
د. طلال الحسان
578 subscribers
Similar Channels
Swipe to see more
Posts

استمطار الفتح بالاستغفار 🌨🌨 يقول ابن تيمية:" إنه ليقف خاطري في المسألة والشيء أو الحالة التي تشكل علي، فأستغفر الله -تعالى- ألف مرة أو أكثر أو أقل، حتى ينشرح الصدر ويتجلى إشكال ما أشكل. قَالَ: وأكون إذ ذَاك فِي السُّوق أَو الْمَسْجِد أَو الدَّرْب أَو الْمدرسَة لَا يَمْنعنِي ذَلِك من الذّكر وَالِاسْتِغْفَار إِلَى أَن أنال مطلوبي". العقود الدرية لابن عبدالهادي ( ٢١-٢٢).

سبيل الانتفاع بالطاعة والعبادة 🌿🌿 إذا أردت الانتفاع بالطاعة والعبادة وأردت أيضًا أن ترى أثرها وأنوارها وتصل إلى مرتبة عالية في الإيمان والهداية فعليك بأمرين: الأول: العناية بصلاح القلب وسلامته من الأمراض والدسائس، فأمراض القلوب ودسائسها تضعف الانتفاع بالعبادة وتعرقل سير القلب إلى الله، قال ابن الجوزي: " إنَّما تنفع العبادة وتظهر آثارها وتَبينُ لذَّاتها مع إصلاح أمراض القلب". التبصرة (٢/٢٠٨). الثاني: الحرص على الإتيان بها وِفق المأمور وعلى وجهها الصحيح قال العز بن عبدالسلام: " ما من طاعة يأتي بها الطالبُ على وجهها إلا أحدثت في قلبه نوراً، وكلَّما كَثُرت الطاعات تراكمت الأنوار ، حتى يصير المطيعُ إلى درجات العارفين" القواعد الكبرى (١/٢٥ ). ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية: " المسلم الصادق إذا عبد الله بما شرع؛ فتح الله عليه أنوار الهداية في مدة قريبة". الاستقامة ( ١/١٠٠) .

بركة بعض التلاميذ على شيوخهم 🌿🌿 بعض التلاميذ مبارك على شيخه، وتمتد بركته على أمة الإسلام أجمع، وذلك ببركة اقتراحاته ومشورته، فكثير من المؤلفات النافعة كانت باقتراح موفق من تلميذ مبارك لمّاح، ومن ذلك قصة أبي المظفر وتأليفه لكتاب قواطع الأدلة الذي قال عنه السبكي: " ولا أعرف في أصول الفقه أحسن من كتاب القواطع ولا أجمع". وقال عنه الزركشي: " هو أجل كتاب للشافعية في أصول الفقه نقلًا واحتجاجًا" . وحسبك بهاتين الشهادتين من إمامين في علم الأصول بحجم السبكي والزركشي. هذا الكتاب العظيم كان من أسباب تأليفه اقتراح من بعض الطلبة، وقد صرّح أبو المظفر بذلك في مقدمة كتاب القواطع حيث يقول: " وقد كان جماعة من أصحابي يطلبون مجموعًا في أصول الفقه يستحكم لهم بها معانيه ويقوى أفرعها ويجتمع أشدها وينسق فروعها ويرسخ أصولها …..فاستخرت الله تعالى عند ذلك وعمدت إلى مجموع مختصر في أصول الفقه أسلك فيه طريقة الفقهاء من غير زيغ عنه ولا حيد ولاميل.. ". نستفيد من هذا؛ الأثر العظيم لبعض التلاميذ في استخراج علم أشياخهم وما عندهم من كنوز ودرر، فمن سعادة العالم أن يرزق بتلاميذ مباركين يعينونه على نشر علمه ونفع الأمة. ولو تأملنا لوجدنا أن كثيرًا من المشاريع النافعة والكتب والمؤلفات كانت ببركة اقتراح أو مشورة، بادر بها صاحبها ولم يحقر نفسه، ويستسلم لتثبيط الشيطان وتخذيله. أعرف شخصًا يمتلك هذا الحس، وقد خرجت كثير من الكتب في الساحة الشرعية والدعوية ببركة مشورته واقتراحاته. وخلاصة القول: إن لم يسعفك علمك للتأليف والكتابة، فليسعفك دلالة الناس على الخير، وعلى ما يحسنونه وما فتح الله عليهم به، فتكون شريكًا في الأجر، ولك غنم ذلك.

ولكن التوحيد لا بواكي له التوحيد هو جوهر دين الإسلام ولب الشريعة ، والمقصد الأساس من دعوة الرسل قال الله: ( ولقد بعثنا في كل أمة رسولًا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت) . وكانت حياة نبينا ﷺ حافلة بالدعوة إلى التوحيد والتحذير من الشرك وبيان خطورته. ويكفي أن تعلم أن أعظم ذنب عُصي الله به هو الشرك بالله، ولمّا سُئل النبي ﷺ أي الذنب أعظم؟ قال: " أن تجعل لله ندًا وهو خلقك " . قال السعدي رحمه الله مبيّنًا أهمية هذا الأصل العظيم: " وهو الذي خلق الله الخلق لأجله، وشرع الجهاد لإقامته، وجعل الثواب الدنيوي والأخروي لمن قام به وحققه، والعقاب لمن تركه، وبه يحصل الفرق بين أهل السعادة القائمين به وأهل الشقاوة التاركين له، فعلى العبد أن يبذل جهده في معرفته وتحقيقه والتحقق به، ويعرف حدّه وتفسيره، ويعرف حكمه ومرتبته، ويعرف آثاره ومقتضياته، وشواهده وأدلته وما يقويه وما ينمّيه، وما ينقضه ويُنقصه، لأنه الأصل الأصيل لا تصح الأصول إلا به، فكيف بالفروع". الحق الواضح المبين للسعدي ٥٧ . وقد كان النبي ﷺ حريصًا على حماية جناب التوحيد حتى في أدق التفاصيل ولا يدع مجالًا للشرك بجميع أنواعه، فكان يبيّن خطورة بعض الألفاظ كقصته مع الرجل الذي قال ما شاء الله وشئت ، فقال له النبي ﷺ: " أجعلتني لله ندًا بل ما شاء الله وحده". وعلى هذا النهج سار الصحابة رضي الله عنهم من بعده. ولذا فإن من أهم المهمات دراسة التوحيد والتعمق فيه، وبيان ما يناقضه، ومعرفة خطورة الشرك في الدنيا والآخرة، وحسبك أن تعلم أنه لو جاء الإنسان بأعمال صالحة كالجبال لكنه متلبس بالشرك حبط جميع عمله، ولم ينفعه ذلك، قال الله: ( ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين). فينبغي على الدعاة والعلماء وطلاب العلم التركيز على هذا الأصل العظيم ـ وهو توحيد الله ـ وتعليمه ونشره، وبيان ما يناقضه من الشرك والتحذير منه .. وإن من أعظم الشرف والكرامة أن يستعمل الله عبده في الدعوة إلى التوحيد وتذكير الناس بهذا الأصل العظيم ومجاهدة المشركين وبيان ما هم عليه من باطل، ولو بكلمة أو رسالة أو دلالة على كتاب نافع أو درس مسموع ، فلا تحقرن من المعروف شيئًا .. ودونك هذا الكتاب اللطيف: الحق الواضح المبين في شرح توحيد الأنبياء والمرسلين للعلامة السعدي ، فقد بيّن التوحيد الذي جاء به الأنبياء عليهم السلام وشرحه وبيّن ما يناقضه .

قاعدة جليلة ✨✨ يقول الحافظ ابن رجب : " ما أُعْطِيتْ أمَّة ما أعطيت هذه الأمة ببركة متابعة نبيها ﷺ حيث كان أفضل الخلق، وهديه أكمل الهدي….فمن أطاعه فقد أطاع الله، وأحبه الله واهتدى بهدى الله……. فأفضل الناس من سلك طريق النَّبيّ ﷺ وخواص أصحابه في الاقتصاد في العبادة البدنية والاجتهاد في الأحوال القلبية، فإنَّ سفر الآخرة يقطع بسير القلوب لا بسير الأبدان". المحجة في سير الدلجة ( ٤٩)، ( ٥٢).

هذا الكتاب ليتني كتبته 🌿🌿 أعظم التآليف نفعًا تلك التآليف التي ترشدك إلى ما فيه صلاح دينك وعمارة آخرتك، فالدنيا دار عمل، والآخرة دار حساب وجزاء، نعم قد يكون هذا المعنى من البدهيات، ولكن هذا المعنى البدهي هو يقين أشبه بالشك عند كثير من الناس من خلال تعاملهم معه ومدى حضوره في حياتهم. وها هنا مؤلَّفٌ مبارك، قد وفّق الله له صاحبه وادخر له هذا الفضل، وهو كتاب المنح العلية في بيان السنن اليومية لفضيلة شيخنا الدكتور : أبي مالك عبدالله الفريح. وأشهد أن هذا الكتاب قد حوى بين طياته علمًا من أنفع العلوم وأشرفها (عرض لسنن وهدي النبي ﷺ من استيقاظه إلى منامه، مقرون بالإشارات العلمية والأدلة الشرعية). ودائمًا ما أوصي بهذا الكتاب لما رأيت له من حسن الأثر والبركة على من قرأه، وهو من الكتب التي أغبط عليها المؤلف تقبل الله منه، فأي شرف ورفعة أن يستعملك الله لنشر سنة نبيه ﷺ وهذا والله هو الشرف الذي لا يدانيه شرف، ومما يدخل السرور على النفس أن المؤلف وفقه الله قد أشرك في ثوابه كل من شارك فيه برأي أو توجيه أو طباعة أو ترجمة أو فكرة أو تدريس أو دلالة أو نشر شيء منه، ذكر ذلك في مقدمته النافعة في الطبعة العشرين. ونصحيتي لك ولنفسي يا من تقرأ أحرفي هذه أن تقرأ هذا الكتاب وتدل عليه وتتدارسه مع أحبتك وأهلك وأبناءك وطلابك، فهذا والله هو العلم النافع وخير ما يُنشَّأُ عليه الجيل. وأي خير أعظم من أن يتربى النشء على اتباع السنة في أقوالهم وأفعالهم، فاتباع سنة النبي ﷺ سبب لحلول البركة في الأقوال والأعمال، وسبب لرفعة الذكر وسببٌ للفلاح في الدين والدنيا وكلما زاد نصيب المرء من اتباعه لسنة النبي ﷺ زاد نصيبه من الهداية والقرب من الله يقول الله جل وعلا: (وإن تطيعوه تهتدوا) . فمن ألزم نفسه بآداب السنة نور الله قلبه بنور المعرفة ولا مقام أشرف من متابعة الحبيب في أقواله وأفعاله وأخلاقه كما قال ابن عطاء الله. ويقول ابن القيم: " ترى صاحب اتباع السنة قد كُسي من الروح والنور وما يتبعهما من الحلاوة والمهابة والجلالة والقبول ما قد حُرِمه غيره" . إذا تقرر لنا مما سبق أهمية العمل لسالك طريق الآخرة، وأهمية أن يكون هذا العمل وفق سنة النبي ﷺ، كان من المهم أن نعرف هدي النبي ﷺ من استيقاظه إلى منامه وما هي السنن اليومية الثابتة عنه ﷺ القولية منها والفعلية في الليل والنهار حتى يتيسر لنا متابعته في ذلك، وكل ذلك تجده في المنح العلية . جزى الله المؤلف خير الجزاء على هذا العمل المبارك وبارك فيه وتقبل الله منه ونفعنا بكتابه. علما أنه يوجد نسخة بي دي إف للكتاب.

بيدك هذا الأمر فلا تزهد به 💡💡 قد يضع أحدهم في حالته بالواتس أو يرسل لك على الخاص عن حالة محتاجة أو طلب سداد فاتورة متعسرة لأسرة متعففة، فإذا لم يُسعف الحال فليسعف الدعاء. جرّب أن لا تدع حالة تمر إلا وقد ظفروا منك بدعوة صادقة، ادع الله لهم من قلبك أن يسدد الله دينهم ويفرّج كربتهم، وأن يسخر لهم من يصلح حالهم. هذا العمل اليسير الذي لا يُكلّف شيئًا تنال فيه بركات عظيمة، ويعود عليك بالخير في دينك ودنياك، وتنفع أخاك المسلم، ولا يخفاك أنها دعوة مستجابة بدعوة الملَك لك: (ولك بمثل) . من قال أنك لا تملك شيئًا، وأنت تملك الدعاء الذي به يغير الله الأحوال ويقلب الموازين ..

تباريح حول الهدف والإنجاز . 🖋📒 التفاصيل الصغيرة والعادات اليومية هي التي تعبّر عن حقيقة المرء وطموحه واهتماماته وما يريد أن يصل إليه. باختصار أنت = مجموع ما عملته في يومك. وإذا أردت أن تعرف حقيقة نفسك، فعليك قبل أن تضع رأسك على الوسادة أن تأخذ ورقة وقلمًا وتستعرض ما عملته في يومك، فإذا كان خيرًا فاحمد الله، واثبت عليه، وإذا كان غير ذلك فبادر بالإصلاح والتغيير . فما زال في الوقت فسحة. شخص بدأ يومه بصلاة الفجر، وقرأ أذكاره وورده من القرآن، وأنجز عمله، وقرأ كتابًا مفيدًا زاد في فهمه ووسّع مداركه، وسمع درسًا أو محاضرة أو شيئًا ارتقى بعقله، ومارس الرياضة، وحرص على أن تبقى جذوره ومُدخلاته صحيحة سليمة؛ فهذا ممن سيحمدون العاقبة، ويخصف لنفسه ثمار الإنجاز والنجاح. شخص آخر ضيّع وقته بالتفاهات وألعاب الفيديو وملاحقة يوميات المشاهير وأخبارهم ومشاهدة المسلسلات والمباريات وأفنى عمره في استراحات الضياع فهذا ينبغي لها أن يعرف قيمة العمر، وأن هذه الحياة مزرعة للآخرة، وسيندم على كل ثانية ضاعت من عمره إذا وُضع في قبره. وسأبوح لك بسرّين من أسرار الناجحين: الأول: عليك بالفجر وساعات الصباح الأولى. فإن للفجر وإنجاز الأعمال فيه لذة لا يذوقها إلا المستيقظ النشيط، وللصباح مُحيًّا وثّابًا لا يستقبله إلا المبكر، وقديمًا قيل: (أمير النهار أوله)، وأصدق منه قول النبي ﷺ: (بورك لأمتي في بكورها). فساعات الصباح الأولى هي بمنزلة دفة السفينة التي تحدد مسار الْيَوْم كله، فلا تضيعها، واحرص على استغلالها خير استغلال. يقول د عيسى السعدي: "لما بدأت الكتابة في رسالتي الوعد الأخروي كنت على شبه يقين أن الوقت المتاح لإنجازه لايكفي أبدًا، وفكرت كثيرًا في طلب التمديد وغير ذلك من الفرص الإضافية، ثم يسّر الله وأعان وأنجزته قبل اكتمال المدة، وذلك يرجع بعد توفيق الله وعونه لأسباب، من أهمها في نظري؛ أن معظم كتاباتي وعملي في هذا الكتاب كانت في الفترة الصباحية، وهي فترة طويلة مباركة، فرطنا فيها كثيرًا لمّا تغير أسلوبنا في حياتنا اليومية. وأذكر بهذه المناسبة أن أحد زملائي آنذاك كان يحدثني عن رسالته وأنه ذات يوم عمل من بعد الفجر فتمكن من تبييض فصل كامل في يومه ذلك، ثم رجع لعادته في الكتابة، فأمضى في تبييض الفصل الآخر شهرا كاملا". أ.هـ. الثاني: الاستمرار الاستمرار إذا أردت الإنجاز و"تحقيق نصيحة المصطفى ﷺ بأن أحب الاعمال الى الله أدومه وإن قل هو الشفاء من عصاب التشجنج بين سعة الطموح وقصر الوقت وضعف الحيلة". قاله ابن عقيل الظاهري في تباريحه الأولى. ويقول صاحبي : " قبل عامين ونصف عزمت على قراءة كتاب في السيرة في سبعة مجلدات ومضى عامان ولم أقرأ منه شيئًا، وهو أمامي ، التزمت من ستة شهور بالقراءة فيه عشر دقائق فقط يوميًا، وأنا الآن في المجلد الرابع ". إن سر الوصول إلى الهدف يكمن في الاستمرارية وليس السرعة، فالنجاح رحلة طويلة تُنسج خيوطها من الأفعال الصغيرة التي يتكرر فعلها على المدى الطويل فكانت هذه النتائج، وكان ﷺ عمله ديمة. ونكتة الأمر هنا 👈🏼 ( اصرف النظر عن النهاية، وأحكم العزم، وعاقد الصبر وخذ نفسك بالإنجاز اليومي ولو قل، فستكون النتيجة مذهلة) ارتياض العلوم .