تأملات سلوكية
February 28, 2025 at 11:23 AM
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي جاد على عباده بمواسم البركات، وجعل لهم في الأيام نفحاتٍ، تفيض بها خزائن الرحمات، وتغدو بها الصحائف بيضًا ناصعات. أما بعد... فقد أقبل شهر رمضان، هلالٌ يلوح في أفق السعدِ بشيرًا، وموسمٌ يرفرف على أعطاف الدهر نضيرًا، شهرٌ تأنس به الأرواح، وتصفو في ظلاله القلوب، وتجود فيه الأيدي بالعطاء كما تجود السحب بالماء الصبيب. يا معشر الأحباب، قد أظلكم زمانٌ إذا تنفّسَ صبحُه أشرق بالأمل، وإذا أسدل ليله ألقى في القلب السكينة والوجل. فحيّ هلا بشهرٍ تنزلت فيه الرحمات، وانفسحت فيه أبواب الجنات، وتضاعفت فيه الحسنات، فطوبى لمن صافح الهلال بقلبٍ تائب، ونهض إلى الطاعة بعزمٍ صادق، وجعل من أيامه مطايا إلى رضوان الله، ومن لياليه سلّمًا إلى دار النجاة. أيها الأخلاء الأكارم... هذا شهرٌ من صامه إيمانًا احتوشته الرحمات، ومن قامه احتَفَت به الملائكة، ومن دعا فيه أُجيبت دعوته، ومن بسط كفّه بالعطاء رُفعت درجته، فأعدّوا له القلوب أكنانًا للخشوع، وزيّنوا الألسن بتلاوة الكتاب، وخذوا من أنواره ما تستضيئون به في ظلمات القبور. فيا سعدَ قومٍ أظلهم رمضان، وأينعت في روضات أعمارهم أزهار الإحسان، وملأوا صحائف أيامه بصالح الأعمال، فما ودّعوه إلا وقد أُثقلت لهم الموازين، وتفتحت لهم أبواب النعيم. اللهم بلّغنا رمضان، ونحن في نعمةٍ وعافيةٍ وأمان، وارزقنا فيه صيامًا مقبولًا، وقيامًا مشكورًا، ودعاءً مستجابًا، واغسل قلوبنا بماء اليقين، كما تغسل الأرض بماء السماء الهطول. وكتب الراجي عفو ربّه، محبكم... حسن بن خلف بن سعيد الريامي
❤️ 3

Comments