
د. طلال الحسان
February 17, 2025 at 07:05 AM
ولكن التوحيد لا بواكي له
التوحيد هو جوهر دين الإسلام ولب الشريعة ، والمقصد الأساس من دعوة الرسل قال الله: ( ولقد بعثنا في كل أمة رسولًا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت) .
وكانت حياة نبينا ﷺ حافلة بالدعوة إلى التوحيد والتحذير من الشرك وبيان خطورته.
ويكفي أن تعلم أن أعظم ذنب عُصي الله به هو الشرك بالله، ولمّا سُئل النبي ﷺ أي الذنب أعظم؟ قال: " أن تجعل لله ندًا وهو خلقك " .
قال السعدي رحمه الله مبيّنًا أهمية هذا الأصل العظيم: " وهو الذي خلق الله الخلق لأجله، وشرع الجهاد لإقامته، وجعل الثواب الدنيوي والأخروي لمن قام به وحققه، والعقاب لمن تركه، وبه يحصل الفرق بين أهل السعادة القائمين به وأهل الشقاوة التاركين له، فعلى العبد أن يبذل جهده في معرفته وتحقيقه والتحقق به، ويعرف حدّه وتفسيره، ويعرف حكمه ومرتبته، ويعرف آثاره ومقتضياته، وشواهده وأدلته وما يقويه وما ينمّيه، وما ينقضه ويُنقصه، لأنه الأصل الأصيل لا تصح الأصول إلا به، فكيف بالفروع". الحق الواضح المبين للسعدي ٥٧ .
وقد كان النبي ﷺ حريصًا على حماية جناب التوحيد حتى في أدق التفاصيل ولا يدع مجالًا للشرك بجميع أنواعه، فكان يبيّن خطورة بعض الألفاظ كقصته مع الرجل الذي قال ما شاء الله وشئت ، فقال له النبي ﷺ: " أجعلتني لله ندًا بل ما شاء الله وحده". وعلى هذا النهج سار الصحابة رضي الله عنهم من بعده.
ولذا فإن من أهم المهمات دراسة التوحيد والتعمق فيه، وبيان ما يناقضه، ومعرفة خطورة الشرك في الدنيا والآخرة، وحسبك أن تعلم أنه لو جاء الإنسان بأعمال صالحة كالجبال لكنه متلبس بالشرك حبط جميع عمله، ولم ينفعه ذلك، قال الله: ( ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين).
فينبغي على الدعاة والعلماء وطلاب العلم التركيز على هذا الأصل العظيم ـ وهو توحيد الله ـ وتعليمه ونشره، وبيان ما يناقضه من الشرك والتحذير منه ..
وإن من أعظم الشرف والكرامة أن يستعمل الله عبده في الدعوة إلى التوحيد وتذكير الناس بهذا الأصل العظيم ومجاهدة المشركين وبيان ما هم عليه من باطل، ولو بكلمة أو رسالة أو دلالة على كتاب نافع أو درس مسموع ، فلا تحقرن من المعروف شيئًا ..
ودونك هذا الكتاب اللطيف: الحق الواضح المبين في شرح توحيد الأنبياء والمرسلين للعلامة السعدي ، فقد بيّن التوحيد الذي جاء به الأنبياء عليهم السلام وشرحه وبيّن ما يناقضه .
👍
2