*من السُّنَّة أن يتراءى النَّاسُ الهلالَ لدخول رمضان وخروجه 🌙* * في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله ﷺ قال: *«صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غبي عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين»* * ويكفي في إثبات دخول رمضان شهادةُ رجلٍ واحد؛ لما روى أبو داود في "السُّنن" (2342)، والدارمي في "السُّنن" (1691)، وابن حبان في "التقاسيم والأنواع" (3447)، وصححه الألباني، عن ابنِ عمرَ قال : *"تراءَى النَّاسُ الهلالَ، فأخبرتُ رسولَ اللهِ ﷺ أنِّي رأيتُه، فَصامَه وأمرَ النَّاسَ بصيامِهِ"* * وبوَّب أبو داود في "السُّنن" هىعلى حديث ابن عمر بقوله: *"بابٌ: في شهادة الواحد على رؤية هلال رمضان"* * وإثباتُ خروج الشهر يكون بشهادة رجلين، لما روى النسائي في "المُجتبى" (2115)، والإمام أحمد في "المُسند" (18895)، وصححه الألباني، عن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب أنَّه خطَبَ الناسَ في اليومِ الذي يُشَكُّ فيه، فقال: "ألَا إنِّي جالَستُ أصحابَ رَسولِ اللهِ ﷺ، وساءَلتُهم، وإنَّهم حدَّثوني أنَّ رَسولَ اللهِ ﷺ" قال: «صوموا لرُؤيتِهِ، وأفطِروا لرؤيتِهِ، وانسُكوا لها، فإن غُمَّ عليكُم، فأكمِلوا ثلاثينَ، *فإن شَهِد شاهدان؛ فصوموا وأفطِروا»* * *ولذلك ينبغي على الناس أن يحرِصوا على هذه السُّنَّة، وألَّا يستبدلوها بالأجهزة الفلكية في إثبات دخول الشهر وخروجه، وقد بيَّن النبي ﷺ كيفية دخول الشهر وخروجه، ونصَّ على الرؤية دون غيرها؛ تيسيرًا على أُمَّته 💯* * وفي الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما أنَّ رسول الله ﷺ قال: *«إنَّا أُمَّة أُميَّة، لا نكتبُ ولا نحسبُ، الشهرُ هكذا وهكذا» يعني مرةً تسعةً وعشرين، ومرةً ثلاثين* * *فائدة: نقل الإجماع على أنَّ دخول الشهر وخروجه يكون بالرؤية، ولا يُعتد بالحساب الفلكي ⛔️✋🏼* * قال ابنُ رُشد الحفيد (ت595هـ) رحمه الله: *"فإنَّ العلماء أجمعوا على أن الشهر العربي يكون تسعًا وعشرين، ويكون ثلاثين، وعلى أنَّ الاعتبار في تحديد شهر رمضان إنَّما هو الرؤية"* [ "بداية المجتهد ونهاية المُقتصد" (2/46) ] * وقال شيخ الإسلام ابن تيمية (ت728هـ) رحمه الله: *"فإنَّا نعلمُ بالإضطرار من دين الإسلام، أنَّ العمل في رؤية هلال الصوم أو الحج أو العدة أو الإيلاء، أو غير ذلك من الأحكام المعلقة بالهلال بخبر الحاسب، أنه يُرى أو لا يُرى، لا يجوز، والنصوص المستفيضة عن النبي ﷺ بذلك كثيرة، وقد أجمع المسلمون عليه، ولا يعرف فيه خلاف قديم أصلًا"* [ "مجموع الفتاوى" (25/132) ] * فائدة: قال الإمام ابن رجب (ت795هـ) رحمه الله: *"فتبيَّن أنَّ ديننا لا يحتاج إلى حساب ولا كتاب، كما يفعلُه أهلُ الكتاب من ضبط عباداتهم بمسير الشمس وحسباناتها، وأنَّ ديننا في ميقات الصيام معلَّق بما يُرى بالبصر، وهو رؤية الهلال، فإن غُمَّ أكملنا عِدَّة الشهر، ولم نحتج إلى حساب"* [ "فتح الباري بشرح صحيح البخاري" (3/67) ] * فائدة: قال الحافظ ابنُ حجر (ت852هـ) رحمه الله: *"وقد ذهب قومٌ إلى الرجوع إلى أهل التسيير في ذلك، وهم الروافض، ونقل عن بعض الفقهاء موافقتهم"* * ⁠قال الباجي: *"وإجماعُ السلف الصالح حجة عليهم"،* * ⁠وقال ابن بزيزة: *"وهو مذهبٌ باطلٌ؛ فقد نهتِ الشريعة عن الخوض في علم النجوم؛ لأنَّها حدسٌ وتخمينٌ ليس فيها قطعٌ ولا ظنٌّ غالب، مع أنَّه لو ارتبط الأمر بها لضاق، إذ لا يعرفها إلا القليل"* [ "فتح الباري بشرح صحيح البخاري" (4/127) ] *وخيرُ الهدي هديُ محمد ﷺ ✅*