*من السُّنَّة في عقد النِّكاح* *خُطبة الحاجة* *"إنَّ الحمدَ لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذُ بِهِ من شُرورِ أنفسِنا ومن سيئات أعمالنا، من يَهْدِه اللَّهُ فلا مُضلَّ لَهُ، ومَن يُضلِلْ فلا هاديَ لَهُ، وأشهدُ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحده لا شريك له، وأشهدُ أنَّ محمَّدًا عبدُهُ ورسولُهُ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)(يا أيُّها الناس اتَّقُوا ربَّكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبثَّ منهما رِجالاً كثيرًا ونساء الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)"* * *وهذه الخطبة رواها ستةٌ من أصحاب النبي ﷺ رضي الله عنهم، عن النبي ﷺ وهم:* - *عبد الله بن مسعود* - ⁠*أبو موسى الأشعري* - *عبد الله بن عباس* - *عائشة أم المؤمنين* - *جابر بن عبد الله* - *نبيط بن شريط* * *ومن التابعين: الإمام ابن شهاب الزهري رحمه الله* * قال الإمام ابنُ القيِّم (ت752هـ) رحمه الله: *"ولم يكن يخطبُ خطبةً إلا افتتحها بحمد الله، وتشهَّد فيها بكلمتي الشهادة، ويذكرُ فيها نفسَه باسمه العَلَم"* [ "زاد المعاد في هدي خير العباد" (1/203) ] * وبوَّب النسائي في سُننه بقوله: *"بابُ ما يُستحبُّ من الكلام عند النكاح"* * روى أبو داود في "السُّنن" (2118)، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في *خطبة الحاجة في النكاح وغيره* * قال السندي (ت1138هـ) رحمه الله: *"خطْبَة الْحَاجة الظَّاهِر عُمُوم الْحَاجة للنِّكَاح وَغَيره، فَيَنْبَغِي للْإنْسَان أَن يَأْتِي بِهَذَا ليستعين بِهِ على قَضَائهَا وتمامها، … وَيحْتَمل أَن المُرَاد بِالْحَاجةِ النِّكَاح إِذْ هُوَ الَّذِي تعارف فِيهِ الْخطْبَة دون سَائِر الْحَاجَات"* [ "حاشية السندي على سنن النسائي" (3/ 105) ] * *ومن هدي الصحابة رضي الله عنهم في عقد النِّكاح* * أنَّ الوليَّ إذا زوَّج ابنتَه أو أختَه يقولُ للزوج: *"أُزوِّجُكَ على إمساكٍ بمعروفٍ أو تسريحٍ بإحسانٍ"* * روى سعيد بن منصور في "السُّنن" (687)، وابن أبي شيبة في "المُصنَّف" (16022)، عن عمرو بن دينار قال: كان ابنُ عمر رضي الله عنهما إذا نكح قال: *«أَنكحتُكَ على ما أمرَ اللهُ {إمساكٌ بمعروفٍ أو تسريحٌ بإحسان}»* * وروى ابن أبي شيبة (16020)، عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّه كان إذا زوَّج امرأةً من بناته، أو امرأةً من بعض أهله قال لزوجها: *«أُزوِّجُك على إمساكٍ بمعروفٍ أو تسريحٍ بإحسانٍ»* * وروى ابن أبي شيبة (16021)، عن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّه *كان إذا زوَّج اشترَطَ {إمساكٌ بمعروفٍ أو تسريحٌ بإحسان}* * فائدة: بوَّبَ الإمامُ سعيد بن منصور بقوله: *"بابُ الشرطِ عند عقد النِّكاح"* * قال الإمام الشافعي (ت204هـ) رحمه الله: *"وأُحِبُّ إليَّ أن يقدم المرء بين يدي خطبته، وكل أمر طلبه سوى ‌الخطبة حمد الله عز وجل والثناء عليه والصلاة على رسوله ﷺ والوصية بتقوى الله تعالى ثم يخطب"* [ "الأم" (5/41) ] * قال الإمام إسماعيل المُزَني الشافعي (ت264هـ) رحمه الله: *"وأحبُّ للوليّ أن يفعل مثل ذلك، [أي: خُطبة الحاجة] وأن يقول ما قال ابنُ عمر: أنكِحُك على ما أمر الله به من {إمساكٍ بمعروفٍ أو تسريحٍ بإحسان}"* [ "مُختصر المُزَني" (2/26)(2054) ] *والدَّالُ على الخير كفاعله ✅*