عروة الصادق 𝒪𝓇𝓌𝒶 𝒜𝓁𝓈𝒶𝒹𝒾𝑔
عروة الصادق 𝒪𝓇𝓌𝒶 𝒜𝓁𝓈𝒶𝒹𝒾𝑔
February 8, 2025 at 02:27 PM
*`البرهان يقود السودان من الحرب للهاوية`* https://x.com/orwaalsadig/status/1888232745501065505?s=19 ● في ظل ما نشهده من استحكام لحلقات الأزمة السودانية المتصاعدة، يقف البرهان (الفريق)، كالشخص (الغريق) مثيرا للجدل والشفقة، يثير أداؤه السياسي والعسكري تساؤلات حادة حول مصداقيته وقدرته على قيادة البلاد نحو الاستقرار، وبين خطاباته السياسية التي تتغنى بالسيادة الوطنية وحماية السودان، وأفعاله التي تكرس الحرب والدمار والإنفصال ومخادمة الاستعمار، يظهر البرهان كشخص يفتقر إلى الرؤية الاستراتيجية، ويعتمد على نهج يؤسس الانقسامات ويخدم مصالح ضيقة على حساب الشعب السوداني، وشواهدي عشرة على ذلك يمكن أن أزيد فيها ما شاء الله، وهي: 1. فر بنفسه وقام بتحويل العاصمة لأقصى الشرق، وكانت مدن مدني أو الأبيض وسنار آمنة ولا زالت تحت سيطرة الجيش، ويمكن أن تكون حواضر إدارية وسيادية واقتصادية. 2. تغيير العملة واحتكارها لجهة معينة، ومنع أقاليم تقع تحت سيطرته من الوصول إليها. 3. منح ومنع الهوية على أساس عنصري، وتقييد كل اجراءات الأحوال الشخصية بما فيها قسائم الزواج والطلاق. 4. تقييد حركة التجار على أساس جهوي ومناطقي، ومصادرة قوفل وحاويات تم استيرادها. 5. حظر الحسابات البنكية بتمييز قذر، جعل من قطاع تجاري وخدمي خارج الخدمة وضيق على حياة مواطنين يعتمدون على قوتهم اليومي على لك الحسابات. 6. منع إقامة امتحانات الشهادة القومية حتى في مناطق تحت سيطرة الجيش لوقوعها في جغرافيا معينة. 7. الاعتقالات التي تمت حتى لطلاب نزحوا للحصول على مقعد ورقم جلوس في ولايات البراء والولاء. 8. منع الوصول الإنساني لأكثر من عام، واحتكر قوافل الإغاثة في جغرافيا معينة. 9. إبادة ما سمي بـــ (الحواضن) عن طريق القصف الجوي. 10. احتكار الخدمات (جميعها) في جغرافيا معينة، ومنع وصولها لبقية المواطنين. وغيره وغيره وغيره .. كثير.. كثير .. من إجراءات غير معلنة باتت تتراءى كل يوم وتتسرب، كتصفية ضباط وضباط صف وجنود من إثنيات معينة في صفوف الجيش، وإلى الآن لا أحد يريد أن يقول للبرهان أنت ستقسم البلاد وتحفز أي توجه انفصالي. - يحاول البرهان تقديم نفسه كحامي للسودان وليس (كحرامي)، حيث يتحدث عن تشكيل حكومة تكنوقراط مدنية، ويرفض عودة نظام عمر البشير الذي فتح لقادتها أبواب السجون وجعلهم يديرون دفة البلاد نحو الجحيم ويتحكمون في مفاصل البلاد العسكرية والسياسية والأمنية والاقتصادية، ويؤكد على محاربة ما أسماه "التمرد". لكن هذه الشعارات تتصادم مع واقع أفعاله. فالبرهان هو ذات الشخص الذي قاد انقلابًا عسكريًا في أكتوبر 2021م، وأجهض العملية الانتقالية التي كانت تهدف إلى تسليم السلطة للمدنيين، مما أدى إلى إغراق البلاد في أزمة سياسية عميقة، وتحت قيادته تحول الجيش إلى أداة قمع، يوم أن قتل العشرات من المتظاهرين السلميين، وأصبحت البلاد مسرحًا لنزاع دامٍ بين الجيش وقوات الدعم السريع، وهو الذي يفتح يوميا معسكرات التجنيد وحدود البلاد لتجييش نسخ جديدة من أنماط العسكرة الإثنية والقبلية والجهوية والأيديولوجية، وهذا التناقض بين الخطاب والأفعال يكشف عن نهج يعتمد على التضليل السياسي، حيث يستخدم البرهان الشعارات (الوطنية) لتبرير استمرار سيطرته على السلطة واستمرار خطته التي أعلنها الفريق (العطا) بأن البرهان سيستمر لعشر سنوات، كل تلك الأمنيات دون تقديم حلول حقيقية للأزمة. - منذ اندلاع هذا النزاع المقيت الدامي بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023م، فشل البرهان في تحقيق أي تقدم عسكري حاسم، واليوم نراه يتفاخر بالانسحابات التي أتاحت له العودة لمناطق فر منها، وهذا أدى إلى استنزاف موارد البلاد وتدمير بنيتها التحتية دون أدنى مبرر، وتحت شعار "حرب الكرامة"، استمرت الدموية لتخلف وراءها عشرات الآلاف من القتلى، ونزوح ولجوء أكثر من 10 ملايين شخص من بينهم أولاده الذين أرسلهم لمأمن لم يأمنوا فيه، وتفاقم بسبب تعنته ورفضه لكل أنواع الحلول وإذعانه للحزب المحلول إلى أزمة جوع وُصفت بأنها "الأكبر في العالم"، في وطن زرع حوالي ٦٤ مليون فدان في فترة وجيزة وأدها البرهان بانقلابه. - البرهان الذي يصر على استمرار القتال ويقول بسحق المقاتلين وطردهم إلى أقاصي الأرض أو إبادتهم، لم يقدم أي رؤية واضحة لإنهاء الحرب، سواء عبر التفاوض أو الحسم العسكري ولن يقو على ذلك وهو يعلم أن مثل هذه الحروب لن تنته أبدا أبدا بل ستتحول لأنماط قتالية أخرى، وهذا الإصرار على الخيار العسكري يعكس نهجًا متعنتًا يخدم مصالح ضيقة لحفنة حكمت البلاد لثلاثة عقود أطاحت بهم ثورة سلمية لم يستطيعوا وأدها ومقاومتها فاختاروا استعادة مجدهم عبر فوهة البنادق وعلى ظهر البرهان، سواء كانت تلك الحفنة تدفعها مطامع شخصية أو تابعة لقوى إقليمية، على حساب الشعب السوداني الذي يدفع ثمن هذه الحرب. - جرم البرهان كل شخص قال بالاستعانة بالبعثة الأممية لحل الأزمة وقام بطردها ومعاداتها واتهم الجميعةبالممالأة للخارج والعمالة، وظل يدعي أنه وحده لا شريك له الوصي على البلاد، وعلى الرغم من ادعاءاته بالدفاع عن السيادة الوطنية، ظل البرهان أداة في يد قوى إقليمية وأقحم نفسه في تجاذبات دولية، ونرى دعم مصر الواضح للجيش السوداني، سواء عبر التسليح أو التدريب، والذي يثير تساؤلات حول مدى استقلالية قراراته، ونرى كيف يُستدعي هو ووزراؤه وقادة معركته إليها، كل ذلك يفعله وتفعله مصر التي تحارب الإخوان في أرضها وتعلم بلعبة البرهان وبتبعيته لعناصر من النظام السابق، بما في ذلك الإخوان. - في الوقت الذي تتجه فيه حكومته لفتح علاقات مع الغرب وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية يهرع لإيران وروسيا ويفتح لهما بوابة البحر الأحمر، جميع هذه الأفاعيل تؤكد أنه ليس سوى واجهة لمصالح خارجية، وهذه التبعية تضعف من شرعيته كقائد لهذه البلاد، وسيظل يخدم أجندات إقليمية على حساب مصلحة الشعب السوداني، الذي يعاني من تداعيات الحرب والأزمة الاقتصادية، وتهرب موارده وثرواته تحت مرأى ومسمع وحماية البرهان وزمرته وسدنة إنقلابه. - عمل البرهان جاهدا لترسيخ مشروع الآحادية والاستبداد والانفراد، وقام بكل فعل تسلطي في محاولة لتبرير استمرار سيطرته، وظل يتهم البرهان القوى المدنية، منها تنسيقية "تقدم"، بدعم قوات الدعم السريع ونظمت أذرعه الإعلامية حملات تضليلية مدفوعة الأجر، واشترط للقائهم إدانة الدعم السريع وإتهامه بتأحيج الحرب لتبرئة من أشعلوها من فلول الحزب المنحل، وذلك ليبرر إقصاءها من العملية السياسية، هذا الاتهام ما هو إلا محاولة لتفكيك أي معارضة سياسية، وفرض حكم عسكري تحت ستار "التكنوقراط" أو "الاستقرار"، وهي (روشتة) تم صرفها من دول جارة منذ انقلاب أكتوبر، وهذا النهج يعكس رفضًا واضحًا للتحول المدني والتعددية السياسية واستعادة مكتسبات الشعب السوداني وثورته المجيدة، وهذا يؤكد ما قلناه منذ الانقلاب أن البرهان يسعى لترسيخ سلطته الشخصية ولو على جماجم وأشلاء السودانيات والسودانيين، بدلاً من السعي لتحقيق سلام شامل يضم جميع الأطراف، ويحقق في أسباب الحرب ويحاكم مجرميها ويردع كل من يحاول الإفلات من العقاب. - النتيجة الأكثر إيلامًا لهذه السياسات البرهانية هي الأزمة الإنسانية التي تتفاقم يوميا لتعصف بالسودان شعبا وأرضا، لتتزايد الانتهاكات، وترتكب الفظائع، وتنظم الجرائم الإرهابية، وتتنامى الجماعات المتطرفة، ما يعني استمرار موجات نزوح الملايين، وانحدار الأوضاع لتدمير الاقتصاد، وتفشي الأمراض وتفاقم الأزمة الغذائية، كلها تداعيات مباشرة لنهجه العسكري والسياسي. البرهان، الذي يتحدث عن حماية السودان، يتحمل مسؤولية كبيرة عن هذه الأزمة، حيث لم يبدِ أي استعداد حقيقي للتفاوض أو إنهاء الحرب بطريقة تحقق السلام والاستقرار. ● ختاما: يظل عبد الفتاح البرهان، بحلمه في البقاء وخوفه من الفناء وبسياساته المتعنتة وتناقضاته الصارخة، هو الخطر على المنطقة والبلاظ وهاهو يقود السودان من سعير الحرب نحو هاوية الجحيم، فنهجه العسكري الفاشل، وتبعيته للخارج، وإقصاؤه للقوى المدنية، وآجراءاته الانفصالية العنصرية، كلها عوامل تجعل من الصعب التصديق بقوله أو الدفاع عن أدائه حتى من المتماهين معه من الجماعات البورتسودانية، وسيظل هو من فتح باب الشرر المستطر لإهلاك وتشريد الشعب السوداني، الذي كان يأمل في ثورة تقوده نحو الديمقراطية والاستقرار، يجد نفسه اليوم يدفع ثمن فشل زعيم يفتقر إلى الرؤية والإرادة والصدق والعزيمة لإنهاء الأزمة، إذا أراد البرهان استعادة أي قدر من المصداقية، فعليه أن يتخلى عن نهجه الحالي، ويبدأ في السعي لسلام شامل وفق ما هو متعارف عليه يضم كل من ينادي بوقف الحرب، ويعيد الأمل لشعب يستحق حياة أفضل، ولكن الدعوات الجوفاء هذه هي خطط تمزيقية لتفتيت القوى المدنية، وتمزيق الهوية الوطنية، وتشظي البلاد، فهو لا يريد سوى من يبصم له ويعدل له القوانين ويفصل له الدساتير ويستلم منه الدنانير، ولا يريد من يناصحه أو ينافحه بالكلمة والحقيقة التي تعمد إخفاءها تحت ركام ودخان الحرب.
❤️ 👍 💚 3

Comments