أهمية الدعاء بالثبات 🌿🌿. أعظم رزق يسوقه الله لعبده هو رزق الإيمان والعمل الصالح، قال الله (وَمَن يُؤْمِنۢ بِٱللَّهِ وَيَعْمَلْ صَٰلِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّٰتٍۢ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلْأَنْهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدًا ۖ قَدْ أَحْسَنَ ٱللَّهُ لَهُ رِزْقًا). فإذا كان هذا الرزق بهذه العظمة وهذه المكانة كان حريٌ بالعبد أن يتضرع إلى الله أن يحفظ له إيمانه ويثبته على طريق الحق والهداية. تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: " كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك". أتدري لما ؟ لأن الأنبياء هم أعلم الناس بالله، ولا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون. فكلما كان العبد بالله أعرف كان منه أخوف، والقلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن. ومن الأمور المخيفة جدًا والمرعبة التي أُكثِرُ من تأملها أن يموت الشخص على غير الإسلام. أتدري ما معنى ذلك ؟ معناه العذاب الأبدي إلى ما لا نهاية، ليس مليون ولا مليار سنة، وإنما إلى ما لا نهاية. لطفك يا ألله .. هذا المعنى والتأمل فيه سيجعل الدعاء بالثبات على الدين حاضرًا في دعواتك وسؤالاتك. والعاقل من استحضر دومًا هذه المعاني، وفكّر في مستقبله الحقيقي الأبدي. وأعرف أحد المشايخ شابت لحيته مبكرًا وقد سأله أحد طلابه عن هذا الشيب فقال بعد تمنّع : شيبني هاجس الثبات على هذا الدين، فقد عاصرت من هم أعظم مني صلاحًا وتقى هم الآن من رؤوس الضلالة. نصيحتي لنفسي ولك أخي الغالي أن يكون هُجَّيرانا هذا الدعاء (اللهم يا مقلّب القلوب ثبت قلبي على دينك). كرره في كل سجدة وقائمًا وقاعدًا وعلى جنبك. ومن كانت هذه حاله أعانه الله ووفقه وثبته على ما يحب ويرضى.