة لمنع السعي للسلطة هي دعوة على وجه السنة المتبعة لا الاستثناءات.
• فلا حاجة للقول بجواز السعي للسلطة عند الاحتياج، فالمحرمات بصفة عامة تجوز عند الاضطرار، ومنها ما يجوز عند الاحتياج والاضطرار.
• ولا أدري ما هي الفتاوى التي تناسب بلاد الحرمين ولا تناسب واقع السودان؟ لم يصرح بها الدكتور.
• ومن الذي حرم العمل السياسي كله جملة وتفصيلاً؟ أليست مساندة أنصار السنة للقوات المسلحة عملاً سياسياً؟
• والدعوة لإنشاء جماعة نصح سياسية هي دعوة للسلفيين لعمل سياسي يناسب واقع السودان.
• فمجال عمل جماعة النصح هو نفس مجال عمل الحزب عدا السعي للسلطة، مع نصح جميع المسلمين بالتقيد في عملهم السياسي بالإجماع لا سيما إجماع السلف.
• أم أن ترك أنصار السنة العمل السياسي الحزبي ترك للعمل السياسي جملة وتفصيلاً؟
• أعاذني الله وإياه وجميع المسلمين من التعصب للآراء والاعتداد بها.
• وقد اقتُرح على السلفيين أن تكون لهم جماعة نصح سياسية خاصة بهم (غير جامعة لأهل القبلة).
• وليس هذا غريباً، فالحزب الشيوعي مثلاً لا يسمح بعضويته إلا لمن يؤمن بمبادئه.
• وأما الوحدة الوطنية عامة ووحدة أهل القبلة خاصة، فتكون بطاعة رئيس البلاد (الذي يجب أن يكون منتخباً) في المنشط والمكره (مثل مساندة القوات المسلحة في معركة الكرامة).
• فإذا تغلب رئيس البلاد بتحكمه في مفاصل الدولة، فإن أنصار السنة لا ينزعون يداً من طاعة درءً للأضر وحفظاً للبيضة ودرءً لاستغلال الأعداء الصراع الداخلي.
• فهم يتنازلون حتى عن بعض الحق الذي يلزم في الأصل التمسك به لأجل الوحدة الوطنية عامة ووحدة أهل القبلة خاصة (لا، ما أقاموا فيكم الصلاة).
• فبهذا تكون الوحدة، لا بالأحزاب العريضة.
• وما أكثر الأحزاب العريضة! وما أكثر تشققاتها!
• فالتحزب السياسي قائم على التنافس والخداع والمكايدات، مما يؤدي إلى الاضطراب السياسي وإلى انشقاقات غير متناهية في كل حزب.
• والسعي الجماعي للسلطة يورث العصبيّة بسبب الحرص على السلطة والثروة، فأقل أعضاء الحزب طمعاً يريد علاقةً ولو مع رئيس بلدية لمصالحه الشخصية، والعصبية تؤدي إلى التفرق.
• والأجنبي يستغل الأحزاب مع ضعف الأمة لتفريقها ولتمرير أجنداته.
• والسعي الفردي للسلطة يؤدّي إلى التحزّب لأن الحريص على السلطة يتقوّى عادةً بجماعته ويثير فيها العصبيّة.
• وقد سمّى الله تعالى القبائل التي جمعتها حميّة الجاهلية وعصبيّتها لقتال النبي ﷺ وأصحابه في المدينة أحزاباً.
• والله تعالى أعلم.