
عروة الصادق 𝒪𝓇𝓌𝒶 𝒜𝓁𝓈𝒶𝒹𝒾𝑔
February 28, 2025 at 08:33 PM
دعاء اللقاء
● هذا دعاءٌ مشرقٌ بنور القرب، عابقٌ بأريج العبودية الخالصة، ممتلئٌ بالافتقار التام إلى الله.
- إنه دعاءُ القائمِ في الليالي الأخيرة، حيث لا يبقى بين القلب وربه إلا بابٌ يكاد يُفتح،
- دعاءُ من أيقن أن الدربَ أوشك على نهايته، وأن اللقاءَ صار أقرب من كل رجاء،
- دعاءُ من استودع في كلماته خلاصة عمره، وجوهر يقينه، وخلاصة سعيه في الطريق.
● إنها كلماتُ من أدرك أن الشوق إذا بلغ منتهاه، صار نورًا يغمر الوجود، وأن الأرواحَ إذا اشتد وجعها طلبًا للقرب، مُدت لها يد العناية، فجُذبت إلى الله جذبةً لا فراقَ بعدها.
هنا، في هذا الدعاء، تتجلى روح التسليم المطلق:
- تفويضٌ كاملٌ للأمر، حيث لم يعد العبد يرى لنفسه حولًا ولا قوة، فيلقيها بين يدي ربّه كما يُلقى الطائر في جو السماء، بلا خوفٍ من السقوط.
● شوقٌ متقدٌ إلى النور، حيث لا يُطلب إلا الله، ولا يُراد إلا وجهه، حتى تنسحب الدنيا وما فيها، فلا يبقى إلا الحنين الذي لا يُطفئه إلا اللقاء.
● رجاءٌ في أن يكون العبدُ ممن يرضى الله عنهم، فلا يُترك في الظلمات، ولا يُنسى في الغفلة، بل يُؤخذ بيده إلى حيث الطمأنينة الأبدية.
- إنها الكلمات الأخيرة التي تسبق الفتح،
- الأنفاسُ الأخيرة التي تُغلق بها صفحاتُ الدنيا، لتُفتح بها أبوابُ الخلود،
● إنه نداءُ من وصل إلى حافة النور، فترك وراءه كل شيء، وانتقل إلى الله، وما بعد الله إلا الرضا الذي لا يُبدَّل، والنور الذي لا ينطفئ، والسلام الذي لا يُنقض.
اللهم شوقنا إليك شوق من دلنا عليك وآله وصحبه وسلم