بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَقْبَلْتُ عَلَيْكَ بِقَلْبٍ تَخَلَّى مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا شَوْقِهِ إِلَيْكَ، وَرُوحٍ أَلْقَتْ نَفْسَهَا فِي بَحْرِ نُورِكَ، وَنَفَسٍ يَسْتَمِدُّ وُجُودَهُ مِنْ لُطْفِكَ وَرَحْمَتِكَ، يَا أَرۡحَمُ ٱلرَّ ٰ⁠حِمِینَ. اللَّهُمَّ إِنِّي وَقَفْتُ عَلَى عَتَبَةِ بَابِكَ وَحْدِي، خَالِيَ الْيَدَيْنِ إِلَّا مِنَ الرَّجَاءِ، عَارِيَ الرُّوحِ إِلَّا مِنَ الِاشْتِيَاقِ، مُنْقَطِعًا إِلَّا عَنْكَ، فَلَا تَرُدَّنِي إِلَى نَفْسِي، وَلَا تَدَعْنِي لِضَعْفِي، وَلَا تَكِلْنِي لِشَيْءٍ سِوَاكَ، وَأَدۡخِلۡنَا فِی رَحۡمَتِكَ وَأَنتَ أَرۡحَمُ ٱلرَّ ٰ⁠حِمِینَ. اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ فِي حَيَاتِي شَيْءٌ يُبْعِدُنِي عَنْكَ، فَانْزِعْهُ مِنِّي وَلَوْ كَانَ بَعْدَهُ مَوْتِي، وَإِنْ كَانَ فِي قَلْبِي مَا يَحْجُبُنِي عَنْكَ، فَطَهِّرْهُ حَتَّى يَكُونَ كُلُّهُ لَكَ، وَاجْعَلْنِي مِنَ ٱلتَّوَّ ٰ⁠بِینَ ٱلۡمُتَطَهِّرِینَ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَغِيثُ بِنُورِكَ الَّذِي أَضَاءَتْ لَهُ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ، فَافْتَحْ لِي بَابًا إِلَى سِرِّكَ، وَاحْجُبْ عَنِّي كُلَّ حِجَابٍ يُبْعِدُنِي عَنْكَ، وَاجْعَلْ بَيْنِي وَبَيْنَكَ طَرِيقًا لَا يَنْقَطِعُ وَلَا يَضِلُّ، وَأَنتَ خَیۡرُ ٱلۡفَـٰتِحِینَ. اللَّهُمَّ إِنْ لَمْ تَكُنْ أَنْتَ، فَمَنْ لِي؟ وَإِنْ لَمْ تَكُنْ إِلَيْكَ غَايَتِي، فَأَيْنَ أَذْهَبُ؟ وَإِنْ لَمْ تَكُنْ أَنْتَ مَطْلَبِي، فَعَلَى مَنْ أَعْتَمِدُ؟ أَنتَ وَلِیُّنَا فَٱغۡفِرۡ لَنَا وَٱرۡحَمۡنَاۖ وَأَنتَ خَیۡرُ ٱلۡغَـٰفِرِینَ. اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِمَّنْ ذَاقُوا مِنْ رَحْمَتِكَ فَنَسُوا الدُّنْيَا، وَأَبْصَرُوا نُورَكَ فَأُغْنُوا عَنْ كُلِّ نُورٍ سِوَاكَ، وَسَارُوا إِلَيْكَ سَيْرًا لَا رُجُوعَ فِيهِ، وَعَاشُوا بِحُبِّكَ حَتَّى مَا شَاءَتْ لَهُمُ الحَيَاةُ، وَمَاتُوا عَلَى بَابِكَ وَأَنْتَ عَنْهُمْ رَاضٍ يَا أَرۡحَمُ ٱلرَّ ٰ⁠حِمِینَ.. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَوْدِعُكَ نَفْسِي، فَاصْنَعْهَا لِمَا تُحِبُّ، وَأَسْتَوْدِعُكَ قَلْبِي، فَاجْعَلْهُ لَكَ وَحْدَكَ، وَأَسْتَوْدِعُكَ طَرِيقِي، فَخُذْ بِيَدِي إِلَى مَا تُرِيدُ، فَلَا طَاقَةَ لِي إِلَّا بِكَ، وَلَا سَبِيلَ لِي إِلَّا إِلَيْكَ، وَلاَ رَجَاءَ لِي إِلَّا وَجْهُكَ. اللَّهُمَّ إِنِّي أُرِيدُكَ أَنْتَ، أُرِيدُكَ أَنْتَ وَحْدَكَ لَا شَرِیكَ لَكَ وَبِذَ ٰ⁠لِكَ أُمِرۡتُ وَأَنَا۠ مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِینَ، فَلَا تَدَعْنِي لِغَيْرِكَ طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَلَا أَقَلَّ مِنْهَا، وٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ. وَصَلِّ اللَّهُمَّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سِرِّ أَسْرَارِ النُّورِ وَكُنْهِ الوُجُودِ، وَمِفْتَاحِ كُلِّ أَبْوَابِ الحَقِيقَةِ نَبِيِّكَ وحَبِيبِكَ ﷺ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَكُلِّ مَنْ تَعَلَّقَ بِسِرِّهِ وَنَظَرَ بِنُورِهِ إِلَى يَوْمِ اللِّقَاءِ يَا أَرۡحَمُ ٱلرَّ ٰ⁠حِمِینَ..