
د. طلال الحسان
February 17, 2025 at 06:36 AM
تباريح حول الهدف والإنجاز . 🖋📒
التفاصيل الصغيرة والعادات اليومية هي التي تعبّر عن حقيقة المرء وطموحه واهتماماته وما يريد أن يصل إليه.
باختصار أنت = مجموع ما عملته في يومك.
وإذا أردت أن تعرف حقيقة نفسك، فعليك قبل أن تضع رأسك على الوسادة أن تأخذ ورقة وقلمًا وتستعرض ما عملته في يومك، فإذا كان خيرًا فاحمد الله، واثبت عليه، وإذا كان غير ذلك فبادر بالإصلاح والتغيير . فما زال في الوقت فسحة.
شخص بدأ يومه بصلاة الفجر، وقرأ أذكاره وورده من القرآن، وأنجز عمله، وقرأ كتابًا مفيدًا زاد في فهمه ووسّع مداركه، وسمع درسًا أو محاضرة أو شيئًا ارتقى بعقله، ومارس الرياضة، وحرص على أن تبقى جذوره ومُدخلاته صحيحة سليمة؛ فهذا ممن سيحمدون العاقبة، ويخصف لنفسه ثمار الإنجاز والنجاح.
شخص آخر ضيّع وقته بالتفاهات وألعاب الفيديو وملاحقة يوميات المشاهير وأخبارهم ومشاهدة المسلسلات والمباريات وأفنى عمره في استراحات الضياع فهذا ينبغي لها أن يعرف قيمة العمر، وأن هذه الحياة مزرعة للآخرة، وسيندم على كل ثانية ضاعت من عمره إذا وُضع في قبره.
وسأبوح لك بسرّين من أسرار الناجحين:
الأول: عليك بالفجر وساعات الصباح الأولى.
فإن للفجر وإنجاز الأعمال فيه لذة لا يذوقها إلا المستيقظ النشيط، وللصباح مُحيًّا وثّابًا لا يستقبله إلا المبكر، وقديمًا قيل: (أمير النهار أوله)، وأصدق منه قول النبي ﷺ: (بورك لأمتي في بكورها).
فساعات الصباح الأولى هي بمنزلة دفة السفينة التي تحدد مسار الْيَوْم كله، فلا تضيعها، واحرص على استغلالها خير استغلال.
يقول د عيسى السعدي: "لما بدأت الكتابة في رسالتي الوعد الأخروي كنت على شبه يقين أن الوقت المتاح لإنجازه لايكفي أبدًا، وفكرت كثيرًا في طلب التمديد وغير ذلك من الفرص الإضافية، ثم يسّر الله وأعان وأنجزته قبل اكتمال المدة، وذلك يرجع بعد توفيق الله وعونه لأسباب، من أهمها في نظري؛ أن معظم كتاباتي وعملي في هذا الكتاب كانت في الفترة الصباحية، وهي فترة طويلة مباركة، فرطنا فيها كثيرًا لمّا تغير أسلوبنا في حياتنا اليومية.
وأذكر بهذه المناسبة أن أحد زملائي آنذاك كان يحدثني عن رسالته وأنه ذات يوم عمل من بعد الفجر فتمكن من تبييض فصل كامل في يومه ذلك، ثم رجع لعادته في الكتابة، فأمضى في تبييض الفصل الآخر شهرا كاملا". أ.هـ.
الثاني: الاستمرار الاستمرار إذا أردت الإنجاز و"تحقيق نصيحة المصطفى ﷺ بأن أحب الاعمال الى الله أدومه وإن قل هو الشفاء من عصاب التشجنج بين سعة الطموح وقصر الوقت وضعف الحيلة". قاله ابن عقيل الظاهري في تباريحه الأولى.
ويقول صاحبي : " قبل عامين ونصف عزمت على قراءة كتاب في السيرة في سبعة مجلدات ومضى عامان ولم أقرأ منه شيئًا، وهو أمامي ، التزمت من ستة شهور بالقراءة فيه عشر دقائق فقط يوميًا، وأنا الآن في المجلد الرابع ".
إن سر الوصول إلى الهدف يكمن في الاستمرارية وليس السرعة، فالنجاح رحلة طويلة تُنسج خيوطها من الأفعال الصغيرة التي يتكرر فعلها على المدى الطويل فكانت هذه النتائج، وكان ﷺ عمله ديمة.
ونكتة الأمر هنا 👈🏼 ( اصرف النظر عن النهاية، وأحكم العزم، وعاقد الصبر وخذ نفسك بالإنجاز اليومي ولو قل، فستكون النتيجة مذهلة) ارتياض العلوم .
❤️
👍
🍂
5