بصائر
بصائر
February 21, 2025 at 09:38 AM
*↩️ تمثيل السقيفة نيابيّ غير حزبيّ ↪️* *🏷 كان تمثيل المهاجرين والأنصار في السقيفة نيابيّاً، ولم يكن حزبيّاً، ومن أسباب تعدّد الرأي فيها أنّ السيادة في عرف العرب كانت شعوبيّةً وقبليّةً، ولم تكن أمميّةً قوميّةً.* • ما حدث في سقيفة بني ساعدة لم يكن تنافساً جماعيّاً على السلطة (حزبيّة سياسيّة)، وإنّما كان تمثيلاً نيابيّاً. • كان تمثيلاً نيابيّاً لقول ممثلي الأنصار في السقيفة: (منّا أمير، ومنكم أمير) [١] وقول أبي بكر رضي الله عنه ممثّلاً للمهاجرين: (لا، ولكنّا الأمراء، وأنتم الوزراء) [١]. • ولذا عدّ الفقهاء رؤساء الناس وأعيانهم وشيوخ القبائل من أهل الحلّ والعقد. • والتمثيل النيابي بهذه الطريقة جزء من تعدّد سياسيّ جماعيّ فعّال غير حزبي (بدون سعي جماعيّ للسلطة). • ولم يكن التمثيل في السقيفة حزبيّاً لأنّ من قال من الأنصار: (منّا أمير، ومنكم أمير) ظنّ أنّ الأمر في الإسلام يستمرّ على ما كان متعارفاً عليه عند العرب. • فلم تكن العرب تعرف السيادة الأمميّة القوميّة، فكان لكلّ قبيلةٍ أو شعبٍ سيّدٌ، والشعب نسب بعيد، والنسب من جهة الآباء فقط، والرحم من الجهتين (الآباء والأمّهات). • فلم ينافس الأنصار المهاجرين على إمارة واحدة. • ولمّا قال أبوبكر رضي الله عنه: (منّا الأمراء، ومنكم الوزراء)، فقد كان يشير إلى ما أشار إليه عمر رضي الله عنه بقوله: (لا يصلح سيفان في غمدٍ واحدٍ)، وهو وحدة الأمّة سياسيّاً على ما ورد في السنّة من أنّ الخلافة في قريش. • فالأمر اتباع للسنّة وليس عصبيّةً لقريش. • والوزير لغةً هو المؤازر والمعين. • والوزير في الاصطلاح هو من يعين رأس الدولة برأي أو باختصاصٍ بجانبٍ من إدارتها. • بعض العجم ليست لهم قبائل، وأقرب أنساب شعوب هؤلاء أبعد بكثير من أقرب أنساب الشعوب العربيّة. • ففي الأمم العربيّة المعاصرة شعوبٌ وقبائلُ خلافاً للأمم الغربيّة. • فالأمّة السويديّة مثلاً ليس فيها شعوبٌ وقبائل، ودمهم (رحمهم البعيد) هو من جهة الأمّهات والآباء. • فالشعب في لغة القرآن هو النسب البعيد (من جهة الآباء فقط) الذي يضمّ عدداً من القبائل. • ومن أمثلة الشعوب؛ القحطانيّون والعدنانيّون وبنو إسماعيل. • قال الله تعالى: ﴿وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا﴾. • قال الطبري رحمه الله: (عن مجاهد، قوله (شعوباً) قال: النسب البعيد. (وقبائل) دون ذلك) [٢]. • وترجمة nation الصحيحة هي أمّة وقوم. • فالأمّة لغةً من أمّ بمعنى قصد. • والأمّة من الناس هي الجماعة التي لها مقاصدُ مشتركةٌ. • والإمام هو الذي يقصد للاقتداء به، ﴿إنّ إبراهيم كان أمّة﴾. • قال ابن منظور رحمه الله: (وأصل هذا الباب كله من القصد. يقال: أممت إليه إذا قصدته، فمعنى الأمّة في الدين أنّ مقصدهم مقصدٌ واحدٌ) [٣]. • والقوم لغةً مصدر قام. • فالقوم هم من لهم روابطُ جامعةٌ يقومون لها. • قال ابن منظور رحمه الله: (قال ابن الأثير: القوم في الأصل مصدر قام) [٤]. • فكلّ شعبٍ قومٌ وأمّةٌ، ولا ينعكس. • وروابط الرحم والذمّة (العهد) معتبرةٌ. • قال رسول الله ﷺ: (إذا افتتحتم مصر فاستوصوا بالقبط خيراً، فإنّ لهم ذمّة ورحماً)، رواه مسلمٌ بلفظٍ مختلف. • فبنو إسماعيل والقبط شعبان بينهما رحم، لأنّ القبط أخوال بني إسماعيل، لأنّ هاجر أمّ إسماعيل عليهما السلام قبطيّة. • من جوامع قوميّات الأمم العربيّة المعاصرة؛ الدين، والدم (الرحم البعيد)، والذمّة (الوطن السياسيّ)، والأوطان الحقيقيّة التي يضمّها الوطن السياسيّ، واللّغة، والعادات. • والأصل أن يكون المسلمون أمّةً واحدةً. • قال الله تعالى: ﴿إنّ هذه أمّتكم أمّةً واحدةً وأنا ربّكم فاعبدون﴾. • والمسلم حقاً يقدّم رابطة الدين ومقاصده على غيره من الروابط والمقاصد. • قال الله تعالى: ﴿قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموالٌ اقترفتموها وتجارةٞ تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحبّ إليكم من الله ورسوله وجهادٍ في سبيله فتربّصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين﴾. • وجامعة الدين لا تغفل غير المسلمين، فهم أهل الذمّة باصطلاح الفقهاء. • قال القرافي رحمه الله: (والذي إجماع الأمّة عليه أنّ من كان في الذمّة وجاء أهل الحرب إلى بلادنا يقصدونه وجب علينا أن نخرج لقتالهم بالكراع والسلاح ونموت دون ذلك صوناً لمن هو في ذمّة الله) [٥]. • وخلاصة القول في تمثيل المهاجرين والأنصار في السقيفة أنّه كان نيابيّاً، ولم يكن حزبيّاً. • والله تعالى أعلم. *📚 مصادر 📚* [١] صحيح البخاري (٣٦٦٧). [٢] تفسير الطبري (ج٢٢/ص‏٣١١). [٣] لسان العرب (ج١٢/‏ص٢٧). [٤] لسان العرب (ج١٢/‏ص٥٠٥). [٥] الفروق (ج٣/ص٢٦). 👇🏽خمس رسائل إصلاحية في السياسة الشرعية؛ 🔗 المدونة ( https://omernour.blogspot.com/2016/04/blog-post_28.html ). 🔗 رابط pdf للطباعة ( https://drive.google.com/file/d/1OA41chghdaTTieYXjK1d-FR9SDRtJSyl/view?usp=sharing ).
❤️ 1

Comments