عروة الصادق 𝒪𝓇𝓌𝒶 𝒜𝓁𝓈𝒶𝒹𝒾𝑔
عروة الصادق 𝒪𝓇𝓌𝒶 𝒜𝓁𝓈𝒶𝒹𝒾𝑔
February 2, 2025 at 03:30 PM
*`حتمية انتقال الحرب من بؤسها ومآلاتها إلى السلم والعدالة`* 𝙀-𝙈𝘼𝙄𝙇: 𝙊𝙍𝙒𝘼𝘼𝙇𝙎𝘼𝘿𝙄𝙂@𝙂𝙈𝘼𝙄𝙇.𝘾𝙊𝙈 `Ⓞ.Ⓢ عُــــــروة الصّــــــادق` ٢. ٢. ٢٠٢٥م https://x.com/orwaalsadig/status/1886074505589637588?s=19 ● لقد استشنعنا الحرب منذ بداياتها ونبهنا لمآلاتها، واستفظعنا انتهاكاتها وآثارها، ونوهنا لكوارثها وإجرامها، وحاولنا جاهدين تلافي انقسامها وآثامها، وعدم الاصطفاف لطرفيها أو التلطخ بدماء الأبرياء وأموال (كارتيلات) الحرب، وأعلنا بكل صدق أن ما يحدث لا يعدو كونه تآمرا إخوانيا لوأد الثورة السلمية، ومسارًا مأساويًا يقودنا إلى ما لا تحمد عقباه، ونبَّهنا منذ اللحظات الأولى بأن هذه الحرب لن تفضي إلى شيء سوى الخراب وتحقيق مطامح ومطامع الحزب المحلول وفلوله وأشواق سدنة إنقلاب أكتوبر ٢٠٢١م، وستجر البلاد إلى هاوية لا ينجو منها أحد، لم يستجب لنا أحد إلى أن وقع الواقعة. - وكما كنا قد حذرنا، ها هي اليوم فظائع الحرب تتوالى يومًا بعد يوم، في استهانة تامة بحرمة النفس الإنسانية، ودماء الأبرياء، وممتلكاتهم وأرواحهم وأعراضهم، وتدمير ممنهج لسمت الثورة وتقاليد المجتمع، تجدها تتنقل بين المجتمعات والقبائل، تبث الفتن، وتفرِّق الصفوف، وتعبث بمقدرات الأوطان، وتفت عضد الدولة، وتفتح الباب للجحيم، فأي جريمة أكبر من قتل الإنسان على أساس الهوية أو المعتقد أو الفكرة أو حتى ارتكاب كبيرة دون محاكمة عادلة؟ أي خطيئة أعظم من استباحة الدماء في زمان ومكان يفترض أن يكون فيه الأمل متجددًا؟! وأي عته ذاك الذي ألم ببعض العقول التي تستسهل حرمة الدم، وتستبسط فكرة القتل بل تبسط اليد لقتل الأخ لأخيه؟؟! - وها نحن اليوم نقف أمام حقيقة مؤلمة، تتمثل في أن الاستمرار في هذه الحرب لن يفضي إلى أي حلٍّ، بل سيتحول إلى كرة من اللهب، تتنامى لتأكل الأخضر واليابس ثم تنفجر يومًا بعد يوم، لتطال مجتمعات وقبائل وأحلاف ودول، لتجعل من الوطن مسرحًا دائمًا للصراع والموت، ولسنا بحاجة إلى أن نبحث طويلاً في صفحات التاريخ لنفهم أن الحروب لا تأتي أبدًا بما هو خير للإنسانية، وإنما تسفر في النهاية عن نتائج كارثية لا تدع مجالًا للشك: الخراب، التشريد، الدمار، ، النعرات، الانتقام، وفقدان الأرواح، لذلك أكرر أن الحرب جريمة متواصلة، تزداد قبحًا مع كل يوم جديد، ولا يمكن أن تنقلب في أي وقت إلى نعمة أو منفعة، وواهم من ظن أنها لن تدخل بيته، فكل من ولغوا فيها ولو بشطر كلمة ستدخل إلى عقار ديارهم. - إني في هذا المقام، أجد أن الواجب لا يكمن في الاستمرار في هذا المسار الدموي، بل في العمل الجاد والمخلص نحو الحلول المستدامة التي تكفل للأجيال القادمة السلام والازدهار، وينبغي أن نُدرك لا أن نستدرك، بكل وضوح، أن الحلول التسكينية، التي تقتصر على فترات هادئة مؤقتة أو توافقات قصيرة العمر، لا يمكنها أن تكون بديلاً حقيقيًا للسلام المستدام، ولن يحجم مصاصوا الدماء عن دعم وإيقاد أوار النار التي تسفح الدماء. - لذلك فإننا بحاجة إلى أسس حقيقية لرؤية الحقيقة التي غطاها دخان الحرب وأكاذيبه، ونمضي نحو العدالة التي تمنع الافلات من العقاب، لتحقق المصالحة التي تضمن استدامة السلام، والمضي بصدق وتجرد إلى معالجة جذور الأزمات التي ستفجر مثل هذه الحروب مجددا، وتؤجج نزاعاتها مستقبلاً، وعلينا أن نضع حلاً يعيد للإنسان كرامته ويصون حرمته، ويحمي للبلاد مقدراتها ويؤمن حدودها وسيادتها وثرواتها، ويضمن للمجتمع أمنه واستقراره، ويؤمن للدولة قوتها ووحدتها. - بإمكاني أن أنفخ في كير (الحرب) والتعبئة والتحشيد لها، وأن أدعمها وأتكسب من مالها (الحرام) وألغ في دمائها ( الحرام)، ولكن هذا خيار الآيس الجبان العاجز، وإيماني أن الترويج لفكرة السلم ليس خيارًا ترفيًا، بل هو ضرورة حتمية، فالسلم ليس غاية تُنال لمجرد الهدوء، بل هو النور الذي يضيء دروب الأجيال القادمة، ويجلي دياجر الليالي الحالكة، فهو الفضاء الذي يتنفس فيه الإنسان بأمان، حيث يشعر بالأمل في المستقبل، وهو ما ستصل إليه هذه الآلة الحربية وتتدمر آلاتها أمام بوابته، هكذا جاء في سفر التاريخ المسطور، ووقائع زماننا المنظور. - خياري وقناعتي هذه أن هذا هو الطريق الذي يجب أن نضمه بقلوبنا وعقولنا وتتمكن منه حواسنت قبل أيدينا، لأنه لا يمكن أن يزدهر وطن من دون سلام، ونحن اليوم أمام مسؤولية تاريخية تقتضي ألا نستجيب لأي ابتزاز أو تخويف أو تخوين أو تهديد ووعيد، وأن نخلط هذه القناعات بمخنا ودمنا ولحمنا وعظمنا، ونجعلها تستقر في سويداء قلوبنا، أملاً منا أن نخطو خطوات حقيقية نحو هذا السلم، مهما كانت الحملات التخوينية والدعوات التحريضية والتحديات التي تواجهنا بصورة يومية، وأن نعمل جاهدين لنبذ العنف، وتوحيد الصفوف، واستعادة الثقة بين أفراد هذا الشعب العظيم. - لأجل ذلك، سأظل أكرر أن الحرب لم تكن ولن تكون الحل، وإن عاش جنرالاتها ألف قرن، واستمرت الدعوات إليها ألف عوام ومالأها الجن والإنس من العلماء والعوام، وأن استمرارها لن يجلب لنا سوى مزيد من الموت والدمار، وأن الطريق الوحيد للخروج من هذا النفق المظلم هو الإسراع والاستجابة لدعوات التفاوض الجادة وتنفيذ ما اتفق عليه من إجراءات والالتزام بما رسم من اشتراطات وصولاً لتحقيق الاستقرار التام والمصالحة الوطنية، والعدالة، وإعلاء صوت الحكمة والتفكير العقلاني وعدم الاعتداد بالإثم، وعلينا أن نؤمن أن السلم هو الخيار الوحيد الذي يستحق أن نكرس له كل جهودنا، وأنه هو الأساس لبناء مستقبل واقعي وحقيقي ومبشر وآمن لكل السودانيين والسودانيات. ● ختاما: السلام السلام السلام، هو فقط ما نحتاجه أكثر من أي وقت مضى، والسلام هو السبيل الذي سيقودنا إلى معرفة الحقيقة، ومحاكمة المجرم، وغوث الملهوف، وشفاء المصاب والمريض، وهو الذي سيضمن لنا ما نأمل من وحدة وتعايش نرى أن كل عوامل تمزيقه باتت ماثلة والطريق إلى تفتيت البلاد بات معبدا بالانتهاكات العنصرية والإجراءات الإنفصالية، ولا يمكن أن تكون هناك عظمة للأمة السودانية دون سلام يؤمن به الجميع، لذلك على قادة الحرب أن يسرعوا للحل بأيديهم لا بيدي (عمرو) وبالرغبة لا بالرهبة فالخيارات كلها تقول: بفتح البلاد نحو حرب أهلية شاملة تستقطب أدوات عنف حروب الجيل الخامس وتجريبها في السودان، وحالة انقسام ستشهدها البلاد وتقود لتخريبها، وزيادة جارئم المتحاربين ضد الانسانية وجرائم الحرب والعدوان، وانفتاح حدودها للإرهاب والإرعاب والمتطرفين، وهو ما سيعجل بالتدخل الدولي السافر والخبيث الذي لن يضع في سقف أولوياته إلا مصالح الدول المتدخلة. 𝒪𝓇𝓌𝒶 𝒜𝓁𝓈𝒶𝒹𝒾𝑔
❤️ 2

Comments